تربويون: الرؤية الأسرية المنظمة تسهم في إجازة شتوية مثالية للطلبة

محمد فتح الباب
محمد فتح الباب

أفاد تربويون واختصاصيون بأن الإجازة الشتوية الممتدة هذا العام لمدة شهر كامل أصبحت مساحة تربوية بالغة الأهمية، وليست مجرد فترة للراحة، مؤكدين أن الأسرة هي الطرف الأكثر تأثيراً في كيفية قضاء الأبناء لهذا الوقت، لأنها الجهة التي ترافقهم خارج إطار المدرسة وتملك القدرة على توجيههم وإعادة ضبط أنماط حياتهم بعد فصل دراسي مزدحم.

ويرى المختصون أن الإجازة الطويلة تمنح الأبناء فرصة للتجديد النفسي، لكنها قد تتحول إلى عبء إذا غابت عنها الرؤية الأسرية المنظمة، إذ يبدأ أثر الإهمال في الظهور عند بداية الفصل الدراسي الثاني في شكل تشتت وقلة تركيز واضطراب في النوم.

ويرى التربويون أن الهيكلة الجديدة للتقويم الدراسي، تضع مسؤولية إضافية على الأسرة، لأن طول إجازة الشتاء يعني ضرورة وجود برنامج يومي منضبط يحافظ على إيقاع حياة الأبناء ويضمن عودتهم إلى المدرسة بحيوية واستعداد أكبر.

هبة الشربيني
هبة الشربيني

واعتبرت التربوية هبة الشربيني أن الإجازة يمكن أن تتحول إلى بيئة تعليمية موازية إذا أحسنت الأسرة استثمارها، وخاصة أن طقس الشتاء في الإمارات يشكل عاملاً مساعداً يمنح الأطفال فرصاً متنوعة للأنشطة الخارجية التي تعزز النمو النفسي والاجتماعي.

وأوضحت أن الإجازة لا تحتاج إلى برامج معقدة أو تكلفة مالية مرتفعة، بل إلى تنظيم بسيط يدمج بين النشاط الحركي، والقراءة، والزيارات الثقافية، والعمل التطوعي، والأنشطة العائلية المشتركة، وترى أن أفضل أسلوب لإدارة الإجازة هو تحقيق توازن بين الراحة والتعلم غير الرسمي، بحيث يعيش الطفل تجربة يومية غنية دون الشعور بالضغط أو الملل.

فاطمة الظاهري
فاطمة الظاهري

وقالت التربوية الدكتورة فاطمة الظاهري، إن الإجازة الشتوية تمثل امتداداً طبيعياً للعملية التعليمية، لأن الطفل لا يتوقف عن التعلم خارج المدرسة، بل يستمر في اكتساب الخبرات من محيطه اليومي، موضحة أن التعلم غير الرسمي الذي يمر به الطفل خلال الإجازة يكون غالباً أكثر رسوخاً من المحتوى الأكاديمي، لأن الطفل يتعامل مع الخبرة بحواسه الكاملة، سواء كانت زيارة لمكان جديد أو تجربة نشاط جديد.

وشددت على أهمية بناء روتين يومي يشعر الطفل من خلاله بالاستقرار، موضحة أن الإجازة غير المنظمة قد تضعف القدرة على الالتزام عند بداية الفصل التالي، لافتة إلى أن كثيراً من الأسر تخلط بين الراحة والترك المطلق، بينما الراحة الحقيقية تحتاج إلى توجيه وبدائل صحية تجعل الطفل أكثر توازناً وقدرة على ضبط سلوكه.

آمال عبد المولى
آمال عبد المولى

وترى الدكتورة آمال عبد المولى اختصاصية نفسية، أن الإجازة الطويلة تعد فرصة لإعادة ضبط الحالة العاطفية للأطفال الذين يمرون في نهاية الفصل الدراسي بفترة ضغط وقلق، مشيرة إلى أن كثيراً من الأطفال يدخلون الإجازة بحالة من الإرهاق النفسي، وهو ما يجعلهم بحاجة إلى بيئة أسرية داعمة توفر لهم الراحة المنظمة بعيداً عن الإفراط في استخدام الأجهزة الإلكترونية.

وقال الدكتور محمد فتح الباب المتخصص في مهارات التعلم، إن طقس الشتاء في الإمارات يعد أجمل شتاء في العالم ما يمثل قيمة مضافة لا يمكن تجاهلها عند الحديث عن استثمار الإجازة، لأنه يوفر للأطفال فرصاً واسعة للأنشطة الحركية والاستكشافية بعيداً عن أجواء الصيف.

إيمان مصطفى
إيمان مصطفى

العمل التطوعي

وتعد التربوية إيمان مصطفى أن العمل التطوعي يمثل أحد أهم المسارات التربوية التي يمكن للأسر توجيه أبنائها نحوها خلال الإجازة، لأن هذه الأنشطة تغرس في الأطفال قيم المسؤولية والانتماء والمشاركة المجتمعية، موضحة أن الأنشطة الكشفية أو التطوعية تمنح الأطفال تجارب عملية لا توفرها الفصول الدراسية، مثل التخطيط للمهمات والتعاون في تنفيذها.

هيام أبو مشعل
هيام أبو مشعل

وأكدت الدكتورة هيام أبو مشعل، المستشارة الأسرية، أن الأسرة تظل الطرف الأكثر تأثيراً في تشكيل طريقة استثمار الأبناء لوقتهم خلال الإجازة، موضحة أن الإجازة ليست مجرد فترة للراحة أو الترفيه، بل مساحة ذهبية لاكتشاف مواهب الأطفال وتنمية قدراتهم بعيداً عن ضغط الواجبات المدرسية.