كشف الدكتور فيصل العيان، مدير مجمع كليات التقنية العليا، أن الكليات دخلت مرحلة جديدة في رحلتها التطويرية، عبر مشروع طموح للانتقال إلى إدارة الموارد البشرية والعمليات الأكاديمية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، بهدف رفع كفاءة الأداء وتلافي الأخطاء البشرية. وأوضح الدكتور العيان، أن المشروع سيكتمل في يوليو 2026، ليشكل نقلة نوعية في أسلوب التقييم وإدارة الكفاءات.
وأكد مدير مجمع «التقنية العليا»، أن النظام الجديد يعتمد على تقييم سنوي إلكتروني ذكي لأداء الموظفين والأكاديميين دون تدخل بشري، لضمان أعلى درجات الإنصاف والدقة والموضوعية، بما يعكس الأداء الفعلي للموظف. وقال: إن هذه الخطوة ستوفر وقتاً كبيراً كان يستنزف في لاسيما في مؤسسة كبيرة مثل مجمع التقنية العليا، لافتا إلى أن كليات التقنية تضم أكثر من 2400 موظف من الهيئتين الأكاديمية والإدارية.
وأشار إلى أن المشروع سيسهم في تسريع الإجراءات المرتبطة بترقيات الموظفين، حيث سيتمكن النظام من إصدار تقييم شامل في اليوم الأول لانتهاء العام الأكاديمي، ما يلغي فترات الانتظار الطويلة التي كانت تفرضها الأساليب التقليدية. وأضاف أن المشروع سيضمن توفير شفافية أكبر في عملية تقييم الأداء، من خلال تحديد نقاط القوة والضعف بدقة، ومساعدة الموظف على تطوير أدائه خلال السنوات التالية.
وأضاف العيان أن عملية ترقية الكوادر الأكاديمية في الكليات تستند إلى معايير عالمية دقيقة تشمل جودة التدريس والبحث العلمي والخدمة المجتمعية وغيرها، وهي ملفات تحتاج عادة إلى لجان موسعة لدراستها.
وقال: إن أدوات الذكاء الاصطناعي ستدعم هذه العملية عبر مواءمة مخرجات التقييم مع أهداف الكليات، وإخطار الأكاديمي غير المرشح للترقية بالمجالات التي يحتاج إلى تطوير مهاراته فيها لاستكمال ملفه. وفي سياق حديثه، أكد الدكتور العيان أن المشروع سيسهم في إحداث تحول جذري في بيئة العمل الأكاديمية والإدارية، من خلال رفع مستوى الدقة وسرعة اتخاذ القرار، وتعزيز القدرة على التخطيط الأكاديمي والوظيفي بناء على بيانات تراكمية دقيقة.
علاقة تكاملية
وبين أن الكليات تعمل على تسخير الذكاء الاصطناعي لخدمة عملها المؤسسي وتحسين جودة حياة جميع أفراد المنظومة التعليمية عبر توفير خدمات سريعة ودقيقة وخالية من الأخطاء البشرية، حرصاً منها على ترجمة الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي إلى واقع ملموس بما يضمن جاهزية الإمارات للمرحلة المقبلة من الاقتصاد الرقمي. كما تتجه الكليات لتطبيق نموذج التقييم التراكمي للكوادر الأكاديمية والإدارية، بدلاً من تقييمات قصيرة المدى، بما يعكس الأداء الحقيقي ويرفع مستوى الكفاءة المؤسسية.
وشدد العيان على أن التطوير المستمر للموظفين والأكاديميين يشكل جزءاً أساسياً من فلسفة الكليات، مشيراً إلى حرصها على توفير التدريب لكوادرها داخل الدولة وخارجها لمواكبة التغيرات التكنولوجية والاقتصادية المتسارعة.
