رصد ميداني يكشف دور التقنيات في تحسّن الأداء الدراسي للأطفال

توظيف التقنيات في الأنشطة الصيفية
توظيف التقنيات في الأنشطة الصيفية

أظهر رصد ميداني، نفذته المعلمتان مريم الكعبي وخصيبة الكندي، تحسناً واضحاً في مستويات الأطفال باللغة العربية، خصوصاً في مهارات التهجئة والنطق الصحيح للكلمات، وفهم النصوص القصيرة، وذلك بعد فترات وجيزة من الاستخدام المنظم للتطبيقات الذكية.

وأظهرت النتائج أن مستويات الأداء الدراسي جاءت كالتالي: متطور 29 %، متمكن 42 %، متقن 29 %، وبعد تطبيق أدوات الذكاء الاصطناعي كشفت نتائج الاختبار البعدي عن تحسن لافت. ما يعكس التأثير المباشر للأدوات الذكية في تقليص الفجوات اللغوية وبناء مهارات أكثر رسوخاً لدى الأطفال في سنواتهم الدراسية الأولى.

وأكدت مريم الكعبي أن تحديات القراءة في مرحلة الطفولة المبكرة ظلت لسنوات إحدى أكثر العقبات التي تواجه الأطفال في انتقالهم إلى المرحلة الابتدائية، حيث يعاني عدد كبير منهم من ضعف الوعي الصوتي، وتفكيك الكلمات، والربط بين الحروف وأصواتها.

وأشارت إلى أن هذه الفجوات تتراكم لاحقاً، لتظهر بوضوح في الصفوف الأولى، إلا أن توظيف الذكاء الاصطناعي أسهم في الحد منها، وساعد على رفع جاهزية الأطفال للقراءة المبكرة.

وأوضحت أن أهمية القراءة المبكرة لا تقتصر على كونها مهارة لغوية، بل لأنها قاعدة يبنى عليها التقدم الأكاديمي كله، فالطفل القادر على فهم النصوص القصيرة يكون أكثر قدرة لاحقاً على التحليل والاستنتاج والتعبير، الأمر الذي دفع المدارس للبحث عن حلول مبتكرة، تواكب احتياجات الأجيال الحالية، وهو ما فتح الباب أمام الذكاء الاصطناعي ليصبح جزءاً أصيلاً من العملية التعليمية.

أنشطة القراءة

ومن جانبها، أكدت خصيبة الكندي أن واحدة من أهم الملاحظات خلال تطبيق الأدوات الذكية كانت الارتفاع الواضح في دافعية الأطفال تجاه أنشطة القراءة، حيث أصبحوا يتعاملون معها كونها جزءاً من اللعب والتفاعل وليس كونها مهمة دراسية تقليدية. وتشير إلى أن بيئة التعلم القائمة على الصوت والصورة والحركة خلقت ارتباطاً عاطفياً إيجابياً بين الطفل والنص المقروء، ما جعل الأنشطة الصفية أكثر حيوية.

وشددت الكندي على أن الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يكون بديلاً عن دور المعلم، بل يمثل إضافة نوعية تعزز دوره، شريطة حصول المعلمين على التدريب اللازم لفهم آلية عمل هذه التقنيات، وتوظيفها بمهارة داخل الصف، فالطفل لا يزال يحتاج إلى التفاعل الإنساني المباشر مع معلمه، بينما توفر التطبيقات بيئة تعليمية، تساعد على اكتشاف الفروق الفردية والتعامل معها بطرق أكثر فاعلية.