المدارس الحكومية.. تعليم وطني بروح عالمية

تشهد المدارس الحكومية في الدولة نقلة نوعية غير مسبوقة في بنيتها التعليمية والمحتوى الأكاديمي الذي تقدمه، لتصبح نموذجاً وطنياً متقدماً يجمع بين الهوية الإماراتية والرؤية العالمية في إعداد جيل المستقبل.

ومع افتتاح تسعة مجمعات تعليمية جديدة تحمل اسم «مجمع زايد التعليمي» خلال العام الجاري في مختلف إمارات الدولة، تواصل وزارة التربية والتعليم تعزيز جاهزية البيئة المدرسية بما يتوافق مع أهداف التنمية المستدامة وجودة الحياة التعليمية.

ويضم قطاع التعليم الحكومي في الدولة اليوم أكثر من 580 مدرسة حكومية موزعة على جميع الإمارات، يخدمها ما يزيد على 290 ألف طالب وطالبة، وأكثر من 23 ألف معلم وإداري.

وتعد المجمعات التعليمية الجديدة أبرز معالم المرحلة الحالية من التطوير، إذ جاءت لتجسّد رؤية الإمارات في بناء مدارس حديثة متكاملة تجمع بين التعليم الأكاديمي، والأنشطة اللاصفية، والبرامج الابتكارية، ضمن بنية تحتية متطورة ومرافق تعليمية وصحية ورياضية على أعلى المستويات.

وتحرص المدارس الحكومية على جعل الهوية الوطنية جزءاً من الممارسات اليومية في الحياة المدرسية، من خلال الفعاليات الصباحية، والمبادرات الثقافية، وبرامج الخدمة المجتمعية، التي تربط الطالب بقيم بلاده وتاريخه ومسيرتها التنموية.

وتعمل إدارات المدارس على دمج مفاهيم المواطنة الإيجابية والمسؤولية المجتمعية في الأنشطة والمناهج، بحيث يتعلّم الطالب حب الوطن عبر الممارسة والتطبيق، لا بمجرد الحفظ والتلقين.

وتعتمد المدارس الحكومية حالياً منظومة الأنشطة اللاصفية كجزء رئيس من العملية التعليمية، حيث يتم تنفيذ أكثر من 3000 نشاط سنوياً في مختلف المجالات العلمية والثقافية والرياضية والفنية.

وتشمل هذه الأنشطة نوادي الابتكار، وبرامج ريادة الأعمال الطلابية، ومشروعات الاستدامة والروبوتات، بالإضافة إلى المسابقات الأدبية والفنية، ومبادرات القراءة والكتابة الإبداعية التي تنمي المهارات اللغوية والتفكير النقدي لدى الطلبة.

وتسهم هذه البرامج في اكتشاف المواهب المبكرة، وبناء شخصية متوازنة قادرة على التفكير والتعبير، وتحمل المسؤولية الاجتماعية بثقة ووعي.

وأصبحت جودة الحياة المدرسية محوراً أساسياً في تطوير التعليم الحكومي، حيث يتم تصميم اليوم الدراسي بما يوازن بين الجهد الذهني والنشاط البدني، ويمنح الطلبة فرصاً كافية لممارسة الرياضة والفنون والتعبير الحر.

وتوفر المدارس الحكومية الحديثة مرافق رياضية وصحية متكاملة، تشمل صالات متعددة الاستخدامات، وملاعب مغلقة ومفتوحة، ومناطق مخصصة للأنشطة الجماعية، إلى جانب عيادات مدرسية ومرافق خضراء صديقة للبيئة.

كما يجري تعزيز الصحة النفسية للطلبة عبر برامج دعم وإرشاد متخصصة، تضمن بيئة دراسية إيجابية تُنمّي روح المبادرة والانتماء.

وتعد التقنيات الحديثة محوراً رئيساً في تجربة التطوير بالمدارس الحكومية، حيث تم دمج الذكاء الاصطناعي والتعليم المدمج في المناهج الدراسية من رياض الأطفال وحتى الثانوية.

ويستفيد الطلبة من منصات تعليمية رقمية متكاملة، توفر محتوى تفاعلياً يعزز مهارات التفكير والتحليل، فيما تستخدم البيانات التحليلية لتحديد نقاط القوة لدى الطالب وتخصيص المسارات التعليمية وفق قدراته.

وتعمل الكوادر التعليمية باستمرار على تطوير مهاراتها الرقمية من خلال برامج تدريبية وطنية متخصصة في التعليم الذكي والابتكار التربوي، لضمان توظيف الأدوات التقنية بأعلى كفاءة.