6 طلاب يصممون مشروعاً ذكياً لحماية أشجار القرم

ابتكر 6 طلاب من إحدى المدارس الحكومية مشروعاً بيئياً نوعياً بعنوان «حارس القرم الذكي» يجمع بين الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة لحماية أشجار القرم، تحت إشراف المعلمة مريم أبوحجير، حصد أخيراً المركز الأول في «مسابقة الشارقة للاستدامة» عن فئة أفضل مشروع يستخدم الذكاء الاصطناعي.

كما فاز بالمركز الثاني في «مسابقة أدنوك للذكاء الاصطناعي للمدارس» عن فئة أفضل مشروع بيئي تطبيقي ليثبت جدارته، بوصفه ابتكاراً مدرسياً يقدم حلاً عملياً وفعالاً يدعم جهود دولة الإمارات في الحفاظ على البيئة ومواجهة التغير المناخي.

ولم تأتِ فكرة المشروع من مناهج أو مسابقات، بل من واقع بيئي يعيشه الطلبة ويشاهدونه بأعينهم، فخلال حديث في إحدى الحصص الدراسية عن جهود الدولة في زراعة أشجار القرم، العام الماضي، لفت انتباه الفريق أن كثيراً من هذه الأشجار تزرع ثم تترك دون متابعة دقيقة.

وقالت المعلمة مريم أبوحجير: «توقفنا عند هذه الملاحظة واعتبرناها مدخلاً لمشكلة حقيقية بحاجة إلى حل، فاقترحت على طلابي أن نتحرك كمبتكرين لا كمراقبين، ومن هنا بدأت رحلة التفكير والتصميم، لتتحول الملاحظة إلى فكرة، والفكرة إلى مشروع، والمشروع إلى إنجاز وطني يحاكي طموحات الاستدامة البيئية في دولة الإمارات».

وعمل الفريق الطلابي على تصميم منظومة ذكية متكاملة تتكون من روبوتين: أحدهما ثابت لمراقبة صحة الأشجار، وآخر متحرك يقوم بمهام جمع البذور والري والتنظيف والتحليل.

وقد ضم الفريق كلاً من: خالد عبدالرحمن حسين الملا، ومحمد علي عبدالله البدواوي، وآدم عيسى جابر الصفار، وسيف محمد أحمد محمد، وحمدان محمد حسن فاضل، وحامد علي عبدالرزاق داود سليمان.

وتوزعت المهام بين الطلاب حسب ميولهم التخصصية، فطور خالد خوارزميات تتيح للروبوت تحليل أوراق القرم وتمييز السليم منها، وركز محمد على تدريب النظام للتعرف على الكائنات الحية في بيئة القرم، أما آدم فابتكر نظاماً لتحليل بذور القرم والتعرف على النفايات.

كما مثّل الفريق في الفعاليات الرسمية، وقاد سيف جانب الطاقة فاعتمد مصادر متجددة لتشغيل الروبوتات، بينما طور حمدان نظام ملاحة يعتمد على رموز QR، وأسهم حامد في تدريب الروبوت على مهام التحليل والمراقبة.

وأوضحت المعلمة مريم أن المشروع لم يكن مجرد مشاركة طلابية في مسابقة، بل تجربة تعليمية متكاملة بدأت من داخل الفصل وامتدت إلى منصات التتويج.

وقالت: «أردت أن أضع طلابي أمام تحدٍ حقيقي يجعلهم يحوّلون المعرفة إلى أثر ملموس، ووجدت في هذا المشروع فرصة لصناعة بيئة تعليمية تعلم الطلاب كيف يخدمون وطنهم بأفكارهم وأدواتهم».

وأكدت أن التجربة حفزت الطلبة على تطوير مهارات البحث والبرمجة والتصميم والعمل الجماعي، كما عمقت فيهم الشعور بالمسؤولية تجاه البيئة، وربطتهم بأهداف الاستدامة التي تتبناها الدولة في استراتيجياتها المستقبلية.

واعتمد «حارس القرم الذكي» على عدة مهام بيئية متكاملة، شملت جمع البذور ونقلها إلى مواقع زراعة ذكية، وتنظيف المحيط من النفايات، ومراقبة أوراق الأشجار وتحليل ألوانها لاكتشاف الأمراض النباتية، وتتبّع الطيور والأسماك والكائنات الحية لضمان سلامة النظام البيئي.

واستخدم المشروع تقنيات الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية في معالجة البيانات، ما مكن الروبوتات من العمل بشكل مستقل، وتقديم تقارير دقيقة عن الحالة الصحية للأشجار ومعدل نجاح الزراعة.

من الناحية التقنية صُمم المشروع ليعمل بالطاقة الشمسية وطاقة الرياح، كما استفاد من طاقة المد والجزر لتشغيل محطات تحلية المياه، التي تغذي نظام الزراعة المائية المستخدم في الري، وتم تصنيع أجزاء المشروع باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، عبر إعادة تدوير نفايات بلاستيكية بيئية، ما عزز كفاءة المشروع في توظيف حلول الاستدامة بشكل عملي ومبتكر.