يختتم اليوم أكثر من 23 ألفاً من الكادر التعليمي والتربوي برنامج التدريب التخصصي، الذي نظمته وزارة التربية والتعليم استعداداً لانطلاق العام الدراسي 2025 - 2026، وسط مشاركة واسعة وتفاعل لافت من مختلف الهيئات التدريسية والإدارية في مدارس الدولة.
وجاءت هذه الخطوة ضمن حرص الوزارة على رفع كفاءة الكوادر التربوية وصقل مهاراتهم بما يتماشى مع متطلبات المرحلة المقبلة، بما يضمن بداية قوية للعام الدراسي، ويعزز جودة العملية التعليمية.
وأكد عدد من الكوادر المشاركة أن التدريب جاء شاملاً ومتوازناً، حيث أتاح لهم فرصة الاطلاع على أحدث المستجدات العالمية في التعليم، والتعرف على أدوات جديدة من شأنها الارتقاء بأساليب الإدارة الصفية والتدريس، وتطوير آليات التقييم بما يخدم مصلحة الطالب ويرفع من مستوى التحصيل الأكاديمي.
وأوضحوا أن الجلسات التفاعلية ساعدت على تبادل الخبرات بين العاملين في الميدان، وأسهمت في ترسيخ ممارسات تعليمية مبتكرة تتماشى مع التوجهات الوطنية للتحول نحو تعليم رقمي متطور.
وشمل البرنامج، الذي امتد على مدار أسبوع كامل، 44 ورشة تدريبية في مجالات متعددة، من بينها القيادة المدرسية، والتعلم التخصصي، والإدارة الصفية، والتقويم، إضافة إلى ورش أخرى ركزت على مهارات التفاعل مع المنصات الرقمية والأنظمة الحديثة.
كما تضمن البرنامج 18 ورشة تخصصية هدفت إلى تطوير المعارف التربوية والمهارات العملية للمعلمين، بما يعزز من قدرتهم على توظيف التكنولوجيا الحديثة في العملية التعليمية ومواكبة المتغيرات المتسارعة في المجال التربوي.
وحقق المشاركون خلال البرنامج مجموع 165 ساعة تدريبية توزعت على محاور متنوعة، شملت موضوعات جوهرية مثل تمكين القيادة المدرسية لتحسين التعليم والتعلم باستخدام منصة «ألف»، والتعريف بآليات اعتماد الرحلات المدرسية عبر أنظمة النقل الذكية «ET» و«DTC»، إضافة إلى ورش خاصة بإطار الرقابة والتقييم المدرسي المعتمد، والتوعية الأمنية.
وآليات صرف بنود الميزانية التشغيلية والإجراءات المرتبطة بها. كما تناولت الورش التدريبية قضايا بالغة الأهمية في الميدان التربوي مثل السلامة في الحافلات المدرسية، والتدريب التفاعلي على الأنظمة والمنصات الرقمية، واستراتيجيات الأمن الرقمي، التي تضمن بيئة تعليمية آمنة للطلبة.
وأشار عدد من التربويين المشاركين إلى أن هذه المحاور عكست احتياجات فعلية للمدارس، إذ ساعدت القيادات التعليمية على تعزيز قدراتهم في استخدام البيانات وصنع القرار، ومكنت المعلمين من أدوات تقييم أكثر دقة ومرونة تراعي الفروق الفردية بين الطلبة.
كما أن إدراج موضوعات مثل الأمن الرقمي والسلامة في الحافلات المدرسية أكد على أن الوزارة تنظر إلى العملية التعليمية باعتبارها شاملة لجميع جوانب الطالب، من التعليم الأكاديمي إلى البيئة الآمنة التي ينمو فيها.
وأكدت وزارة التربية والتعليم أن البرنامج جاء ثمرة تعاون مع شركاء استراتيجيين، بينهم الجامعات المحلية والجهات الداعمة للعمل التربوي، وذلك بهدف ضمان جودة البرامج التدريبية المقدمة ومواءمتها مع التوجهات الوطنية لتطوير التعليم.
وشددت على أن هذا التعاون أثمر عن محتوى تدريبي غني ومتنوع، استطاع أن يجمع بين الجانب النظري والتطبيق العملي، بما ينعكس بشكل مباشر على تحسين الأداء الأكاديمي في المدارس.
وفي ختام الأسبوع التدريبي، أكدت الوزارة أن الحصيلة النهائية المتمثلة في 44 ورشة تدريبية و165 ساعة تعلمية تمثل إنجازاً مهماً يعكس التزام الكوادر التعليمية بالتطوير المهني المستمر، كما يعكس في الوقت نفسه نجاح التخطيط الدقيق الذي وضعته الوزارة لتأهيل الميدان التربوي.
وأضافت أن حجم المشاركة الكبير يعكس إصرار الكوادر على الاستفادة من هذه الفرص التدريبية، وحرصهم على بدء العام الدراسي بأفضل مستوى من الجاهزية.