5 مبادرات تربوية تضع العام الدراسي على سكة النجاح

رؤية شاملة تضع الطالب في مركز العملية التعليمية
رؤية شاملة تضع الطالب في مركز العملية التعليمية

مع اقتراب قرع جرس البداية للعام الدراسي الجديد، تنشغل إدارات المدارس والمعلمون وأولياء الأمور بوضع الخطط والاستعدادات، لضمان انطلاقة منظمة وآمنة تربوياً ونفسياً، وبينما تختلف التحديات من مدرسة إلى أخرى، يتفق التربويون على أن النجاح لا يرتبط بالمناهج وحدها، بل يبدأ من رؤية متكاملة تُراعي مصلحة الطالب، وتدعم المعلم، وتُشرك الأسرة.

«البيان» ترصد 5 مبادرات مركزية تبنتها مدارس إماراتية كنموذج عملي لانطلاقة دراسية فاعلة، ونتوقف عند آراء تربويين وخبيرة نفسية، تسلط الضوء على أهمية البيئة المدرسية المتوازنة، ودور الدعم النفسي، والتطور الذاتي للمعلمين، والتواصل مع الأسرة، في بناء تجربة تعليمية ناجحة من اليوم الأول.

حيث أوصى التربويون بأهمية الانطلاق في كل عام دراسي من رؤية شاملة تضع الطالب في مركز العملية التعليمية، وتُراعي توازنه النفسي، ومستواه الأكاديمي، وسياقه الأسري.

وشددوا على أن المدارس التي تعتمد على التخطيط الذكي والتواصل المبكر، قادرة على ضبط مسار التعليم منذ يومه الأول، وتفادي كثير من العقبات.

كما أكدوا أهمية تخصيص الأسبوع الأول للتهيئة النفسية والاجتماعية، ومنح الطالب مساحة للتأقلم قبل الدخول في ضغط المنهج والواجبات.

ودعوا إلى تمكين المعلم من التطوير الذاتي المستمر، وتوفير بيئة إدارية مرنة تسمح له بابتكار أدواته الخاصة ومتابعة مستجدات الميدان، وشددوا كذلك على أن اعتماد التعليم المتمايز، وتعزيز شراكة المدرسة مع الأسرة، وإعادة تصميم اليوم الدراسي بما يُراعي المرونة والتنويع، هي ثلاث ركائز لا غنى عنها في بناء عام دراسي ناجح ومستدام.

فاطمة الظنحاني
فاطمة الظنحاني

أكدت الاختصاصية الاجتماعية والنفسية فاطمة الظنحاني أن الأسبوع الأول من الدراسة يجب أن يُخصص لتهيئة الطالب نفسياً، قبل الشروع في التدريس الجاد.

وقالت إن كثيراً من الطلبة، وخاصة في الصفوف الانتقالية، يدخلون العام الدراسي بحالة من القلق أو عدم الاستقرار بسبب تغيير الروتين. وأوضحت أن المدرسة يجب عليها ألا تكتفي بإلقاء التعليمات أو توزيع الجداول، بل تنشئ مساحة آمنة للحوار والتعبير، تتيح للطلبة استعادة توازنهم النفسي.

وشددت على أهمية تنظيم أنشطة صباحية خفيفة تشعر الطالب بالترحاب والانتماء، وتعيد بناء العلاقة بينه وبين البيئة المدرسية. وأضافت إن التجارب الميدانية أثبتت أن الطالب الذي يحظى ببداية نفسية مريحة، يحقق تحسناً ملحوظاً في التحصيل الدراسي والسلوك العام، مشيرة إلى أن التربية لا تبدأ من الكتاب، بل من الطمأنينة.

تطوير ذاتي

محمد فتحي
محمد فتحي

من جهته، شدد المعلم محمد فتحي على أن مسؤولية التطوير الذاتي تقع على عاتق المعلم أولاً، موضحاً أن الواقع التربوي الحديث لم يعد يتسامح مع الجمود أو الأساليب التقليدية.

وقال إن المعلم الذي لا يُجدد أدواته باستمرار، سيتراجع تلقائياً أمام جيل متطور رقمياً وسريع التفاعل.

وأضاف إن كل معلم يلتزم بتطوير معرفته ولو بنصف ساعة في الأسبوع، من خلال المشاركة في حلقات نقاش داخلية، أو استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، أو الاطلاع على أبحاث تربوية حديثة.وأشار إلى أن المعلم الذي لا يبادر بتعلم جديد، سيتآكل مهنياً قبل أن يُستبعد إدارياً.

تعدد الأساليب

رائدة فيصل
رائدة فيصل

وقالت المعلمة رائدة فيصل إن التعليم المتمايز لم يعد خياراً، بل ضرورة تحترم الفروق الفردية بين الطلاب وتُراعي تعدد أساليب التعلم داخل الفصل الواحد، مؤكدة أن اعتماد أسلوب موحد لجميع الطلاب يؤدي إلى ضعف التفاعل، وغياب الحافز.

وأوضحت أن توفير أدوات تحليل رقمية للمعلمين يساعد على تتبع أداء كل طالب، وتحديد نقاط قوته وضعفه، ما يُمكّن المعلم من تصميم أنشطة تعليمية مرنة، تستجيب لمستوى كل مجموعة، مضيفة إن هذا النهج عزز ثقة الطلبة بأنفسهم، وقلل حالات الإحباط، وخصوصاً في المواد العلمية.

ولفتت إلى أن المعلمين يعلبون دوراً محورياً في نجاح التعليم المتمايز، من خلال تخفيف العبء الكتابي، وتخصيص جزء من حصصهم لدعم الطلبة.

شريك أساسي

حنان البوادي
حنان البوادي

من جانبها، أوضحت التربوية حنان بوادي أن بداية العام الدراسي تمثل فرصة ذهبية لبناء علاقة صحية مع الأسرة، تضمن الشفافية والوضوح في متابعة الطالب.

وقالت إن كثيراً من المشكلات السلوكية أو الأكاديمية يمكن الوقاية منها في حال تم إشراك ولي الأمر منذ الأسبوع الأول.

وأشارت إلى أنه على كل معلم أن يعمل من سياق أن الأسرة شريك لا متفرج، وهذا يعزز عمل المعلم من خلال التواصل المستمر مع ولي الأمر وإشراكه في عملية تعليم أبنائه واطلاعه على كل المستجدات الخاصة بتطور ابنه داخل المدرسة.

وأكدت أن ولي الأمر حين يشعر بأنه جزء من القرار التربوي، يصبح أكثر تفهماً لدور المعلم، وأكثر دعماً للابن، سواء في المنزل أو في المدرسة.

المدرسة المرنة

ليلى أحمد
ليلى أحمد

وأشارت التربوية ليلى أحمد إلى أن إعادة تصميم اليوم الدراسي باتت ضرورة تفرضها طبيعة الجيل الحالي. وقالت لا بد من أن تتبنى كافة المدارس مبادرة المدرسة المرنة التي تهدف إلى خلق توازن بين المواد النظرية والأنشطة الحركية والتعاونية.

وأوضحت أن المبادرة لا بد من أن تتبنى تقليل عدد الحصص النظرية في الأسبوع الأول.

وأضافت إن الطلبة يتفاعلون بشكل كبير مع هذه الخطوات، ويشعرون بأن المدرسة ليست مجرد مكان للواجبات، بل بيئة تحتضنهم نفسياً وعقلياً.

مراعاة توازن الطالب النفسي ومستواه الأكاديمي وسياقه الأسري

تخصيص الأسبوع الأول للتهيئة النفسية ومنح الطالب مساحة للتأقلم

تمكين المعلم من التطوير الذاتي المستمر وتوفير بيئة إدارية مرنة