وتأتي هذه المبادرات ضمن توجه عام نحو دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية، وتحفيز الطلاب على التعلم الذاتي، ونشر ثقافة الاستدامة، في وقت تؤكد فيه دراسات تربوية أن الانقطاع الطويل عن الدراسة من دون نشاط معرفي يترك أثراً سلبياً على التحصيل الأكاديمي.
ونفذت التربوية الدكتورة رانيا مدحت برنامجاً صيفياً افتراضياً ركز على تطوير مهارات القرائية، باعتبارها أساساً للتفوق الأكاديمي وبوابة لاكتساب معارف جديدة.
موضحة أن البرنامج صُمم ليعزز الفهم القرائي والسرعة في القراءة لدى الطلاب، من خلال أنشطة تفاعلية رقمية تعتمد على منصات تعليمية متخصصة، منها «أقرأ بالعربية» و«أبدأ بالعربية»، والتي تضم مكتبات رقمية واسعة مصنفة حسب مستويات الطلاب.
إضافة إلى تدريبات تنمي مهارات التحليل والاستنتاج، ولفتت إلى أنه تم رفع الأنشطة والمواد عبر منصات تعليمية إلكترونية، لتكون متاحة للطلاب في مختلف المراحل التعليمية، ما أتاح لهم مرونة الوصول إلى المحتوى في أي وقت ومن أي مكان، مع متابعة مستمرة من المعلمين لتقييم الأداء وتقديم الدعم.
الأمر الذي أسهم في رفع كفاءتهم الأكاديمية بشكل عام، مضيفة أن البرنامج شجع الطلبة على ممارسة القراءة الحرة عبر محتوى متدرج المستوى، ما عزز حبهم للقراءة وحولها إلى نشاط يومي ممتع، بعيداً عن الإلزام المدرسي، مؤكدة أن القراءة الواعية هي البوابة الحقيقية للابتكار والإبداع.
وشملت الورش محاور ثقافية وإبداعية مثل الكتابة الإبداعية، وتأليف الكتب، وتصميم المقاطع المصورة، إلى جانب أنشطة بيئية مستدامة كإعادة التدوير وصناعة منتجات يدوية من خامات معاد استخدامها.
كما تضمّن المخيم جلسات حوارية لتنظيم الأفكار وإدارة الوقت، بما يسهم في تعزيز الإنتاجية الشخصية للطلاب، وأشارت إلى أن المخيم أتاح للطلبة طرح موضوعات ثرية ساعدت في إعادة ترتيب أفكارهم، ووجهتهم نحو استغلال الإجازة في أفكار ومشاريع مستدامة.
وفي سياق متصل قدمت الدكتورة ليلى أحمد محمد، عبر منصة «تدريب مليون معلم»، ورشاً تدريبية صيفية شارك فيها أكثر من 200 طالب وطالبة، ركزت على الألعاب التفاعلية الرقمية والتطبيقات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، بهدف جعل التعلم أكثر متعة وفاعلية.
واستهدفت الورش تعريف الطلاب والمعلمين بأحدث الأدوات التقنية التي تدعم تطوير مهارات القراءة والكتابة وحل المشكلات، مع تدريبهم على تطبيقات وألعاب تعليمية ذكية تحفز الإبداع وتدعم التفكير النقدي، مؤكدة أن هذه الورش أسهمت في رفع مستوى الأداء الأكاديمي، وتحفيز الطلاب على التعلم الذاتي.
ومن جانبه نفذ التربوي الدكتور عبداللطيف السيابي مبادرة «إعادة تدوير الكتب»، للموسم السادس على التوالي، لدعم الاستراتيجية الوطنية للحياد المناخي بدولة الإمارات 2050، وبهدف ضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
وأوضح أن المبادرة ارتكزت على تشجيع مشاركة المجتمع في الحفاظ على البيئة، وتعزيز الوعي البيئي لدى مختلف الفئات، وتحفيز السلوكيات المستدامة، وشارك فيها 291 شخصاً، بينهم 168 طالباً و123 ولي أمر من مدارس مختلفة في الإمارة.
جودة إماراتية
والمهارات الحياتية، والقيادة، والتصميم، بينما توسعت في موسمها الثاني لتشمل مجالات أكثر تنوعاً وإبداعاً، منها الإعلام وصناعة المحتوى، والفنون الجميلة، والموسيقى، والبرمجة والذكاء الاصطناعي.
إضافة إلى مجال البحوث، ضمن محور «جذور المعرفة» وشعار «همم نحو القمم»، وبلغ عدد المشاركين في ورش المبادرة بالموسم الثاني، الذي استمر ستة أيام، نحو 1600 طالب.
