يمثل شهر رمضان تحدياً إضافياً للطلاب الذين يؤدون اختباراتهم في هذه الفترة، إذ يواجهون صعوبات تتعلق بالإرهاق، ونقص الطاقة، وقلة التركيز، واضطراب النوم، ما قد يؤثر في أدائهم الأكاديمي، ومع ذلك، يؤكد خبراء التربية وعلم النفس أن اتباع استراتيجيات فعالة في الدراسة، وإدارة الوقت بذكاء، وتعديل بعض العادات اليومية، يمكن أن يساعد الطلاب على اجتياز الاختبارات من دون الشعور بالإجهاد أو التوتر الزائد.
ولتقديم حلول عملية، استطلعنا آراء متخصصين في علم النفس والاجتماع والتربية، فقدموا 5 اقتراحات عملية للمساعدة على تجاوز فترة الامتحانات في رمضان وتحقيق أفضل النتائج.
استخدام أساليب التكرار
توضح الدكتورة ميساء عبدالله الخبيرة النفسية والتربوية أن أساليب التكرار تؤدي دوراً أساسياً في تعزيز الفهم وترسيخ المعلومات في الذاكرة طويلة المدى، إذ يساعد التكرار المنتظم على تقوية الروابط العصبية في الدماغ، ما يسهل استدعاء المعلومات عند الحاجة، مشيرة إلى أن التكرار لا يعني إعادة القراءة فقط، وإنما أيضاً يمكن أن تتم به إعادة صوغ المعلومات بأسلوب مختلف، أو تلخيصها في نقاط رئيسة، أو حتى مناقشتها مع الآخرين، ما يعزز الاستيعاب ويقلل نسيانها مع مرور الوقت. وأكدت عبدالله أهمية التكرار المتباعد، وهو استراتيجية تعتمد على مراجعة المعلومات في فترات زمنية متباعدة بدلاً من تكرارها دفعة واحدة، إذ أظهرت الدراسات أن هذه الطريقة تحسن الاحتفاظ بالمعلومات فترات أطول. وتضيف إن استخدام الوسائل البصرية، مثل الخرائط الذهنية والمخططات البيانية، يعزز تأثير التكرار، وخاصةً عند ربط المعلومات بصور أو رموز تسهل تذكرها، وبهذا، يصبح التكرار أداة فعالة في التحضير للامتحانات، إذ يساعد الطلاب على استرجاع المعلومات بسهولة.
وأشار مستشار النشاط البدني وجودة الحياة الدكتور أسامة اللالا إلى أن العادات الغذائية تؤدي دوراً أساسياً في تحسين الأداء الدراسي في رمضان، لافتاً إلى أن الجسم يفقد الكثير من السوائل والطاقة في أثناء الصيام، ما قد يؤثر في قدرة الطالب على التركيز والاستيعاب.
وأوصى بضرورة شرب كميات كافية من الماء بين الإفطار والسحور، والابتعاد عن المشروبات الغنية بالكافيين التي قد تسبب الجفاف واضطراب النوم، كما حث على تناول وجبة سحور غنية بالبروتينات والكربوهيدرات المعقدة.
إدارة الوقت
ويرى الخبير التربوي عبداللطيف السيابي أن طاقة المكان تؤثر سلباً وإيجاباً في الاستذكار فكلما كان المكان منظّماً ومفعماً بالراحة سيؤثر إيجاباً في المتعلم والعكس كذلك إضافة لذلك فإن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الطلاب في رمضان تأجيل المذاكرة حتى الأيام الأخيرة قبل الامتحان، ما يؤدي إلى زيادة التوتر وصعوبة استيعاب المعلومات بسرعة.
الابتعاد عن التوتر
وتؤكد المختصة الاجتماعية شاهيناز أبو الفتوح أن القلق والتوتر الزائدين قد يكونان أكثر ضرراً على أداء الطالب من قلة المذاكرة نفسها، موضحة أنه حينما يكون الطالب متوتراً، فإن قدرته على استرجاع المعلومات في أثناء الامتحان تتراجع، ولذا من المهم تعلم تقنيات الاسترخاء قبل وفي أثناء الاختبار. وقالت التربوية حنان البوادي إلى جانب المذاكرة التقليدية، ينصح الخبراء الطلاب بمحاكاة أجواء الامتحان بحل نماذج اختبارات سابقة في ظروف مشابهة لبيئة الامتحان الحقيقي، مثل ضبط مؤقت زمني في أثناء حل الأسئلة، والجلوس في مكان هادئ بعيداً عن أي مشتتات.




