انطلقت، أمس، في دبي فعاليات الدورة السابعة والخمسين من أولمبياد الكيمياء الدولي «IChO 2025»، بمشاركة أكثر من 360 طالباً وطالبة من أكثر من 90 دولة، في نسخة تعد الأكبر منذ انطلاق الحدث للمرة الأولى عام 1968، من حيث عدد الدول والمشاركين.
ويستمر الحدث العلمي حتى الرابع عشر من يوليو الجاري، ويشمل إلى جانب المنافسات برامج ثقافية وزيارات تعليمية، تهدف إلى تعزيز التواصل بين المشاركين، والتعريف بالإرث الثقافي والعلمي لدولة الإمارات.
وكانت الدولة قد تسلمت علم استضافة الأولمبياد من المملكة العربية السعودية عام 2024، على أن تسلمه بعد ختام الدورة الحالية إلى جمهورية أوزبكستان، التي تستضيف النسخة الـ58 عام 2026، ثم تسلم الراية إلى تايبيه الصينية في النسخة الـ59.
وقالت معالي سارة الأميري، وزيرة التربية والتعليم، إن استضافة الإمارات للنسخة السابعة والخمسين من أولمبياد الكيمياء الدولي تمثل محطة مهمة، تلتقي فيها العقول اللامعة من مختلف أنحاء العالم، مؤكدة أن الوطن يحتضن الإبداع، ويحتفي بالعلم.
وأضافت معاليها: «أكثر من 360 طالباً وطالبة من 90 دولة اجتمعوا في الإمارات لا يجمعهم فقط شغفهم بالكيمياء، بل التزامهم العميق بفهم العالم، والعمل على تغييره للأفضل، فالكيمياء هي علم التغيير، تفسر التفاعلات التي تصوغ كل ما حولنا، من النجوم في السماء إلى تفاصيل الحياة اليومية».
وأكدت أن الكيمياء تمثل القوة الخفية خلف الهواء النقي، والأدوية، والطعام، والتكنولوجيا، ووصفت الأولمبياد بأنه منصة عالمية للاحتفاء بالشباب العلمي، وأن هذه النسخة تسجل أعلى نسبة مشاركة في تاريخ الحدث، ما يعكس الوعي العالمي بأهمية العلم لمواجهة التحديات الإنسانية.
منظومة علمية
وأردفت الأميري: «هذه المسابقة ليست مجرد اختبار، بل مساحة لبناء الصداقات وتوسيع الآفاق، ونحن نؤمن بأن الاستثمار في الإنسان هو الاستثمار الأهم، وقد أنشأنا منظومة علمية قائمة على الابتكار والفرص».
وقال الدكتور جيه إل كيابس، رئيس اللجنة التوجيهية الدولية لأولمبياد الكيمياء الدولي، إن المشاركين على موعد مع سلسلة علمية متميزة هذا الأسبوع، من إعداد خبراء جامعة الإمارات وزملاء من حول العالم، لافتاً إلى أن التحديات العلمية ستدفع المشاركين للتفكير بطرق جديدة حول الكيمياء.
وأوضحت وزارة التربية والتعليم أن اختيار الفريق الوطني المشارك المكون من 4 طالبات جاء بعد تصفيات دقيقة، شارك فيها أكثر من 6000 طالب وطالبة من الصفين 11 و12 من مختلف مدارس الدولة.
وأكدت موزة سيف مطر الشامسي، الأمين العام لاتحاد الكيميائيين العرب ورئيسة الجمعية الكيميائية الإماراتية، أن علم الكيمياء يحتل مكانة محورية في حياة الإنسان اليومية، ويمتد تأثيره إلى مختلف مجالات الحياة الحديثة، من الغذاء واللباس والتنفس إلى التكنولوجيا المتقدمة، والذكاء الاصطناعي.
وحول مستقبل المواهب في الدولة عبرت الشامسي عن تفاؤلها الكبير بقدرة الإمارات على تخريج نوابغ في الكيمياء، قائلة: «الدولة التي وصلت إلى الفضاء لا شك في أنها قادرة على تقديم علماء ومخترعين عالميين في هذا المجال الحيوي».
مسؤولية وطنية
وأكد الفريق الوطني الإماراتي المشارك في الأولمبياد أن تمثيل دولة الإمارات في الحدث العالمي ليس مجرد مشاركة علمية، بل مسؤولية وطنية وأمانة يحملها الفريق بكل فخر، مشيراً إلى أنه يخوض واحدة من أهم تجارب حياتهم التعليمية، وأنه عازم على تقديم صورة مشرفة، تعكس مستوى الطالب الإماراتي وكفاءة التعليم في الدولة.
وجرى اختيار الطالبات بعد سلسلة من التصفيات الدقيقة، التي نظمتها وزارة التربية والتعليم، وهن: سلامة أحمد اليماحي من الصف الحادي عشر، وشيخة محمد الظنحاني من الصف الثاني عشر، وآمنة عبد الله يعيد الشحي من الصف الثاني عشر، ومريم عيد سيف بالعبد من الصف الثاني عشر.
ولفتت الطالبات المشاركات في الفريق إلى أن الدعم الذي تلقونه من وزارة التربية والتعليم كان أحد الأسباب الرئيسية في نجاحهن، مؤكدات أن توفير الفرص، والمدربين المتخصصين، والمواد العلمية المتقدمة، إلى جانب بيئة التحدي، شكلت أرضية خصبة لصناعة هذا الإنجاز.
وأوضحن أن ما يجعل هذه التجربة استثنائية ليس فقط حجم الحدث ومكانته الدولية، بل أيضاً حقيقة أنه يقام على أرض الإمارات، ما يضاعف شعورهن بالمسؤولية، ويجعلهن أكثر حرصاً على تحقيق أداء يليق باسم الدولة.