رموز ثقافية تروي قصص الأوطان في الحدث

خلال فعاليات الأولمبياد
خلال فعاليات الأولمبياد

اصطحب طلبة الفرق المشاركة في أولمبياد الكيمياء الدولي 2025، الذي انطلق، أمس، في دبي رموزاً ثقافية من بلدانهم، في لفتة تجاوزت الطابع العلمي للحدث، وعبرت عن عمق الارتباط بالوطن والهوية.

وبينما اجتمع أكثر من 360 طالباً من 90 دولة، للتنافس في أصعب المسائل الكيميائية، خطفت هذه التمائم الصغيرة الأضواء، وتحولت إلى لغة صامتة بين الفرق، تعبر عن الفخر والانتماء.

وتنوعت الرموز الثقافية التي حملها الطلاب بين حيوانات وطنية وطيور تقليدية وحتى دمى محشوة، تعكس الثقافة الشعبية، فقد حمل الفريق الفرنسي دمية لطائر صغير يرمز إلى الديك الفرنسي، وقالوا: «هو رمز الشجاعة والأمل في فرنسا، ويحمل في مظهره البسيط فخراً عميقاً بتاريخنا».

أما الفريق الكندي فاختار دمية دب بني، تمثيلاً للطبيعة البرية، التي تشتهر بها البلاد، بينما ظهر فريق أستراليا مع كنغر صغير يرتدي سترة بألوان العلم، في إشارة إلى الحيوية، والقفز إلى الأمام دون رجوع، وهي صفات يفتخر بها الشباب الأسترالي.

وفي لفتة قوية حمل فريق الهند دمية نمر صغير، وهو الحيوان الوطني لديهم، وقالوا: «النمر يمثل القوة والثقة، وهو يرافقنا في كل خطوة، ليذكرنا بأننا نمثل أمة عظيمة»، أما فريق إسبانيا ففاجأ الحضور باختياره دمية حمار رمزي، في إشارة إلى التقاليد الريفية العريقة في البلاد، وقالوا: «رغم أن البعض قد يظن أن الحمار رمز بسيط فإنه يعكس الأصالة والجد والعمل الدؤوب، وهو جزء من تراثنا الشعبي في المناطق الريفية».

وفي المقابل حمل فريق هولندا دمية أرنب أبيض، ووصفها الطلبة بأنها رمز للبراءة والهدوء، ويعكس القرب من الطبيعة والسلام.

ولم تخلُ القاعات من الدمى المحببة لدى الجميع، مثل «تيدي بير»، الذي رافق بعض الفرق الأوروبية، أو دمى الأرانب والذئب، التي زينت حقائب بعض الطالبات.

وذكرت إحدى المشاركات من النمسا أنها تحمل نفس الدمية معها منذ صغرها في كل مسابقة، وقالت مبتسمة: «هي تذكّرني بأمي، وتشعرني أنني لست وحدي».

ويعكس التنوع في أشكال الرموز أو التمائم تنوع الثقافات المشاركة في الأولمبياد، لكنه في الوقت نفسه جسد وحدة إنسانية لافتة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الدمى لم تكن جزءاً من برنامج رسمي، بل مبادرات ذاتية من الطلاب في طابور التعريف بالدول المشاركة في الأولمبياد في مشهد يوثق لحظة جميلة، تختلط فيها الكيمياء بالثقافة، والتنافس بالعلم.