وأوضحت أن هذه الفوائد تتمثل في تحفيز مهارات الاستماع والفهم، وتقديم تجارب تعليمية مخصصة، ودعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، وتعزيز التفاعل والفضول اللغوي، وأخيراً تهيئة بيئة تعليمية غنية ومتنوعة.
أما الفائدة الثانية، بحسب الشافعي، فهي تقديم تجارب تعليمية مخصصة، إذ إن الذكاء الاصطناعي يتمتع بقدرة فائقة على تحليل أداء الطفل ومستواه اللغوي، ومن ثم تصميم أنشطة تعليمية تتناسب مع احتياجاته الفردية، وهو ما يسهم في تقدم الطفل بوتيرة تتناسب مع قدراته.
وفيما يتعلق بالفائدة الثالثة، أكدت الدكتورة أن الذكاء الاصطناعي أصبح داعماً مهماً لـ الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث توفر التطبيقات الحديثة برامج علاجية تركز على النطق والتواصل، وتساعد هؤلاء الأطفال على تجاوز العديد من العقبات التي قد تواجههم في بيئات التعلم التقليدية.
أما الفائدة الخامسة والأخيرة، فتتمثل في تهيئة بيئة تعليمية غنية ومتنوعة، حيث يعمل الذكاء الاصطناعي على دمج الصوت والصورة والحركة داخل الأنشطة التعليمية، ما يجعل تجربة التعلم أكثر متعة وجاذبية للطفل، ويسهم في ترسيخ المهارات اللغوية لديه بشكل أعمق.
كما أشارت إلى التحديات المرتبطة بتطبيق هذه التقنيات، ومنها الفجوة الرقمية التي تعيق استفادة بعض الأطفال من هذه البرامج، مطالبة بضرورة العمل على توفير بيئة تعليمية عادلة وشاملة تتيح لجميع الأطفال فرصاً متكافئة للاستفادة من أدوات الذكاء الاصطناعي.
وأكدت الشافعي على أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة واعدة لإحداث نقلة نوعية في قطاع الطفولة المبكرة، إذا ما تم دمجه ضمن إطار تربوي مدروس يراعي الجوانب النفسية والاجتماعية للأطفال.
وأضافت أن الذكاء الاصطناعي يتمتع بإمكانات هائلة لتعزيز التطور اللغوي لدى أطفال رياض الأطفال، حيث يسهم بشكل مباشر في تحسين مهارات الاستماع، ويقدم تجارب تعليمية مخصصة لدعم الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، من خلال حلول مبتكرة تكمل أساليب التدريس التقليدية.
وأشارت إلى أنه تم بالفعل تنظيم العديد من المبادرات والفعاليات النوعية التي تسعى إلى ترسيخ الاستخدام الإيجابي للذكاء الاصطناعي بين الأطفال، منها مبادرة «الضاد والذكاء الاصطناعي»، و«الراوي الصغير»، و«منتدى السيبراني الصغير»، مؤكدة أن هذه البرامج تنفَّذ بمتابعة واعية من أولياء الأمور والمعلمين لضمان الاستخدام الآمن والمثمر للتقنيات الحديثة.
ولفتت إلى أن التطورات الحديثة في الذكاء الاصطناعي، لا سيما في مجال معالجة اللغة الطبيعية، أحدثت نقلة نوعية في دراسة تطور اللغة لدى الأطفال، إذ تمكن أدوات البرمجة اللغوية العصبية الباحثين من تحليل المدخلات الحسية واختبار الآليات المعرفية والتفاعلات الاجتماعية.

