تستعد المدارس الخاصة التي تطبق المنهاج البريطاني والأمريكي في الدولة لاختتام العام الدراسي غداً، مع حرصها على توظيف الأسبوع الأخير كمرحلة تأهيلية واستعدادية للعام الدراسي الجديد.
وأكد مديرو مدارس وتربويون أن الأيام الأخيرة لا تُعد وقتاً مهدوراً، بل تُخصص لتهيئة الطلبة نفسياً ومعرفياً، ورصد نقاط القوة والضعف، وتحليل التجربة التعليمية، إلى جانب إعادة تنظيم البيئة المدرسية، ووضع خطط العام المقبل.
وأوضحوا أن المدارس تعمل خلال هذه الفترة على تنفيذ برامج تفاعلية، وتنظيم لقاءات مع الطلبة وأولياء الأمور، وعقد اختبارات GL المعيارية، التي تختبر مهارات الطلبة في اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم، ونتائجها تأخذ المدارس لتطوير خططها.
حيث لا ترتبط تلك الاختبارات بمناهج محددة، إلى جانب الأنشطة الانتقالية والتعريفية، كما تشهد الفترة نفسها تقييماً إدارياً داخلياً لأداء الكوادر والمناهج والبنية التقنية.
فرصة ذهبية
غدير أبو شمط
وقالت الدكتورة غدير أبو شمط مديرة إحدى المدارس الخاصة، إن الأسبوع الأخير من العام الدراسي، لا يُمكن اعتباره وقتاً ضائعاً، بل هو فرصة ذهبية لتقييم أداء الطلبة، من خلال أنشطة تربوية غير تقليدية، بعيدة عن ضغط الامتحانات.
مضيفة أن المدرسة ركزت في هذا الأسبوع على تمكين الطلبة من مراجعة إنجازاتهم الشخصية، ومساعدتهم على وضع أهداف مستقبلية للعام الدراسي المقبل. وأوضحت أن أجواء الهدوء التي تسود المدرسة في هذه المرحلة، تُعد مثالية للتفاعل الإيجابي بين الطلبة والمعلمين.
حيث جرى تنظيم ورش عمل حول المهارات الحياتية، وإدارة الوقت، والتفكير النقدي، بما يسهم في بناء شخصية الطالب بشكل متكامل، كما تمت دعوة بعض أولياء الأمور للمشاركة في جلسات حوارية مع أبنائهم، بهدف تعميق التواصل الأسري الأكاديمي.
تسليم كوثر
وأكدت تسليم كوثر مديرة مدرسة خاصة في دبي، أن المدرسة خصصت هذا الأسبوع لتأهيل الطلبة معرفياً ونفسياً، من خلال تعريفهم بالصفوف التي سينتقلون إليها في العام المقبل.
وتقديم نظرة عامة حول المناهج الجديدة التي سيتلقونها، والمعلمين الذين سيشرفون عليهم، موضحة أن هذه التجربة تُنفّذ بأسلوب تفاعلي، يُشعل الحماسة لدى الطلبة، ويُخفف من توتر البداية المرتقبة بعد الإجازة.
وأضافت أن المدرسة نظمت جولات تعريفية للطلبة على الفصول الدراسية الجديدة، مع أنشطة مصاحبة، تساعدهم على التكيّف المسبق مع البيئة الصفية المقبلة، إلى جانب جلسات مبسطة عن التوقعات الأكاديمية والسلوكية للمرحلة المقبلة، وهو ما يعزز وعي الطالب، ويهيئه لمتطلبات الصف الجديد.
مروة علي
وقالت الدكتورة مروة علي مهيأ رئيس قسم المواد الوزارية في مدرسة خاصة، إن الأسبوع الأخير من العام الدراسي، يجب أن يُعامل كمرحلة تأسيس للعام الجديد، وليس مجرد نهاية روتينية.
موضحة أن المدارس التي تستثمر هذه المرحلة بشكل علمي، تحقق نتائج أفضل في تقليل فجوة التعلم خلال الصيف، وتضمن عودة أكثر سلاسة للطلبة في بداية العام.
وأضافت أن البرامج الانتقالية والتعريفية التي تقدمها المدارس خلال هذا الأسبوع، تسهم في تعزيز أمن الطالب النفسي، خصوصاً لمن ينتقلون من مرحلة إلى أخرى، مثل الانتقال من الحلقة الأولى إلى الثانية، أو من المرحلة المتوسطة إلى الثانوية، كما أن تهيئة المعلمين الإداريين لهذا النوع من الدعم التربوي، يعكس نضج المؤسسة التعليمية.
جلسات تعريفية
محمد مطاوع
أما التربوي محمد مطاوع فقال إن الأسبوع الأخير يُعد من أكثر الأسابيع حساسية وأهمية من الناحية التنظيمية والإدارية، حيث تجرى خلاله مراجعات شاملة للعام الدراسي المنتهي، بما يشمل أداء المعلمين، وتوزيع الطلبة، وكفاءة الأنظمة الإلكترونية، وهو ما يُسهم في رسم خريطة العمل للعام المقبل بدقة.
ودعا إلى استثمار هذه الفترة في تدريب المعلمين الجدد، عبر إشراكهم في الأنشطة الصفية الجارية، وتنظيم جلسات تعريفية بمنظومة القيم التربوية للمدرسة.