واصلت الجهات الحكومية في إمارة دبي جهودها خلال عام 2025 بتحقيق إنجازات نوعية ومتسارعة في مختلف القطاعات الحيوية، ترجمة لتوجيهات القيادة الرشيدة، وتجسيداً لرؤية الإمارة الهادفة إلى ترسيخ مكانتها مدينة عالمية رائدة في جودة الحياة والاستدامة، والابتكار، وكفاءة العمل الحكومي.
وقد انعكست هذه الجهود في تنفيذ مشاريع استراتيجية وتبني حلول ذكية ومتقدمة، وتعزيز جاهزية البنية التحتية، ورفع كفاءة القطاعات الأمنية والخدمية والصحية والتعليمية، بما يواكب مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية والاجتماعية D33 وخطة دبي الحضرية 2040.
مشاريع جديدة
وفي هذا السياق حققت شرطة دبي إنجازات في مختلف الميادين، بدءاً بضبط المطلوبين وتفكيك العصابات وصولاً لتطوير كوادرها وإطلاق مبادرات ومشاريع نوعية جديدة أسهمت في تعزيز العمل الشرطي، وفيما يتعلق بالمطلوبين ألقت شرطة دبي القبض على عصابة احتيال دولية استهدفت مالكي سيارات معروضة للبيع عبر مواقع إلكترونية، من خلال إيهامهم بشراء المركبات وتسديد قيمتها بواسطة شيكات مزورة، كما سلمت القيادة العامة لشرطة دبي مطلوبين دوليين إلى السلطات الفرنسية لتورطهما في جرائم منظمة تشمل الشروع بالاحتيال والاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية، وذلك بعد صدور نشرات حمراء بحقهما من الإنتربول واليوروبول، وبالتنسيق مع وزارة الداخلية والنيابة العامة ووزارة العدل، كما تمكن مركز مكافحة الاحتيال من تفكيك عصابة إجرامية أنشأت شركات وهمية لاستغلالها في تحويل الأموال الناتجة عن استخدام بطاقات مصرفية مسروقة، بعد متابعة دقيقة بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، وإحالة المتورطين إلى الجهات القضائية.
وفي المجال الأكاديمي أطلقت شرطة دبي أول برنامج ماجستير في الأمن السيبراني على مستوى المؤسسات الأكاديمية الشرطية دعماً للتحولات الرقمية والذكاء الاصطناعي وأمن الفضاء الإلكتروني، وخلال معرض جيتكس جلوبل 2025، كشفت شرطة دبي عن مشروع النفق البيومتري ضمن مبادرات دوبايومتركس، الذي يعتمد على قياس الحركات الجسدية وتوثيقها بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي كبصمة حركية للتعرف إلى هوية الأشخاص من طريقة سيرهم.
تحسينات مرورية
من جانبها واصلت هيئة الطرق والمواصلات في دبي جهودها في تنفيذ تحسينات مرورية في العديد من الطرق الحيوية والداخلية وتطوير طرق جديدة بهدف تقليل التأثير المروري ورفع معايير السلامة، والتي كان من ضمنها تطوير شارع الفي بتكلفة 1.5 مليار درهم، الذي تضمن تطوير تقاطعات وتنفيذ جسور لرفع الطاقة الاستيعابية إلى 64.400 مركبة في الساعة، وخدمة مناطق يقطنها ويزورها نحو 600 ألف نسمة.
وإلى جانب ذلك، نفذت الهيئة بالتعاون مع شركة جوبي أفييشن أول رحلة مأهولة للتاكسي الجوي الكهربائي (eVTOL) بين موقعين مختلفين داخل الدولة، من مرغم إلى مطار آل مكتوم خلال 17 دقيقة، بالتزامن مع معرض دبي للطيران 2025، بالتزامن مع إنجازها 60 % من أعمال إنشاء أول مهبط عمودي عالمي قرب مطار دبي الدولي، والإعلان عن إنشاء 3 مهابط إضافية بالتعاون مع إعمار وأتلانتس ذا رويال ومجموعة وصل، تمهيداً لبدء نقل الركاب عام 2026.
كما أطلقت الهيئة الخدمة التجريبية لـ«مركبات الروبوتاكسي» عبر تطبيق أوبر في منطقتي جميرا وأم سقيم، بالشراكة مع شركة وي رايد، بوجود سائق مختص في المرحلة الحالية، تمهيداً لإطلاق الخدمة الكاملة دون سائق مطلع 2026، دعماً لاستراتيجية تحويل 25 % من الرحلات إلى ذاتية القيادة بحلول 2030.
وأنجزت الهيئة تركيب 595 مظلة حديثة لركاب الحافلات من أصل 762 مظلة بنسبة إنجاز بلغت 89 %، تخدم أكثر من 192 مليون راكب سنوياً، وتضم مرافق مكيفة، وشاشات معلومات، ومساحات مخصصة لأصحاب الهمم وفق كود دبي.
كما بدأت الهيئة التشغيل التجريبي لتنظيف الإشارات الضوئية باستخدام الدرون، والذي من المتوقع أن يقلص التكلفة التشغيلية بنسبة 15 %، مع توقع وصولها إلى 25 % مستقبلاً. كما واصلت الهيئة جهودها ضمن مشروع تنفيذ الخط الأزرق لمترو دبي والذي بلغت نسبة الإنجاز فيه 12 %، حيث يعمل في المشروع أكثر من 3000 عامل و500 مهندس، مع إنجازها 4.6 ملايين ساعة عمل.
المركز الأضخم
من جانبها واصلت هيئة كهرباء ومياه دبي تعزيز ريادتها العالمية في الطاقة النظيفة والتحول الرقمي، حيث أنجزت تدشين المرحلة الثانية من مركز البيانات الأخضر التابع لشركة «مورو»، الذراع الرقمية لمجموعة ديوا الرقمية، في مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، ويعد هذا المركز الأضخم عالمياً الذي يعمل بالطاقة الشمسية وفق تصنيف موسوعة غينيس.
كما واصلت الهيئة جهودها في تسريع تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي عبر استعراض خارطة طريق شاملة لتوظيف هذه التقنيات في عملياتها التشغيلية والخدمية، وإطلاق إطار عمل استراتيجي لدمج حلول مثل «مايكروسوفت 365 كوبايلوت»، وامتد استخدام الذكاء الاصطناعي ليشمل مجالات حيوية متعددة منها تجربة المتعاملين وأمن المعلومات والموارد البشرية، والحوكمة، والبيانات المالية، ومنصات استشراف المستقبل، بما عزز الكفاءة التشغيلية ورفع مستويات سعادة المتعاملين.
وضمن جهودها في العام الجاري رفعت الهيئة القدرة الإنتاجية الإجمالية لمجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية إلى 3.860 ميجاوات، من خلال إضافة 800 ميجاوات خلال العام، لتصل نسبة الطاقة النظيفة إلى نحو 21.5 % من إجمالي القدرة الإنتاجية للطاقة، كما واصلت تحقيق التكامل الرقمي لأكثر من 100 مشروع مع 65 جهة حكومية وخاصة، وبلغت نسبة أتمتة العمليات 100 %، وارتفع التبني الرقمي للخدمات إلى 99.5 %، وسعادة المتعاملين إلى 98.3 %.
وأسهمت الهيئة في تبسيط رحلة المتعامل عبر سياسة «خدمات 360»، حيث ألغت 90 % من نقاط تقديم الخدمة، وقدمت جميع خدماتها رقمياً، كما أنجزت إعادة هندسة العمليات بالكامل، ونجحت من خلال خدمة إشعارات الاستهلاك المرتفع للمياه في إرسال أكثر من 3.2 ملايين إشعار، ما أسهم في توفير أكثر من 61 مليون متر مكعب من المياه، وتحقيق وفر مالي تجاوز 743 مليون درهم.
وفي مجال الاستدامة والابتكار، أطلقت الهيئة مبادرة «تحالف الطاقة النظيفة» لتمكين الشركات المحلية والعالمية من المساهمة في مسيرة التحول نحو الحياد الكربوني، كما حققت إنجازات مؤسسية بارزة بحصولها على شهادة المعيار العالمي لسعادة الموظفين ورفاهيتهم بنسبة 97.5 %، وتصنيفها ضمن أفضل خمس مؤسسات عالمياً، إضافة إلى نيل شهادة الأيزو ISO/IEC 17020:2012 كأول جهة في الدولة تعتمد تفتيش أصول شبكة توزيع الطاقة وفق أعلى المعايير العالمية.
استدامة المدينة
من جانبها، واصلت بلدية دبي تنفيذ مشاريع نوعية عززت جاهزية البنية التحتية، وجودة الحياة، واستدامة المدينة، حيث أنجزت إرساء المرحلة الثانية من مشروع تطوير شواطئ الممزر بتكلفة إجمالية بلغت 400 مليون درهم، بهدف إنشاء وجهة شاطئية عالمية تراعي معايير الاستدامة والتغيرات المناخية، وتدعم مكانة دبي السياحية. وأسهمت البلدية في تعزيز مرونة منظومة تصريف مياه الأمطار عبر ترسية عقود أربعة مشاريع ضمن مشروع «تصريف» بقيمة 1.439 مليار درهم، شملت مناطق حيوية متعددة، إضافة إلى توقيع شراكة مع «دبي الجنوب» بقيمة 150 مليون درهم لتطوير شبكات التصريف، كما أنجزت تطوير الرصيف البحري لخور دبي من جهة ديرة بطول 2 كيلومتر، ومشروع تطوير شبكات الصرف الصحي وتصريف مياه الأمطار في ند الشبا الثالثة بتكلفة 277 مليون درهم.
وواصلت بلدية دبي توظيف الابتكار والتكنولوجيا عبر توقيع مذكرة تفاهم مع شركة «سيمنس» لدمج حلول الذكاء الاصطناعي في المرافق العامة، واستعراض نتائج خطة الـ100 يوم لمختبر التخطيط والتصميم العمراني، الذي أسهم في تطوير عشرات الأفكار والمشاريع الحضرية، وبناء شراكات واسعة مع جهات محلية وعالمية.
وفي مجال البيئة والتنوع البيولوجي، أنجزت البلدية ترسية المرحلة الأولى من مشروع تطوير محمية رأس الخور للحياة الفطرية بتكلفة إجمالية تصل إلى 650 مليون درهم، لتعزيز النظم البيئية، وترسيخ السياحة البيئية المستدامة، ودعم مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33.
كما أطلقت بلدية دبي مبادرات مجتمعية وتنظيمية رائدة، أبرزها مبادرة «مفتش المدينة» لتأهيل مفتشين شاملين، ومبادرة «إشارات المستقبل» مرصد دبي المجتمعي كأول قناة تواصل استشرافي عبر واتساب، إضافة إلى إطلاق أول مسار رملي مخصص لركوب الخيل في حتا، وإنجاز مشروع تراثي نوعي في أسواق ديرة، حافظ على الهوية التاريخية، وعزز النشاط الاقتصادي والسياحي، بما يتكامل مع خطة دبي الحضرية 2040.
معايير عالمية
من جهتها، اعتمدت هيئة الصحة بدبي خمسة معايير جديدة لتنظيم عمليات التبرع بالأعضاء والأنسجة وزراعتها، في خطوة استراتيجية تؤكد التزامها بتطوير منظومة الرعاية الصحية، وتطبيق أفضل المعايير العالمية، وتعزيز الممارسات الأخلاقية في هذا المجال الحيوي، حيث جاء اعتماد المعايير بالتعاون مع مؤسسة التبرع وزراعة الأعضاء في إسبانيا (DTI)، والمركز الوطني لتنظيم التبرع وزراعة الأعضاء والأنسجة البشرية بوزارة الصحة ووقاية المجتمع، وبمشاركة نخبة من الخبراء الدوليين وممثلي المستشفيات الخاصة في دبي.
وتركز المعايير الجديدة على خدمات التبرع بالأعضاء والأنسجة البشرية وزراعة القرنية، وإدارة الأنسجة وزراعة الكلى، بما يسهم في رفع معدلات نجاح الزراعة، وتحسين جودة الخدمات، وترسيخ مكانة دولة الإمارات وإمارة دبي مركزاً إقليمياً للرعاية الصحية المتقدمة.
كما أطلقت الهيئة برنامجاً تدريبياً عبر منصة «مواهب» لتعزيز الاستخدام السريري لنظام «نابض»، مستهدفاً الكوادر الطبية المرخصة، في إطار دعم التحول الرقمي وبناء نموذج صحي أكثر كفاءة واستدامة.
وفي إنجاز نوعي، منحت الهيئة الموافقة المبدئية لشركة «ياس للرعاية الصحية» التابعة لمجموعة «داس القابضة» لتأسيس أول مركز متخصص للعلاج بالبروتون في دولة الإمارات، حيث من المقرر بدء الأعمال الإنشائية في الربع الأول من عام 2026، ويعد العلاج بالبروتون من أكثر تقنيات العلاج الإشعاعي تقدماً، لما يوفره من دقة عالية في استهداف الأورام مع تقليل الضرر على الأنسجة السليمة، خصوصاً في حالات أورام الأطفال، ما يتيح للمرضى تلقي العلاج داخل الدولة دون الحاجة للسفر.
وكشفت الهيئة عن تحولات متقدمة في توظيف الذكاء الاصطناعي وأتمتة العمليات الروبوتية (RPA) لخدمات المستثمرين والتراخيص الصحية، وذلك خلال مشاركتها في معرض «آراب هيلث 2025» وأسهمت هذه التحولات في أتمتة نظام «شريان»، وتحقيق وفر سنوي يقدر 8600 ساعة عمل، مع حزمة خدمات تشمل التحقق من المخالفات المهنية، إدارة الحضور، تصديق التقارير الطبية، وفواتير العلاج بالخارج.
السجادة الحمراء
من جهتها واصلت الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي جهودها المتميزة في العام الجاري بتشغيل الرسمي لمشروع السجادة الحمراء في مطارات دبي، والذي يتيح للمسافرين إنجاز إجراءات السفر خلال ثوان معدودة من دون الحاجة إلى استخدام أي وثائق سفر، مثل جوازات السفر أو بطاقات الهوية، وذلك من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي والكاميرات الذكية الموزعة على مساحات الممر.
وتم تطوير المشروع وترقيته ليعمل بطاقة استيعابية تفوق البوابات الذكية بنحو 10 أضعاف، بما يسهم في رفع كفاءة انسيابية حركة المسافرين والارتقاء بتجربة السفر في مطارات دبي.
وفي إطار تعزيز الحضور المؤسسي الريادي، واصلت إقامة دبي حصد الجوائز العالمية حيث فازت بجائزة أفضل جهة في الحوكمة المؤسسية في القطاع الحكومي 2025، المقدمة من مجلة Global Banking & Finance Review الدولية، تقديراً لالتزامها بتعزيز مبادئ الحوكمة المؤسسية، وتبني أفضل الممارسات الإدارية على المستويين الإقليمي والدولي، لتكون بذلك أول جهة حكومية في منطقة الشرق الأوسط تنال هذا اللقب، في إنجاز يجسد مكانة دبي مدينة رائدة في الإدارة والحوكمة.
كما حصدت الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب في دبي جائزة أفضل استراتيجية لحوكمة الذكاء الاصطناعي لعام 2025، التي تمنحها منظمة AI Awards Series، تقديراً لجهودها في تطوير وتطبيق منهجيات رائدة في حوكمة تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما يعزز جودة الخدمات وكفاءة الأداء المؤسسي.
كما توجت جهودها الابتكارية بحصولها على المركز الثاني في جائزة الأفكار البريطانية عن فئة «القيمة مقابل المال»، وذلك عن مشروعها المبتكر «الوصول إلى الخدمات: اتصال سلس لكل زائر»، الذي يعكس التقدم المستمر في تطوير تجارب السفر، وترسيخ نموذج حكومي ذكي واستباقي يركز على المتعامل ويعزز جودة الحياة.
قادة الغد
بدورها أعادت هيئة المعرفة والتنمية البشرية في دبي تشكيل «مجلس طلبة دبي» للعام الدراسي 2025 - 2026، ضمن مبادرة قادة الغد في استراتيجية التعليم 2033، بهدف تعزيز صوت الطلبة وإشراكهم في تطوير السياسات التعليمية.
ويضم المجلس 15 طالباً وطالبة من الصف التاسع حتى الثاني عشر، بما يعكس تنوع منظومة التعليم الخاص في الإمارة، ويضمن تمثيلاً حقيقياً لآراء الطلبة وخلفياتهم الثقافية.
كما اعتمدت الهيئة سياسة إلزامية تعليم اللغة العربية في مرحلة الطفولة المبكرة ضمن مبادرة «لغة الضاد، حيث تلتزم جميع مراكز الطفولة المبكرة والمؤسسات التعليمية بتقديم أنشطة تعليم اللغة العربية للأطفال من الولادة حتى سن السادسة، على أن تبدأ المرحلة الأولى للأطفال من 4 إلى 6 سنوات.
وأطلقت الهيئة خدمة «قرناس» كمستشار تعليمي ذكي لأولياء الأمور، إلى جانب توفير جلسات استشارية فردية للأسر الإماراتية، كما اعتمدت إطار جودة الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وأطلقت مبادرة «حوارات التعليم 25» بمشاركة نحو 200 من المعلمين والطلبة وأولياء الأمور.
تصنيف أعلى
حققت القيادة العامة للدفاع المدني بدبي إنجازاً عالمياً جديداً بإدراجها في موسوعة غينيس للأرقام القياسية، بعد تمكن فريق من رجال الدفاع المدني من صعود برج خليفة عبر السلالم بزمن قياسي بلغ 52 دقيقة و30 ثانية، مرتدين الزي الكامل للإطفاء بوزن 15 كغم، كما حصل الدفاع المدني دبي على شهادة المنظمة الدولية للمرونة المؤسسية (ICOR)، ليصبح أول دفاع مدني في العالم ينال هذا التصنيف الأعلى، تقديراً لتبنيه الرشاقة المؤسسية وتطوير الأنظمة وفق أفضل المعايير العالمية.
أما هيئة تنمية المجتمع في دبي فقد واصلت جهودها بإطلاق مبادرات نوعية لخدمة كافة شرائح المجتمع، حيث أطلقت بطاقة «سند السياحية» للزوار من أصحاب الهمم، وهي مبادرة نوعية تهدف إلى تمكين المسافرين من أصحاب الهمم وتعزيز تجاربهم السياحية في الإمارة، وتتيح البطاقة للأشخاص الحاصلين على بطاقات ذوي الإعاقة السارية في بلدانهم الأصلية إمكانية التقديم عليها عبر تطبيق «دبي الآن»، والاستفادة من حزمة واسعة من الخدمات والمزايا تشمل المواقف المجانية، والمساعدة في المطار، واستخدام المواصلات العامة، والحصول على تذاكر مجانية أو مخفضة للعديد من الوجهات السياحية، إضافة إلى تخفيضات في مراكز التسوق والمطاعم والصيدليات وشركات الاتصالات.
جودة الحياة
وتتولى هيئة تنمية المجتمع، بالتعاون مع دائرة الاقتصاد والسياحة بدبي، الإشراف على المبادرة التي تعكس التزام دبي بتعزيز التضامن الاجتماعي، انسجاماً مع مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 الرامية إلى جعل دبي أفضل مدينة في العالم للعيش والعمل والزيارة، وكذلك أجندة دبي الاجتماعية 33 التي تركز على جودة الحياة وتكافؤ الفرص لسكان الإمارة وزوارها.
كما أطلقت هيئة تنمية المجتمع المرحلة الثانية من برنامج «إثراء»، المبادرة الرائدة لتطوير مؤسسات النفع العام، بهدف رفع كفاءة الأداء المؤسسي وتعزيز استدامة الأثر المجتمعي، من خلال تطبيق منظومة مطورة من المعايير المؤسسية، وشملت هذه المرحلة 3 محاور رئيسية تتضمن 8 معايير أساسية و23 معياراً فرعياً، صممت وفق أفضل الممارسات العالمية في الحوكمة والكفاءة المؤسسية وقياس الأثر الاجتماعي.
ويشارك في المرحلة الثانية من البرنامج 126 مؤسسة نفع عام مرخصة في إمارة دبي، بما يعزز التنافسية الإيجابية، وتبادل الخبرات، وترسيخ ثقافة التميز وجودة الخدمات في القطاع الاجتماعي.
وفي إطار دعم الصحة النفسية، أطلقت الهيئة مبادرة «الصحة النفسية لأصحاب الهمم وأسرهم»، الهادفة إلى ترسيخ الوعي بأهمية الصحة النفسية كأحد مقومات الرفاه الأسري والاجتماعي، وتمكين الأسر من توفير بيئة داعمة ومتوازنة لأبنائهم من أصحاب الهمم، وتأتي المبادرة ضمن أجندة دبي الاجتماعية 33، وتترجم أهداف عام المجتمع 2025 في بناء مجتمع متماسك وشامل ومستدام، بما يعكس الدور الريادي للهيئة في تطوير منظومة الخدمات الاجتماعية والنفسية.
تبسيط الإجراءات
وضمن جهودها في العام الجاري واصلت مؤسسة محمد بن راشد للإسكان تقديم خدمات إسكانية ميسرة لمواطني إمارة دبي عبر إطلاق مبادرات نوعية أسهمت في تسريع الإجراءات وتقليص زمن الانتظار، وفي هذا الإطار وقعت بلدية دبي مذكرة تفاهم مع مؤسسة محمد بن راشد للإسكان، بهدف تعزيز مسارات الحلول السكنية المرنة للمواطنين، وتمكينهم من بناء مساكنهم الخاصة بكفاءة ومرونة، من خلال تبسيط الإجراءات، وتعزيز التكامل الحكومي، وتطوير النماذج التنظيمية والتنفيذية، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات الإسكانية، ورفع مستوى رضا وسعادة المتعاملين، ودعم أهداف التنمية العمرانية المستدامة.
وأطلقت مؤسسة محمد بن راشد للإسكان مبادرة «مسكني»، المتمثلة في دليل تهيئة المسكن لأصحاب الهمم، وذلك خلال مشاركتها في معرض إكسبو أصحاب الهمم 2025 بمركز دبي التجاري العالمي. ويعد الدليل أحد المشاريع النوعية الهادفة إلى تمكين أصحاب الهمم من العيش باستقلالية وكرامة ضمن بيئة سكنية تراعي احتياجاتهم الإنسانية والنفسية والوظيفية، في إطار التزام المؤسسة بتعزيز الدمج المجتمعي والاستدامة السكنية.
مواصفات فنية
ويستعرض الدليل معايير تصميم المساكن الصديقة لأصحاب الهمم وفق أفضل الممارسات المحلية والعالمية، ويهدف إلى تمكين المهندسين والمصممين من تطبيق المواصفات الفنية اللازمة لتصميم مساكن آمنة وملائمة، وتحسين جودة الحياة، وتشجيع الابتكار في التقنيات الذكية والمساندة لجعل المساكن أكثر استدامة وإنسانية.
وفي إنجاز عالمي غير مسبوق، حققت مؤسسة محمد بن راشد للإسكان التصنيف الأعلى7 نجوم في جائزة الابتكار المؤسسي (OWIA) ضمن الدورة الحادية عشرة من المسابقة الدولية لأفضل الممارسات 2025، لتكون أول جهة على مستوى العالم تنال هذا التصنيف، حيث تنظم الجائزة من قبل BPIR.com، ومركز بحوث التميز المؤسسي (COER)، والشبكة العالمية للمقارنات المرجعية (GBN)، وتمنح للمؤسسات التي تطبق حلولاً مبتكرة وفعالة تسهم في تحسين جودة الحياة وتعزيز بيئة الابتكار.
استكشاف الفضاء
أما مركز محمد بن راشد للفضاء فقد سجل العام الجاري إنجازات نوعية لتضاف إلى قائمة الإنجازات السابقة، حيث أعلن المركز في بداية العام عن نجاح إطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات» القمر الاصطناعي الأكثر تطوراً في المنطقة، من قاعدة فاندنبرغ الجوية بولاية كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية، على متن صاروخ «فالكون 9» التابع لشركة «سبيس إكس»، ويعد «محمد بن زايد سات» خطوة كبيرة في مسيرة دولة الإمارات بمجال استكشاف الفضاء، حيث تم تطويره بالكامل بأيادٍ إماراتية في مركز محمد بن راشد للفضاء.
كما أطلق المركز القمر الاصطناعي «اتحاد سات»، أول قمر اصطناعي راداري يطوره فريق المركز، والذي يعد خطوة نوعية ضمن برنامج تطوير الأقمار الاصطناعية، كونه أول قمر مزود بتقنية التصوير الراداري، القادر على التقاط صور عالية الدقة في جميع الظروف الجوية، ما يعزز قدرات الإمارات في رصد الأرض وتطوير حلول فضائية مبتكرة.
وجرى تطوير القمر ضمن شراكة استراتيجية مع شركة ساتريك إنشيتيف الكورية الجنوبية، حيث قاد فريق المركز تحديد الخصائص التقنية والتصميم الأولي والاختبارات، قبل تولي مهندسي المركز عمليات التصميم النهائي والتصنيع، في نموذج يعكس نقل المعرفة وتوطين التقنيات المتقدمة.
كما أعلن المركز نجاحه في استكمال سلسلة جديدة من الاختبارات على المستكشف راشد 2 في الولايات المتحدة الأمريكية، بالتعاون مع شركة فايرفلاي أيروسبيس، ضمن الاستعدادات لإطلاق مهمة استكشاف الجانب البعيد من القمر عام 2026. وشملت الاختبارات الأنظمة الكهربائية والميكانيكية والبرمجيات، واختبارات الاتصال اللاسلكي، وتجارب خروج المستكشف من مركبة الهبوط «بلو غوست»، لضمان تكيفه مع مختلف الظروف.
وفي إنجاز جديد مؤخراً، أعلن المركز الإطلاق الناجح للقمر الاصطناعي «فاي - 1»، أول منصة معيارية ضمن مبادرة استضافة حمولة الأقمار الاصطناعية، بالشراكة مع مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، في إطار مبادرة «الوصول إلى الفضاء للجميع»، حيث انطلق القمر على متن صاروخ فالكون 9 من قاعدة فاندنبرغ تعزيزاً لمشاركة الدول والمؤسسات في علوم الفضاء والبحث والتقني.