حتا تجتذب الزوار إلى تجربة شتوية تمزج متعة الترفيه وأجواء الطبيعة

أجواء شتوية في حتا تجذب العائلات
أجواء شتوية في حتا تجذب العائلات

شهدت فعاليات «شتانا في حتا» حضوراً جماهيرياً كبيراً من مختلف إمارات الدولة، حيث توافد الزوار منذ الساعات الأولى لانطلاق الفعاليات الممتدة بين بحيرة ليم وحديقة الوادي وحتا وادي هب، مستمتعين بتجربة شتوية تجمع بين جمال الطبيعة الجبلية وروح الفعاليات الترفيهية المتجددة.

وعكست كثافة الحضور مدى الشعبية المتزايدة التي اكتسبتها مهرجانات حتا خلال فترة قصيرة، والتي أصبحت أحد أبرز المواسم السياحية التي تتألق في هذا الوقت من العام.

تجربة بصرية

وتميزت الفعاليات بتنوع غير مسبوق في الأنشطة الترفيهية التي تناسب العائلات والأفراد على اختلاف أعمارهم، حيث تضمنت عروض الضوء الجبلية التي تظهر روعة تضاريس المنطقة ليلاً، ورسمت ألوان الإضاءة المختلفة التي زينت معالم المنطقة لوحة ترحيبية زاهية تستقبل الزوار، وقدمت الإضاءات بتمازج ألوانها في ساعات الغروب حتى منتصف الليل تجربة بصرية فريدة تضفي على المكان طابعاً ساحراً يعزز الانطباع العام لدى الزوار، ويجعلهم يعيشون تفاصيل الحدث بطريقة مختلفة.

وإلى جانب سحر المكان امتدت جمالية الفعاليات لتشمل المطاعم التي تقدم الأكلات الشعبية والوجبات المتنوعة التي شكلت خيارات واسعة ترضي مختلف الأذواق، بدءاً من المأكولات الشعبية الأصيلة إلى الوجبات الحديثة الشهية، حيث تنبعث من تلك المطاعم روائح الهريس واللقيمات والحلوى، ما يجعل المرور بجانبها تجربة بحد ذاتها تدعو للتوقف وتذوق النكهات التي تعكس ثقافة المكان.

مساحات تفاعلية

وكذلك تضمنت الفعاليات عدداً من الفقرات الترفيهية ومناطق الألعاب المخصصة للأطفال، والتي تمنح العائلات فرصة للاستمتاع بوقت ممتع، إذ ينتقل الصغار بين الألعاب الهوائية والزحاليق والمساحات التفاعلية المصممة بألوان مبهجة وأجواء آمنة، ولم تقتصر المتعة على اليابسة، بل وجد محبو المغامرات نصيبهم في التجديف داخل بحيرة ليم التي شكلت تجربة هادئة وممتعة، حيث تتماوج المياه حول القوارب في منظر يأسر الأنظار.

العمارة المحلية

ولا تقتصر أهمية «شتانا في حتا» على طابعه الترفيهي فحسب، بل تشكل زيارته فرصة ثمينة للزوار لاكتشاف تاريخ المنطقة العريق والتعرف على ماضيها الذي يمتد لعدة قرون، خصوصاً أن حتا تعد جزءاً أساسياً من تاريخ إمارة دبي ومرحلة مهمة من مراحل تطورها، ويبرز هذا الجانب من خلال زيارة قرية حتا التراثية التي أعيد افتتاحها عام 2001 بعد مشروع ترميم شامل عمل على إعادة إحياء مبانيها القديمة وتحويلها إلى متحف مفتوح يعكس تفاصيل الحياة التقليدية في المنطقة.

وتضم القرية نحو 30 مبنى تاريخياً صممت بعناية لتعكس ملامح العمارة المحلية، إلى جانب المحال التي تعرض المقتنيات التراثية المتنوعة، فيما تتوزع البيوت على مساحة تطل على الجبلين المعروفين قديماً باسم «الحجرين»، وتتخللها مزارع يخترقها فلج ماء يزيد من الأصالة والعمق التاريخي للموقع.