إماراتي يحصل على الدكتوراه في «الرؤية الحاسوبية»

سالم المري
سالم المري

احتفلت جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي بتخرج سالم صقر المرّي، كأول طالب إماراتي ينال درجة الدكتوراه في تخصّص الرؤية الحاسوبية ضمن دفعة 2025، في إنجاز يُعد علامة فارقة في مسيرة الجامعة وجهود بناء جيل وطني من المتخصصين في الذكاء الاصطناعي.

«.. هي لحظة فخر وأيضاً مسؤولية»، بهذه الكلمات عبّر الدكتور المرّي عن مشاعره خلال حفل التخرج، معتبراً أن هذا التكريم يشكل انطلاقة جديدة نحو مزيد من العطاء والتميّز في المجال البحثي.

المرّي أوضح أن نيل شهادة الدكتوراه في تخصّص الرؤية الحاسوبية لم يكن مجرد تتويج لمسيرة دراسية، بل بداية لمسؤولية علمية وبحثية تجاه تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات.

مؤكداً أن الدعم المتواصل من القيادة الرشيدة للكفاءات الوطنية يشكل دافعاً كبيراً للاستمرار والابتكار، مضيفاً: «إيمان الدولة بطاقات الشباب يضعنا أمام تحدٍ مستمر لنكون على قدر الثقة».

ويتخصص الدكتور سالم المرّي في مجال اكتشاف الحالات المشبوهة عبر تحليل محتوى الفيديو باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث تهدف أبحاثه إلى توفير مستوى إضافي من التحليل يمكنه دعم استجابة أسرع في حالات الطوارئ المحتملة، وكذلك المساهمة في الحفاظ على أمن وسلامة المجتمعات.

ويُعد تخصّص الرؤية الحاسوبية من الركائز الحيوية في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث يهدف إلى تمكين الحواسيب من تحليل البيانات المرئية بطريقة تحاكي الإدراك البشري.

ويتضمن برنامج الدكتوراه موضوعات متقدمة تشمل الرؤية ثلاثية الأبعاد، وإعادة بناء وتحليل الأشكال، وتطوير خوارزميات التعلم العميق، إلى جانب معالجة البيانات الهندسية ثلاثية الأبعاد، بما في ذلك تنعيم الشبكات والطباعة ثلاثية الأبعاد.

وجاء ابتعاث الدكتور المرّي من قبل القيادة العامة لشرطة دبي ضمن رؤية استراتيجية لتمكين الكفاءات الأمنية من تبنّي التقنيات المستقبلية، حيث أوضح أن شغفه بعالم الحواسيب والروبوتات بدأ منذ الطفولة، حين اعتاد صناعة الابتكارات، وتقديم الورش والمحاضرات المتخصصة، وهو ما مهد الطريق نحو هذا الإنجاز الوطني.

وفي رسالة وجهها للجيل الجديد، دعا الدكتور المرّي الشباب إلى التمسك بالشغف والابتكار، والاستفادة من البيئة الداعمة التي توفرها دولة الإمارات، مشدداً على أهمية التجربة والمثابرة في مسار التطور العلمي.

البروفيسور إريك زينغ، الرئيس والأستاذ الجامعي في جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي، عبّر عن فخره بالدفعة الجديدة، قائلاً: «أنا فخور بكل دفعة تخرجت في جامعتنا، ولكن هذه الدفعة الرابعة هي الأفضل حتى الآن.

مؤكداً ثقته في خريجي الجامعة وقدرتهم على الإسهام في صياغة مستقبل الذكاء الاصطناعي عالمياً، حيث يعكس تخرج أول طالب دكتوراه إماراتي من الجامعة التزام المؤسسة بإعداد قادة علميين يسهمون في بناء منظومة معرفية متقدمة، تدعم مكانة الإمارات كمركز عالمي للذكاء الاصطناعي، وتفتح آفاقاً جديدة للتطور والابتكار».