معالم الإمارات في الفضاء عبر صور «محمد بن زايد سات» و«اتحاد سات»

كشف مركز محمد بن راشد للفضاء عن أول مجموعة من الصور التي التقطها القمران الاصطناعيان «محمد بن زايد سات» و«اتحاد سات»، اللذان أُطلقا مطلع هذا العام، وذلك تزامناً مع الأسبوع العالمي للفضاء، حيث جاءت هذه الصور لتجسد دقة متناهية وتقنيات متطورة.

حيث رصد «محمد بن زايد سات» المنطقة الثقافية في جزيرة السعديات بأبوظبي وعين دبي ومدينة إكسبو دبي، إلى جانب قصر الوطن وجزيرة الحديريات، فيما التقط «اتحاد سات»، القمر الاصطناعي الراداري الذي أُطلق إلى المدار في مارس الماضي صورة بانورامية دقيقة لنخلة جميرا.

وتبرز هذه المشاهد الأيقونية أهمية الأقمار الجديدة في توفير بيانات عالية الجودة لدعم التطبيقات المدنية والبحرية ومشروعات البنية التحتية، وجهود الاستدامة وتعزيز مكانة الإمارات كقوة رائدة في قطاع الفضاء العالمي، ويجسد القمران الاصطناعيان تقنيات متكاملة.

حيث يعتمد «محمد بن زايد سات» على التصوير البصري المتطور، بينما يستخدم اتحاد سات تقنيات الرادار عالية الدقة، التي تتيح الرصد على مدار الساعة وفي مختلف الظروف الجوية كالليل والطقس الغائم ودخان الحرائق، باستخدام تقنية الرادار ذي الفتحة الاصطناعية SAR ليشكلا معاً منظومة متقدمة توفر رؤية أشمل وأكثر دقة في مجال رصد الأرض.

حمد المنصوري
حمد المنصوري

وقال حمد عبيد المنصوري، رئيس مجلس إدارة المركز: «إن الصور الأولى التي أرسلها القمران تعكس الرؤية الاستراتيجية لقيادة دولة الإمارات، وتجسد كفاءة المهندسين الإماراتيين، ومن خلال دمج تقنيات التصوير البصري والراداري، تعزز الإمارات قدراتها الوطنية وتوفر حلولاً مبتكرة للتحديات العالمية، حيث يمثل هذا الإنجاز فصلاً جديداً في مسيرة الدولة نحو الريادة في تكنولوجيا الفضاء».

سالم المري
سالم المري

وأكد سالم حميد المري، المدير العام للمركز، أن القمرين يشكلان جزءاً من منظومة وطنية متكاملة لتطوير قدرات الدولة في رصد الأرض، موضحاً أن أول مجموعة من الصور تعكس القدرة على توفير بيانات دقيقة وموثوقة تدعم الاستدامة وتخدم مختلف القطاعات كما تعكس التزام الإمارات بتطوير جيل جديد من الأقمار الاصطناعية لخدمة الدولة والعالم.

ويُعد «محمد بن زايد سات» علامة فارقة في مجال تكنولوجيا الفضاء، حيث يبلغ وزنه الإجمالي 750 كيلوجراماً وتصل أبعاده إلى ثلاثة أمتار في خمسة أمتار، ويتميز بدقة تصوير مضاعفة مقارنة بالأجيال السابقة من الأقمار الاصطناعية، مع قدرة على إنتاج صور أكبر بعشرة أضعاف.

وسرعة في تسليم البيانات خلال ساعتين فقط، ويضم القمر تقنيات متطورة مثل الدفع الكهربائي الدقيق وكاميرا عالية الدقة لتلبية احتياجات متنوعة تشمل مراقبة البيئة وإدارة البنية التحتية والإغاثة في حالات الكوارث.

تعزيز التعاون

وإلى جانب هذه التقنيات أسهم المشروع في تعزيز التعاون مع الشركات الإماراتية المحلية ما عزز نقل المعرفة ودعم الاقتصاد الوطني وأسهم في ترسيخ مكانة الإمارات كمركز عالمي لتكنولوجيا الفضاء، أما «اتحاد سات» فقد أُطلق في مارس 2025 كأول قمر اصطناعي راداري يطوره مركز محمد بن راشد للفضاء، حيث يتمتع بتكنولوجيا متقدمة لرصد الأرض بدقة عالية في مختلف الظروف الجوية والبيئية.

وفي كافة أوقات اليوم ليلاً ونهاراً ويوفر ثلاثة أنماط للتصوير، وهي تصوير دقيق لمناطق صغيرة وتغطية واسعة للمساحات الكبيرة ورصد ممتد لمناطق أطول ما يجعله أداة حيوية لخدمة قطاعات متعددة، تشمل اكتشاف تسربات النفط وإدارة الكوارث الطبيعية وتتبع حركة الملاحة البحرية ودعم الزراعة الذكية والمراقبة البيئية الدقيقة، وتُعالج بيانات هذا القمر باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة تعزز دقة وسرعة الاستفادة منها على المستويين الوطني والدولي.

منظومة فضائية

ومن خلال دمج تقنيات التصوير البصري والراداري، يؤكد المركز التزامه ببناء منظومة فضائية متقدمة تدعم الأمن الغذائي والتنمية الحضرية ومواجهة تحديات تغير المناخ، وتعزز مكانة الإمارات كقوة رائدة في قطاع الفضاء العالمي، قادرة على تقديم بيانات دقيقة وموثوقة للعالم.

ويُذكر أن الأسبوع العالمي للفضاء أُطلق بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة للاحتفال بمساهمات علوم وتكنولوجيا الفضاء في تحسين حياة الإنسان وتعزيز التنمية المستدامة.

حمد المنصوري:

الصور تعكس الرؤية الاستراتيجية للقيادة وتجسد كفاءة المهندسين الإماراتيين

سالم المري:

القمران جزء من منظومة وطنية متكاملة لتطوير قدرات الدولة في رصد الأرض