دبي تعيد صياغة مستقبل التنقل بالمركبات ذاتية القيادة

التاكسي ذاتي القيادة يستعد للانطلاق في دبي
التاكسي ذاتي القيادة يستعد للانطلاق في دبي

أكد مشاركون في مؤتمر وتحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة، أن استخدام مركبات ذاتية القيادة ينسجم مع «استراتيجية دبي للتنقل الذكي»، الرامية بشكل أساسي إلى خفض البصمة الكربونية لقطاع النقل، الذي يعد من أكثر القطاعات استهلاكاً للطاقة ومصدراً رئيسياً للانبعاثات.

الأمر الذي يأتي في أولويات حكومة دبي، التي تعيد صياغة مستقبل التنقل عبر المركبات ذاتية القيادة، وذلك لتحقق التوازن بين النمو الحضري السريع وحماية البيئة.

وخلال مشاركتهم بالمؤتمر الذي تنظمه هيئة الطرق والمواصلات في دبي بمركز دبي التجاري العالمي شددوا على أن الاعتماد على مركبات كهربائية ذاتية القيادة سيسهم في تقليل الانبعاثات بشكل ملحوظ، ويدعم التزام الدولة بالوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وقالوا، إن المركبات ذاتية القيادة، التي تستعد دبي لإطلاقها بحلول عام 2026 ليست مجرد إنجاز تقني، بل رافعة بيئية تسعى من خلالها الإمارة إلى تحقيق توازن بين النمو الحضري السريع وحماية البيئة، حيث لا يتوقف الأثر البيئي للنقل الذاتي عند خفض الانبعاثات، بل يمتد إلى زيادة مشاريع خضراء ومساحات عامة.

وأكد أحمد بهروزيان، المدير التنفيذي لمؤسسة المواصلات العامة في هيئة الطرق والمواصلات ورئيس اللجنة المنظمة لمؤتمر وتحدي دبي العالمي للتنقل ذاتي القيادة، أن لاستخدام وسائل نقل ذاتية القيادة في المستقبل القريب من مركبات أجرة أو حافلات وحتى روبوتات لنقل البضائع فوائد متعددة، أولها الاستدامة، ولها شقان استدامة بيئية، لأن كل الوسائل ذاتية القيادة تعمل بالأنظمة الخضراء، والشق الآخر وهو على درجة من الأهمية لكونه يتعلق بالأمان على الطرقات بتجنب الأخطاء البشرية.

المدن الحديثة

وأكدت سول رشيدي، أول رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي في العالم، أن التنقل الذاتي ليس مجرد وسيلة لتقليل حدة التلوث باعتماده على الطاقة النظيفة، بل فرصة لإعادة صياغة مفهوم النقل في المدن الحديثة، مشيرة إلى أن المركبات الذاتية، بفضل برمجياتها المتقدمة قادرة على تحديد أقصر الطرق وأفضلها من حيث استهلاك الطاقة، وهو ما يعني توفيراً في الوقود وتقليلاً لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

وأضافت، أن التقنية يتم تطويعها لخدمة البشرية، بحيث تتحول إلى وسيلة لحل مشكلات بيئية، وأن دبي تختبر اليوم كيف يمكن أن تكون التكنولوجيا جزءاً من معادلة الاستدامة.

وقالت الدكتورة سوزان السيتا، المدير التنفيذي لمركز فيرست لتعليم القيادة، إن توجه الإمارة نحو تبني المركبات ذاتية القيادة يأتي ضمن رؤية استراتيجية تهدف إلى تحسين جودة الحياة وتعزيز الاستدامة البيئية.

فهذه المركبات قادرة على تقليل الازدحام المروري، من خلال تنظيم الحركة بدقة واعتماد أنماط قيادة أكثر أماناً وكفاءة، ما ينعكس مباشرة على خفض الانبعاثات الضارة، مشيرة إلى أن تقليص الاعتماد على وسائل النقل التقليدية يمثل خطوة جوهرية في مواجهة تحديات التلوث، ويؤكد التزام الإمارة بحماية البيئة وصحة المجتمع، ويدعم أهداف الدولة في بناء مدن خضراء آمنة للأجيال القادمة.

صفر انبعاثات

وقالت إيمي لوكا، المديرة التنفيذية للتسويق في تنِسور، الشركة الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، خلال مشاركتهم في المؤتمر، إن سياستهم تعتمد عل استخدام الطاقة الكهربائية بشكل كامل، ما يعني صفر انبعاثات من عوادم السيارات.

إلى جانب اعتمادهم على خوارزميات ذكية تقلل من التوقفات المفاجئة والقيادة غير الفعّالة، فتخفض استهلاك الطاقة وتزيد من كفاءة البطاريات، ما يسهم بشكل مباشر في تقليل التلوث، وتحسين جودة الهواء، وهو ما يتماشى مع أهداف رؤية دبي 2030 في بناء مدينة مستدامة وأكثر خضرة.

وشددت على أن الجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والطاقة النظيفة مثال حي على كيفية توظيف الابتكار لخدمة الإنسان والبيئة في آن، وتعزيز مكانة دبي مدينة رائدة عالمياً في الحلول الذكية والمستدامة.

تصريح تجريبي

وفي هذا الإطار، منحت هيئة الطرق والمواصلات في دبي أول تصريح تجريبي للقيادة الذاتية في دبي، لشركة «بايدو أبولو جو»، إحدى الشركات الرائدة في العالم في توفير حلول التنقل الذاتي، أول تصريح تجريبي للقيادة الذاتية في دبي، إلى جانب الدفعة الأولى من 50 رخصة صادرة من الهيئة في دبي لاختبار القيادة الذاتية، وذلك لتشغيل مركبات أجرة ذاتية القيادة على نطاق واسع في الإمارة.

وقال خالد العوضي، مدير إدارة أنظمة المواصلات في هيئة الطرق والمواصلات بدبي، إنه سيتم تشغيل مركبات الأجرة «الروبو تاكسي» ذاتية القيادة من خلال ثلاث شركات عالمية، هي بايدو وويرايد وكوني، موضحاً أن التشغيل التجاري لهذه الخدمة سيبدأ في الربع الأول من العام المقبل لتكون أولى الخدمات الفعلية، التي تدخل حي دبي للتنقل الذكي.

ووفقاً للخطة ستعمل «أبولو جو»، بالتعاون مع الهيئة على توسيع الأسطول، ليشمل أكثر من 1000 مركبة ذاتية القيادة بالكامل بحلول عام 2028، بما يتماشى مع رؤية دبي لتسريع تبني التنقل الذاتي في البنية التحتية المستقبلية.

وأفاد ليانغ تشانغ، المدير العام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا خلال جولة في منطقة جميرا، أمس، بأن أسطول «أبولو جو» المكون من 50 مركبة بدأ منذ أغسطس الماضي بإجراء تجارب فعلية على الطرق المفتوحة في مناطق محددة بدبي، إذ تُعد الشركة المنصة الوحيدة المخولة لإجراء التجارب على الطرق العامة باستخدام سياراتها من الجيل السادس.

وأكد ليام جونغ، المدير الإداري لشركة «بايدو أبولو جو»، أن الشركة أطلقت سيارة كهربائية ذاتية القيادة مصممة خصيصاً لتلبية احتياجات النقل الذكي في دبي، موضحاً أن السيارة صممت وفق معايير متقدمة وبمكونات صينية بنسبة 100 %.

وقال جونغ، إن السيارة الجديدة تعد الوحيدة حالياً التي توفر جميع معايير فئة سيارات الأجرة الآلية، حيث زوّدت بشاشة ذكية تمكن الركاب من التحكم الكامل في خصائص السيارة، بدءاً من ضبط درجة الحرارة وتشغيل المحرك، وصولاً إلى تفعيل ميزات الوقاية الصحية، بالإضافة إلى تشغيل نظام القيادة الذاتية بضغطة زر، ما يجعل تجربة الركاب أكثر راحة وسلاسة.

وأضاف، أن السيارة صممت بخط إنتاج تجاري ضخم وبجودة عالية، بما يضمن جاهزيتها لتقديم خدمات سيارات الأجرة بسرعة وكفاءة، كما تعتمد في بنيتها على ثلاثة مستويات أساسية تشمل المكونات الميكانيكية، والأنظمة الكهربائية والتشغيلية، إلى جانب أجهزة الاستشعار والبرمجيات المتقدمة مثل أنظمة الليدار، مع تزويدها بأنظمة احتياطية متكاملة، تعزز معايير الأمان وتضمن موثوقية التشغيل.

وأشار جونغ إلى أن الشركة طورت تطبيقاً خاصاً لحجز سيارات الأجرة الآلية على غرار تطبيقات النقل الذكية العالمية، مضيفاً أن هناك تعاوناً قائماً مع شركاء محليين مثل شركة «أوبر» لإتاحة خدمة حجز السيارات عبر منصاتها مستقبلاً في إطار خطط التوسع الخارجي للشركة.

ووفقاً لمذكرة التفاهم، التي جرى توقيعها في أبريل الماضي، تقوم الشركة بتشغيل الجيل السادس من مركبات الأجرة ذاتية القيادة «Robo Taxi RT6»، المصمم خصيصاً لخدمات التنقل الذاتي والمزود بأكثر من 40 مستشعراً، لضمان أعلى مستوى من الأتمتة والسلامة، وهو النموذج الذي حقق نجاحاً كبيراً، وإشادة من قبل المستخدمين في الصين.

أحمد بهروزيان:

الوسائل المستقبلية تعمل بالأنظمة الخضراء وتتجنّب الأخطاء البشرية

سول رشيدي:

المركبات بفضل برمجياتها المتقدمة قادرة على تحديد أقصر الطرق وأفضلها

1000

مركبة أجرة ذاتية القيادة في دبي 2028 والتشغيل التجاري في 2026

شاشة ذكية تمكن الركاب من التحكم الكامل في خصائص السيارة