نهج محمد بن راشد.. مدرسة فكر وقيادة تبني المستقبل


يمثل نهج صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أيقونة قيادية وفكرية جمعت بين الرؤية الثاقبة والعمل الميداني، ليصنع نموذجاً تنموياً استثنائياً، ويترك للأجيال وثيقة فكرية متجددة، عبّر عنها في مؤلفات سموه، مثل «رؤيتي»، الذي يضع فيه الخطوط العريضة لفلسفة التنمية والقيادة، و«ومضات من فكر»، الذي يتضمن خواطر مركزة تقدم مبادئ قيادية قابلة للتطبيق في أي مجال، و«قصتي»، الذي يحمل سيرة ذاتية تروي 50 قصة في 50 عاماً، لتصبح مرجعاً للأجيال في الإصرار والطموح والعمل، فضلاً عن آلاف الرسائل الملهمة التي يشاركها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحولت مسيرة سموه من سياسية وإدارية إلى مدرسة قيادية متكاملة، تحتضن رؤى استراتيجية ومبادئ إنسانية ومفاهيم إدارية، أصبحت مرجعاً للأجيال وقاعدة صلبة لنهضة الإمارات.

قدوة ومسؤولية

ويرى سموه أن القائد الحقيقي هو من يكون في الصفوف الأولى، يشارك شعبه تطلعاته ويقود بالعمل لا بالكلام، ويؤكد دوماً أن المنصب تكليف لا تشريف، وأن القيادة تتجسد في القدرة على تحويل الأحلام إلى واقع، وقد ترجم ذلك عملياً بتحويل دبي إلى مركز عالمي للمال والأعمال والسياحة والابتكار.

وتقوم فلسفة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الإدارية على مبدأ الكفاءة والشفافية والمساءلة، ففي كتاب «رؤيتي» شدد على أن الإدارة الناجحة لا تقاس بحجم الموارد، بل بقدرة القائد على استثمارها بذكاء، ولذا أطلق «برنامج التميز الحكومي»، الذي جعل من الإمارات نموذجاً رائداً في الإدارة الحكومية الذكية والفاعلة.

سباق المستقبل

ومن أبرز مفاهيم سموه أن التوقف يعني التراجع، وأن سباق التميز لا يعرف خط نهاية، لذا كان استشراف المستقبل جزءاً أصيلاً من فكر سموه، فأسس «متحف المستقبل»، وأطلق استراتيجيات الذكاء الاصطناعي والفضاء والطاقة المتجددة، ليؤكد أن القيادة ليست فقط للحاضر، بل للأجيال المقبلة، منيراً بذلك طريق المستقبل أمامهم.

ويضع صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الإنسان في قلب كل مشروع وقرار، إيماناً من سموه أن بناء العقول أعظم من بناء الحجر، وقد تجسد ذلك في مبادرات تعليمية عالمية، مثل «تحدي القراءة العربي»، الذي ألهم ملايين الطلبة في الوطن العربي، وأعاد الاعتبار للكتاب واللغة العربية، فضلاً عن مبادرات سموه الإنسانية التي استفاد منها ملايين الأشخاص في مختلف القارات في المعمورة، في عدة مجالات مختلفة، أبرزها التعليم والصحة والغذاء، وغيرها الكثير.

العمل والنجاح

ويؤكد سموه أن العمل والنجاح لا ينفصلان عن القيم الإنسانية، إذ يرى أن التفاؤل طاقة، والإيجابية أسلوب حياة، والعطاء سر من أسرار السعادة، هذا الفكر جعل مبادرات سموه تتحول إلى منارات تضيء حياة المستفيدين في الداخل والخارج، مثل «عام الخير»، و«مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم الخيرية»، إيماناً من سموه بأن قيمة الإنسان تقاس بما يقدمه للآخرين، لا بما يملكه من مال أو جاه.

وبفكر سموه الرائد جعل سموه من وسائل التواصل الاجتماعي منصة مباشرة للحوار الشفاف مع الناس، حيث يشاركهم أفكاره وتجاربه في رسائل قصيرة، لكنها مؤثرة وذات أثر عظيم، تترجم فلسفته في القرب من الناس والاستماع لهم، ما عزز من صورة سموه قائداً قريباً من شعبه ومتابعيه في العالم.

ويرى سموه أن الاقتصاد القوي هو عمود التنمية، فاهتم بالتنويع الاقتصادي لتجنب الاعتماد على النفط، مؤكداً أن «من لا يخطط لعشرين سنة مقبلة سيبقى حيث هو، أو يتراجع»، وهو ما جسدته سياسات الدولة في الاستثمار بالقطاعات الجديدة، مثل الطيران، والموانئ، والتكنولوجيا، والاقتصاد الرقمي.

كل هذه القيم والمبادئ والرؤى تجعل مدرسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم الفكرية ليست مجرد دروس نظرية، بل تجربة عملية حية، تتجسد يومياً في مشاريع عملاقة، ومبادرات إنسانية، ورسائل قيادية تلهم الأجيال وتنير أمامهم الطريق.