الذكاء الاصطناعي في دبي خريطة طريق تعزز جودة الحياة

جانب من فعاليات أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي
جانب من فعاليات أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي
سعيد الفلاسي
سعيد الفلاسي

أكد سعيد الفلاسي، مدير مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي، أن دبي تسعى إلى ترسيخ ريادتها واحدة من أفضل مدن العالم في مجال الذكاء الاصطناعي، من خلال توظيف فرصه الواعدة، تماشياً مع خطة دبي السنوية لتسريع تبنّي استخدامات الذكاء الاصطناعي، وتمكين المؤسسات والأفراد من استكشاف إمكانات التكنولوجيا في مختلف المجالات.

وتهدف هذه الخطة إلى تعزيز جودة الحياة، وتحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، التي تشمل إضافة 100 مليار درهم من التحول الرقمي لاقتصاد الإمارة ورفع إنتاجية اقتصادها بنسبة 50 % عبر الابتكار وتبني الحلول الرقمية.

وقال تشكل الخطة خريطة طريق لتعزيز جودة الحياة في دبي من خلال تبني الذكاء الاصطناعي في كافة القطاعات والمجالات ذات الأهمية لمستقبل الإمارة، وتوفير أفضل بيئة لشركات الذكاء الاصطناعي والمواهب العالمي، وتوظيف الجهات الحكومية في الإمارة أدوات الذكاء الاصطناعي في مشاريعها ومبادراتها المستقبلية ودعم هذه الجهات في تبني تكنولوجيا المستقبل بشكل عملي وفعّال، وجعل إمارة دبي مختبراً عالمياً لحوكمة وتشريعات الذكاء الاصطناعي.

مخرجات

وحول أبرز المخرجات التي حققها مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي أوضح الفلاسي أنه تم تأسيس فرق متخصصة في الذكاء الاصطناعي في كل جهة حكومية، واختبار وتقييم استخدامات الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي، وتحسين الخدمات الحكومية، وتدريب الموظفين الحكوميين ومختلف شرائح المجتمع على استخدام الذكاء الاصطناعي.

فعاليات

وأشار إلى أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي سيسهم بشكل فعال في تعزيز التعاون الدولي لتوظيف الذكاء الاصطناعي، وتشجيع التعاون بين المبرمجين والمبتكرين في مجال الذكاء الاصطناعي.

إضافة إلى ذلك، تتيح الفعالية الفرصة لتوقيع اتفاقيات تعاون بين الجهات الحكومية في دبي وشركات التكنولوجيا العالمية، مما يسهم في نقل المعرفة وتوطين التقنيات الحديثة، ويعزز من قدرة المؤسسات الحكومية على تقديم خدمات أكثر كفاءة وفعالية.

كما يسهم أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي في استعراض أكثر من 140 تجربة تفاعلية مبتكرة تُبرز إمكانات الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الخدمات في مختلف القطاعات الحيوية، مما ينعكس إيجاباً على الأداء الحكومي ويساهم في تحقيق تأثير اقتصادي ملموس.

مقومات

وقال سعيد الفلاسي: تمتلك دبي مجموعة من المقومات الاستراتيجية التي جعلتها بيئة مثالية ومركزاً عالمياً رائداً في مجال الذكاء الاصطناعي. في مقدمة هذه المقومات، تأتي الرؤية الحكومية الطموحة والدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة، التي وضعت الابتكار والتكنولوجيا في صميم خطط التنمية المستقبلية إذ أطلقت دبي استراتيجيات متقدمة «خطة دبي السنوية لتسريع تبني الذكاء الاصطناعي»، إلى جانب تأسيس جهات متخصصة مثل مركز دبي لاستخدامات الذكاء الاصطناعي ومؤسسة دبي للمستقبل.

كما تُعد البنية التحتية الرقمية المتطورة عاملاً حاسماً، حيث وفّرت دبي بيئة تقنية عالية الكفاءة، مدعومة بشبكات متقدمة، ومراكز بيانات، وأنظمة ذكية تسهّل تنفيذ المشاريع التقنية الضخمة.

يضاف إلى ذلك بأن التشريعات المرنة والداعمة للابتكار تسهم في تعزيز ثقة المستثمرين ورواد الأعمال، مما يشجع على استقطاب الشركات الناشئة والمواهب العالمية في مجالات الذكاء الاصطناعي.

إلى جانب ذلك، توفر دبي منصات عالمية للتعاون وتبادل المعرفة مما يعزز من مكانتها كمركز عالمي لتطوير السياسات والتجارب النموذجية. كما أن تبني الجهات الحكومية الفعّال لأدوات الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات، يعكس قدرة دبي على التحول إلى مدينة ذكية متكاملة توظف الذكاء الاصطناعي لتحسين جودة الحياة وزيادة الكفاءة.

مواهب وطنية

وقال يُسهم تنظيم أسبوع دبي للذكاء الاصطناعي بشكل فعال في استكشاف وتمكين المواهب الوطنية في هذا المجال الحيوي، من خلال مجموعة من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى تطوير الكفاءات الوطنية وتعزيز الجاهزية الرقمية للأجيال القادمة.

كما يعمل على توسيع قاعدة المهارات المتخصصة في الذكاء الاصطناعي من خلال التعريف بالفرص المهنية المستقبلية، إلى جانب إلقاء الضوء على قصص نجاح ملهمة لمواهب شابة ورواد أعمال في القطاع.

ومن خلال الفعاليات المتنوعة، ويمهد الأسبوع الطريق لتأهيل جيل جديد من الخبراء القادرين على قيادة مشاريع الذكاء الاصطناعي في المستقبل، والمساهمة في تطوير حلول مبتكرة تدعم اقتصاد المعرفة في دبي والإمارات بشكل عام.

وتابع: يهدف تنظيم أسبوع الذكاء الاصطناعي في المدارس بدبي إلى نشر الوعي وترسيخ ثقافة الذكاء الاصطناعي بين الطلبة منذ سن مبكرة، بما يسهم في إعداد جيل متمكن من أدوات المستقبل وقادر على التعامل مع التقنيات الحديثة بوعي وكفاءة.

حيث إن هذه الفعالية ستعمل على تحفيز التفكير الإبداعي والمبتكر لدى الطلبة، وتعريفهم بتطبيقات الذكاء الاصطناعي وتأثيره في حياتهم اليومية ومستقبلهم الأكاديمي والمهني. إضافة إلى تنمية المهارات الرقمية والتقنية لديهم والتي أصبحت ضرورية في مختلف مجالات العمل، من خلال أنشطة تعليمية وتفاعلية ومسابقات وورش عمل.

ومن خلال دمج الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية، تسعى دبي إلى بناء قاعدة معرفية قوية تدعم استراتيجيتها للتحول الرقمي، وتُسهم في تحقيق رؤيتها في أن تكون مركزاً عالمياً للمعرفة والابتكار.