أسواق دبي الشعبية في رمضان.. ملتقى سياحي وثقافي

تتألق الأسواق الشعبية في دبي خلال شهر رمضان، حيث تكون أكثر حيوية وإشراقاً، مستقطبة آلاف الزوار من المواطنين والمقيمين والسياح، من خلال أجوائها الرمضانية الفريدة التي تعكس تراث الإمارات الغني وتقاليدها العريقة، وتتداخل فيها روائح البخور والتوابل مع أصوات الباعة وعروض المنتجات التقليدية، فيما يتردد صوت المسحراتي الذي يضفي على المكان لمسة من التراث الجميل، مما يخلق تجربة تسوق وسياحة فريدة.

وأكد عدد من خبراء التراث والزائرين أن الأسواق الشعبية خلال شهر رمضان تمثل لوحة تراثية حية تجمع بين التسوق، والسياحة، والنكهات الأصيلة، ما يجعلها وجهة لا غنى عنها للسكان والزوار على حد سواء، ورغم التطور الكبير في أنماط التسوق الحديثة، إلا أن هذه الأسواق تظل تحتفظ بمكانتها الفريدة، حيث تجسد روح الإمارات الأصيلة وتعكس دفء الأجواء الرمضانية المليئة بالفرح والبركة.

أجواء فريدة

وتقول خبيرة التراث جنان ناصر، عضو نادي ذخر بدبي، إن الأسواق الشعبية تتزين بالفوانيس التقليدية والزينة المضيئة التي تضفي طابعاً روحانياً مميزاً، إلى جانب انتشار الأكشاك التي تبيع المنتجات الرمضانية، وتمتلئ الأسواق بروائح القهوة العربية والهيل والزعفران وتعرض المحلات أجود أنواع التمور والبهارات التي تشتهر بها الإمارات.

وتضيف أن سوق نايف يعد من أقدم الأسواق الشعبية في دبي، ويشتهر ببيع الملابس التقليدية، العطور العربية، التوابل، والمشغولات اليدوية، وخلال رمضان، يزداد الإقبال على شراء الجلابيات المطرزة، والعبايات، والعود والبخور، إلى جانب الحلويات الإماراتية الشهيرة مثل اللقيمات والبلاليط.

وأشارت إلى أن هذا السوق يمثل وجهة رئيسية لمحبي التراث والتسوق التقليدي، حيث يقدم منتجات محلية مثل المشغولات الفضية، السجاد الفاخر، والعطور الشرقية، وخلال رمضان، يتحول السوق إلى مركز جذب للسياح الباحثين عن تجربة تسوّق أصيلة تعكس روح الإمارات.

أما سوق الذهب فيعتبر من الوجهات الشهيرة عالمياً، حيث يعرض تصاميم مذهلة من المجوهرات والمشغولات الذهبية، فيما يزداد الإقبال على شراء الهدايا الذهبية، خلال الشهر الفضيل، لا سيما مع قرب حلول عيد الفطر.

لمسة سياحية

من ناحيته، يقول علي العبدولي، عضو نادي ذخر، إن سوق العبرة الذي يقع بالقرب من خور دبي، يعد من الأسواق العريقة التي تشهد إقبالاً كثيفاً خلال رمضان، حيث يوفر أجود أنواع التمور الإماراتية والتوابل، إضافة إلى الحرف اليدوية والهدايا التذكارية.

كما يمكن للزوار الاستمتاع بجولة على القوارب التقليدية في الخور، مما يضيف لمسة سياحية مميزة إلى تجربة التسوق. ويرى العبدولي أن الأسواق الشعبية في دبي لا تقتصر على كونها أماكن للتسوّق، بل تمثل أيضاً ملتقى للعائلات والأصدقاء، حيث يقضون أوقاتاً ممتعة في اكتشاف المنتجات التراثية وتناول المأكولات الشعبية .

منتجات

وتقول حميدة الصفار، مدربة حرفة التلي، إن المنتجات الرمضانية تستهوي المتسوقين في الأسواق الشعبية التي تتميز خلال الشهر الفضيل بتقديم مجموعة متنوعة من المنتجات التقليدية مثل: التمور الفاخرة ومنها تمر الخلاص، المجدول، والفرض.

والتي تعد عنصراً أساسياً في وجبة الإفطار، والتوابل والبهارات المستخدمة في تحضير الأطباق الإماراتية مثل الهريس، والثريد، والبلاليط، بالإضافة إلى المشروبات الرمضانية مثل الجلاب، التمر هندي، وقمر الدين، التي تحظى بشعبية واسعة بين الصائمين.

ثقافة محلية

وتقول مهدية السيد صاحبة مشروع «بهانس» التراثي، إن سوق نايف يعتبر من أقدم وأشهر الأسواق في دبي، وهو وجهة مثالية للباحثين عن الملابس التقليدية مثل العبايات والجلاليب، إلى جانب العطور العربية، والبخور، والتوابل، ويشهد السوق خلال شهر رمضان حركة تجارية نشطة، حيث يزداد الطلب على السلع التراثية والمستلزمات الرمضانية.

وجهة مفضلة

ويقول مجبل السيوط من دولة الكويت الشقيقة، إنه كلما زار دبي لا بد أن يذهب إلى السوق الكبير الذي يقع في منطقة بر دبي، والذي يتميز بتصميمه التقليدي وأزقته الضيقة التي تعج بالمحلات الصغيرة التي تبيع العود، والسجاد، والتحف الشرقية.

مشيراً إلى أن هذا السوق يتحول إلى وجهة مفضلة للعائلات التي تبحث عن مستلزمات الشهر الفضيل بأسعار مناسبة. ويؤكد محمد فوزي زائر من جمهورية مصر العربية الشقيقة إن الأسواق الشعبية تعرف الزائرين بالعادات التراثية الإماراتية التي تمنح شهر رمضان نكهته الخاصة، وتوفر للمتبضعين تجربة تسوق فريدة، حيث تعتبر فرصة لاستكشاف تراث الإمارات والاستمتاع بأجواء رمضان التقليدية.