«هداد» الذكي يتعرّف إلى الوجوه ويرصد المخالفات البحرية

دخل زورق «هداد» حيز التشغيل في مركز شرطة الموانئ بدبي مطلع العام الجاري، مزوّداً بتقنيات تصوير قائمة على الذكاء الاصطناعي وخصائص التعرف إلى الوجوه.

وتوفر كاميراته ومستشعراته المتطورة القدرة على رسم خرائط دقيقة لقاع البحر، والكشف عن الأجسام، ورصد أي تسريبات في السفن، فضلاً عن الملاحة الموجهة عبر إحداثيات بحرية يزوّدها مركز التحكم، ما يعزّز جهود الأمن والسلامة والإنقاذ البحري.

وقال العميد الدكتور حسن سهيل السويدي، مدير مركز شرطة الموانئ: يبلغ طول «هداد» 4.5 أمتار، وهو مجهّز بميزات متقدمة مصممة لتعزيز مهام الأمن والمراقبة البحرية ونقل الأحداث أولاً بأول والمساعدة على مهام الإنقاذ وضمان الاستدامة البيئية، إذ يعمل بالكهرباء المولدة من طاقة الرياح والمياه، ما يسهم في تقليل انبعاثات الكربون، كما يرصد مخالفات الدخول غير المصرح به ويحدِّد على الفور الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة عبر مقارنة البيانات في الوقت الفعلي بقواعد بيانات غرفة التحكم التابعة للشرطة.

نظام مراقبة

وأوضح أن الزورق يتضمن نظام مراقبة بصرية بزاوية 360 درجة، في نطاق تحكم يصل إلى 25 كيلومتراً، وباستطاعته قراءة وتحليل تراخيص السفن البحرية الأخرى بكفاءة وتحديد أي مخالفات بشكل فوري، مثل الدخول غير المصرح به أو التراخيص منتهية الصلاحية. كما يمكن له الوصول إلى سرعات تصل إلى 18 عقدة وأكثر تقريباً والعمل ثماني ساعات بشحنة واحدة، ويوفّر بثّاً مباشراً في أثناء العمليات، ما يجعله فعالاً وصديقاً للبيئة.

الإنقاذ

وفور تسلم بلاغ استغاثة بحرية كالغرق، يتم التحكم في «هداد» وتوجيهه إلى إحداثية موقع البلاغ، فيتولى كشف الحالة ونقلها بشكل مباشر لمساعدة فرق الإنقاذ البحري على معرفة عدد الغرقى وطبيعة تفاصيل الحادث، وسوف يجرى تطويره مستقبلاً أيضاً بدعامات أذرع تثبت بها سترة نجاة ومكبر صوت لطمأنة المصابين إلى حين حضور الفرق التخصصية في موقع الحادث، إضافة إلى الإنقاذ وخدمات الأمن، كما يساعد على تأمين الفعاليات البحرية مثل سباقات القوارب والدراجات المائية والأنشطة البحرية المتعددة التي تتمتع بها شواطئ دبي ويرغب ممارسوها من الجمهور البحري في مزاولتها والتمتع بالقيادة البحرية في ظل الأمن والسلامة البحرية التي تزرعها شرطة دبي باختصاصات مركز شرطة الموانئ وشركائه.

وأكد أن الزورق يخضع لتحسينات نهائية لتعزيز قدرات نقل الصور والبيانات، والرؤية الليلية، والوضوح في الظروف الضبابية، مشيراً إلى خطط لتوسيع أسطول «هداد» واستكشاف تطوير قوارب إضافية مستوحاة من النموذج الأولي الناجح الذي جرى عرضه في المعارض الدولية.

وأشار العميد السويدي إلى العمل على وضع أفكار جديدة ومبتكرة بالشراكة مع المنفذين والعاملين على تطبيق الأفكار الابداعية ضمن الفريق نحو إمكان تزويده آليات إنقاذ متقدمة تسهّل التدخل المباشر في أثناء حالات الطوارئ، ما يقلل من الاعتماد على العنصر البشري ويحدّ من تعرّضهم للظروف الخطرة مثل التيارات القوية وسوء الحالة الجوية والرياح الشديدة وضعف الرؤية، موضحاً أنّ التحديث على الزورق مستمر بإشراف نخبة من ذوي الخبرات لتفعيل منظومة الاستدامة، ودعمه بوسائل معزَّزة للتخصصات التي يعمل عليها المركز، ومن ضمنها الأمن والإنقاذ البحري الشامل.

متطلبات التشغيل

واستعرض الملازم خالد شاه مهندس المشروع مراحل العمل على «هداد» الذي بدأ في مارس من سنة 2023 بإجراء دراسة مبدئية لتحديد التصميم الأولي والمتطلبات التشغيلية، وبين منتصف سنة 2023 وبداية سنة 2024، عكف الفريق المشرف على المشروع على عقد شراكات مع الموردين الرئيسين وشركاء التكنولوجيا، وتضمنت هذه المرحلة تصنيع هيكل القارب ودمج الأنظمة والمكونات المتقدمة.

وفي نوفمبر الماضي، خضع الزورق لاختبارات تهدف إلى ضمان الموثوقية والأداء تحت مختلف الظروف البحرية وتحديد التحديات التي يجرى العمل على معالجتها لتحسين قدراته، وسيبدأ العمل قريباً على إنشاء غرفة عمليات «هداد».