واصل «دبي للرطب» بنسخته الثانية فعالياته في قلعة الرمال على طريق دبي - العين، وسط حضور جماهيري واسع، ومشاركة نوعية من مزارعين محليين ودوليين، جسدت في مضمونها قصة نجاح متواصلة لقطاع النخيل والتمور في دولة الإمارات، وأكدت مكانة المهرجان منصة حيوية لتبادل المعارف، واستعراض أفضل الممارسات في زراعة النخيل وإنتاج الرطب.
وبرزت خلال الأيام الماضية من انطلاق المهرجان، العديد من قصص النجاح في إنتاج الرطب، بأحجام غير مسبوقة وجودة عالية، حيث قدم المشاركون أصنافاً متنوعة، تميزت بجمال شكلها وحجمها الكبير وطعمها الفريد، ما جعلها محط أنظار الزوار، الذين توافدوا للسؤال عن تقنيات الزراعة، وأنظمة الري، وأساليب التسميد المستخدمة، وهو ما يؤكد أن المهرجان تجاوز كونه مجرد سوق للمنتجات، ليصبح منصة معرفية حقيقية.
حوارات
وعكست الحوارات التي دارت بين الزوار والمزارعين، أهمية هذا الحدث في تعزيز التفاعل المباشر بين المنتج والمستهلك، وتعميق الفهم حول أصناف النخيل، وفترات جني الثمار، والتحديات التي تواجه المزارعين، لا سيما في ظل التغيرات المناخية.
وخلال المهرجان، خطفت المشاركة التايلاندية «روان» الأنظار بثمار الرطب العملاقة التي عرضتها، والتي نمت في مزرعتها في تايلاند، بعد أن زرعت فسائل تم جلبها من أصناف إماراتية وخليجية.
تتويج الفائزين
وشهد المهرجان تتويج الفائزين في اثنين من أجمل وأهم أشواطه: «شوط نخلة البيت دبي»، وهو برعاية فرجان دبي، و«شوط حلوة دبي»، برعاية متحف الشندغة، الجهة التابعة لدبي للثقافة، وتعتبر حلوة دبي واحدة من الأنواع النادرة، ومن أكثر الأنواع طلباً وجودة في السوق الإماراتي.
وتوّج الفريق محمد أحمد المري مدير عام الإدارة العامة للهوية وشؤون الأجانب بدبي، وعبدالله حمدان بن دلموك الرئيس التنفيذي لمركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، أمس، الفائزين في أشواط «خنيزي دبي» و«خلاص عام»، كما شهد تتويج أصحاب المراكز الأولى في «شوط نخلة البيت دبي»، وهو برعاية فرجان دبي، و«شوط حلوة دبي»، برعاية متحف الشندغة.
تجمّع وطني
وأكدت عنود البلوشي مدير إدارة الفعاليات في مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث، ومدير مشروع «دبي للرطب»، أن حجم المشاركة في هذه الدورة، فاق التوقعات على صعيد الكم والنوع، حيث شهد الحدث توافد مشاركين من جميع إمارات الدولة، إلى جانب الزوار من مختلف الفئات.
وقالت البلوشي: ما نشهده اليوم، هو أكثر من مجرد منافسات، بل هو تجمع وطني يحتفي بقيمة النخلة، كرمز للكرم والصبر والعطاء في ثقافتنا.
وأضافت: استطعنا من خلال «دبي للرطب»، أن نعيد إحياء هذا الموروث بطريقة تفاعلية ومبتكرة، تسمح للأجيال الجديدة بفهم معناه العميق، ضمن منظومة الهوية الإماراتية.
تقنيات مبتكرة
وأشارت البلوشي إلى أن الدورة الثانية من «دبي للرطب»، جاءت محمّلة بأفكار جديدة، تعزز من مكانة النخلة في الوعي المجتمعي، من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الجدران التفاعلية، والألعاب التعليمية للأطفال المستوحاة من موسم «خرف الرطب»، إلى جانب مبادرات تثقيفية، من بينها ورش يومية.
ويخصص «دبي للرطب» مساحة بارزة لدعم كل ما يتعلق بزراعة النخيل والابتكار في قطاع النخيل والتمور، من خلال عدد من المنصات المتخصصة، التي تجمع بين الجهات الحكومية، والشركات الزراعية، والخبراء في مجال الزراعة المستدامة، ويتيح الحدث للزوار والمشاركين، فرصة الاطلاع على أحدث التقنيات المستخدمة في زراعة النخيل، وأساليب الري الحديثة، ومكافحة الآفات، وتحسين جودة الإنتاج.
معرفة وخبرات
كما يستعرض «دبي للرطب»، التجارب الزراعية الناجحة في الدولة، ويعزز من تبادل المعرفة والخبرات بين المزارعين والمهتمين، ما يسهم في رفع كفاءة الإنتاج المحلي، وتعزيز الاستدامة الزراعية المرتبطة بالنخيل.
ومن المنتظر أن تتواصل المنافسات خلال الأيام المقبلة، بإقامة أشواط «نخبة دبي»، ليتابع الحدث بـ«خلاص دبي» و«بومعان عام».


