أكاديميون وإعلاميون لـ «البيان»: جائزة الإعلام العربي تجسد رؤية محمد بن راشد للارتقاء بالإبداع في القطاع الإعلامي

أحمد المنصوري
أحمد المنصوري
حمد الدريهم
حمد الدريهم
رشيد الخيون
رشيد الخيون
سعيد محمد سعيد
سعيد محمد سعيد
عبد اللطيف الزبيدي
عبد اللطيف الزبيدي
ميساء القلا
ميساء القلا

24 عاماً من العمل الدؤوب، نجحت خلالها جائزة الإعلام العربي، التي تأسست في نوفمبر 1999، بمبادرة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وانطلقت أول دورة لها عام 2001، في ترسيخ مفاهيم الجودة والمهنية والإبداع في العمل الإعلامي العربي، بما يضمن إخراج المنتج الإعلامي في أحسن صورة.

واستطاعت دبي، بفضل الرؤية الثاقبة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ومن خلال حرصها الدائم على السبق والصدارة، أن تغيّر المشهد الإعلامي العربي، وترسم له صورة جديدة مشرقة ترتقي به إلى مستويات عالية، وتثبت عملياً قدرته على النهوض بالتنمية، ليكون بوابة للمستقبل المزدهر.

وبإنجازات لا ينكرها كل ذي بصر، صنع هذا المشروع الإعلامي الضخم حالة من التنافس الملهم، وواكب تطورات العصر التي انعكست على أساليب الإعلام الحديث، ليقود الإعلاميين العرب إلى التفوق والعطاء المهني المتواصل، ضمن معايير تقييم تتسم بالنزاهة والشفافية، يشرف عليها مجلس إدارة جائزة الإعلام العربي، الذي يضم كوكبة من الشخصيات الإعلامية البارزة.

وأكد الكاتب الصحفي الدكتور عبدالإله بلقزيز، الحائز جائزة الإعلام العربي عن فئة «العمود الصحفي» لعام 2021، أن جائزة الإعلام العربي تكرّست لقطاع اجتماعي حيوي هو قطاع الصحافة والإعلام الذي لم يكن، قبل الجائزة، مشمولاً بأي عناية عربية رسمية تليق بمكانته وأدواره، مشيراً إلى أن الجائزة بدت فعلاً من أفعال التكريم العالي لأهل الكفاءة في الميدانين الصحفي والإعلامي.

وأوضح بلقزيز أن الجائزة أحدثت في أوساط ذوي المهنة حالة ملحوظة من التنافس على الظفر بمستوى من مستويات ذلك التكريم، لافتاً إلى أن النتيجة هي أن الكتابة الصحفية والأداء الإعلامي استفادا من ذلك في تجويد منتوجهما ووجوه التميّز فيه، وأن الجائزة عابرة لحدود الأقطار، وتؤكد عروبة الهاجس الإعلامي لدى من يقومون عليها، وتحرص على إعادة التعريف بأدوار الصحافة في المحيط المجتمعي والثقافي والقومي.

وقال: «كل تكريم يمثل، في حد ذاته، تشجيعاً وتحفيزاً ودفعاً نحو الاهتمام بما هو أساس في الواقع، وما هو موطن انشغال عمومي في ميادين الاجتماع الوطني كافة، وبهذا المعنى تكون جائزة الإعلام العربي قد نهضت بأداء وظيفة ترشيد عمل الصحافة العربية وتوجيهه نحو أساسيات الحياة العامة والوجود الإنساني».

وأضاف: «كل من رافق تجربة هذه الجائزة، التي كان لي شرف العمل في مجلس إدارتها سنوات، يدرك كيف كانت تسابق الزمن لكي تتأقلم مع التحولات العاصفة التي شهد عليها ميدانا الصحافة والإعلام في العالم، وكيف كانت تسعى في توطين مكتسبات تلك التحولات في برنامج عملها وفي دفع الصحفيين والإعلاميين العرب إلى مواكبة عمليات التطوير».

وتابع بلقزيز: «أشعرني حصولي على الجائزة بحيازتي تشريفاً مميزاً من القائمين عليها، وبعث في نفسي الاطمئنان إلى أن ما دافعت عنه طويلاً وسعيت إليه، من تكريس ثقافة الاعتراف في مجتمعنا العربي وثقافتنا، قد بدأ يشيع في بيئات كثيرة، وأن جائزة الإعلام العربي أضحت إحدى حواضنه».

رفع الجودة والاحترافية

بدوره، أكد الدكتور أحمد المنصوري، رئيس قسم الإعلام والصناعات الإبداعية بجامعة الإمارات العربية المتحدة، الفائز بجائزة الإعلام العربي خلال دورتها السابعة في فئة «التحقيق الصحفي» عن عمل مشترك مقدم مع الصحفي أكرم الألفي عن كردستان العراق، أن جائزة الإعلام العربي تقوم بدور حيوي في رفع معايير الجودة والاحترافية داخل المشهد الإعلامي؛ موضحاً أنها لا تعزز أسس التجويد في العمل الإعلامي فقط، بل تعد منصة لتحفيز الإعلاميين على الالتزام بمعايير دقيقة تتعلق بالمصداقية والشفافية والدقة في نقل الأحداث والحقائق، كما أنها تشجع على تبادل الخبرات والأفكار الإبداعية بين الصحفيين، ما يؤدي إلى رفع كفاءة العمل الإعلامي وتحقيق مستوى أعلى من الأداء المهني.

وقال: «من خلال تسليط الضوء على الأعمال التي تبرز القضايا الإنسانية والتنموية، فقد استطاعت الجائزة أن تبرز الدور الاجتماعي والإيجابي للإعلام؛ فهي تبرز الأعمال التي لا تغطي الأحداث فحسب، بل تتعمق في فهم الاحتياجات المجتمعية والتحديات التنموية، ما يدفع الإعلام إلى تقديم تقارير تحقيقية وتحليلية تسهم في تعزيز الوعي العام وتشجيع السياسات والمبادرات التي تخدم الشعوب والمجتمعات».

وأكد أن الجائزة نجحت، بلا شك، في مجاراة التطورات المتسارعة التي يشهدها الإعلام الحديث؛ فقد شهدت فئاتها توسعاً ليشمل الإعلام الرقمي والتقارير المتعددة الوسائط، ما يتيح المجال للإعلاميين لاستثمار التقنيات الحديثة وأساليب السرد الجديدة.

وأضاف المنصوري: «بصفتي أكاديمياً في الإعلام وصحفياً سابقاً، أشعر بأن الفوز بهذه الجائزة يشكل محطة مهنية مهمة في مسيرتي؛ فهو ليس مجرد تكريم لجهودي في مجال التحقيق الصحفي، بل هو أيضاً إشارة إيجابية إلى التزامي بالمعايير المهنية والابتكار في تقديم المحتوى».

وأكد أن هذا الإنجاز زاد من ثقته بنفسه وقدراته، وفتح له آفاقاً جديدة للتعلم والتطوير المستمر، وأن العمل الجاد والمثابرة يمكن أن يؤتيا ثمارهما على مستوى الإعلام العربي كله.

استحقاق وحق

ووصف الكاتب الصحفي التونسي عبداللطيف الزبيدي، الذي نال الجائزة في فئة «أفضل عمود صحفي» لعام 2024، جائزة الإعلام العربي بأنها «الجائزة المناسبة في البلد المناسب»، موضحاً أنه إذا أردنا أن يكون الحديث عن جائزة الإعلام العربي مؤصلاً، فلا بد من وضعها في إطارها الطبيعي. وأكد أن انبثاق جائزة الإعلام العربي من دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة استحقاق وحق؛ لأن الفكرة العبقرية وراء قيام دولة الاتحاد درس للعالم العربي، مشيراً إلى أنها أنجح تجربة اتحادية في التاريخ العربي، وهي القدوة التنموية بامتياز.

وقال: «كان طبيعياً إذاً أن تبزغ الجائزة من المكان المناسب، وهذا ليس تحيزاً؛ إذ إن البلد الذي يمنح الجائزة متألقاً ومتفوقاً، يتمتع بالأمن والازدهار، وتهفو شعوب الأرض إلى الحظوة بزيارته، فهو يحتضن أكثر من 200 جنسية، هكذا هي جائزة الإعلام العربي، الجائزة المناسبة في المكان المناسب».

وأضاف: «الإعلام ليس ترفاً أو كماليات. في مقاربتي لقضايا الإعلام أدعو دائماً إلى أن نضع نصب العين ثلاثي العين واللام والميم؛ ففيه العلم والتعليم والإعلام والمعلوماتية، وجائزة الإعلام العربي فيها من كل هذه العناصر»، مؤكداً أنها تحفيز على المهنية العالية بعلم وخبرة وابتكار وإبداع، وأنها حث وحض على أن يكون الإعلام نبراساً تنويرياً يبشر وينذر، ويشرح القضايا ويكشف الخبايا، وأن تلك هي رسالة الإعلام وأمانته.

ولفت إلى ضرورة أن تمتلك وسائل الإيصال آخر صيحات التقنيات المعلوماتية، الرقمي والذكاء الاصطناعي، وما ستأتي به حواسيب الكوانتوم، مضيفاً: «جميع الاستخدامات جائزة، تدعو إليها الجائزة».

وتابع: «منذ اليوم الذي ولدت فيه جائزة دبي للصحافة، قبل 24 عاماً، انطلق السباق العربي نحو التميز الإعلامي، والطريف أن ذلك أدى إلى نمو الابتكار المتجدد المتطور في هيكلية الجائزة يومها، كأن دبي أطلقت صفارة التنافس في التميز الإعلامي في العالم العربي».

ورأى الزبيدي، أن أهمية الجائزة في نظره كفائز بها تكمن في أن مقاييس دبي والإمارات لا تعرف المجاملة، مشيراً إلى أنه شعر فور الحصول عليها باشتداد وطأة حمل الأمانة الإعلامية، وأن في كل عمود يكتبه رهبة ثقيلة شديدة جديدة.

حاضنة تكريمية

من جانبه، رأى الكاتب الصحفي حمد الدريهم، من صحيفة «الجزيرة» السعودية، والذي نال جائزة الإعلام العربي لعام 2020 في فئة «الحوار الصحفي»، أن جائزة الإعلام العربي تسهم في إذكاء روح المنافسة بين العاملين في قطاع الإعلام، لا سيما مع التحولات الصحفية على مستوى العالم، والأزمات التي تعانيها بعض المؤسسات الصحفية العربية من جراء ذلك، واصفاً الجائزة بأنها «حاضنة تكريمية وتحفيزية لتقدير الجهود المبذولة في الصحافة بأنواعها المتعددة».

وأوضح الدريهم، أن الجائزة كانت ولا تزال تحفز العاملين في القطاع الصحفي على تقديم أعمالهم، لافتاً إلى تزايد أعداد الأعمال المقدمة سنوياً للجائزة من جميع أقطار العالم العربي.

وقال: «لا أتخيل المشهد الصحفي العربي اليوم دون هذه الجائزة الرائدة الداعمة للصحفيين، وأعتقد بأنها كونت، من خلال رصد وتكريم الأعمال الفائزة، ذخيرة معرفية للعمل الصحفي المتقن يمكن الرجوع إليه»، مؤكداً أن تراكم تلك الأعمال النوعية يسهم في إثراء وتوثيق الذاكرة الصحفية العربية، ويعزز معارف الأجيال الجديدة من الصحفيين؛ حيث يكون لديهم نماذج صحفية إبداعية يمكن الوثوق بها والرجوع إليها.

وأضاف: «معظم تلك الأعمال لو تأملناها نجد أنها تلفت انتباه المجتمع والمؤسسات المعنية إلى قضايا محددة؛ حتى يتآزر الجميع لحلها ومعالجتها برؤية تتسم بالروح الوطنية والمسؤولية»، داعياً القائمين على الجائزة إلى إصدار تلك الأعمال الفائزة على مدى سنوات؛ لتكون متاحة للقراءة ويستفيد منها الجميع، لا سيما الباحثين والصحفيين، وكل من يريد فهم ورصد تحولات المجتمع في العالم العربي خلال السنوات الأخيرة.

ونوه بالتطوير الذي شهدته الجائزة لتواكب اللحظة الزمنية التي نعيشها، ولتشمل أشكال الإعلام الجديد. ووصف نيله للجائزة عن عمله المنشور بعنوان «المؤلفة الموسيقية الدكتورة هبة القواس: الصوت القادم للموسيقى إلى العالم سيكون من الشرق»، بأنه «كان تتويجاً لجهد بذل على مدى سنوات»، متابعاً: «باختصار، كانت عزاء شفيفاً ولطيفاً للحظات مررت بها، وتلك إضافة بحد ذاتها».

قيم التميز

وأكدت الكاتبة الصحفية هدى زكريا، من صحيفة «اليوم السابع» المصرية، التي فازت سابقاً بجائزة الإعلام العربي خلال دورتين في فئتي «الصحافة الاستقصائية» و«الصحافة الإنسانية»، أن الجائزة، بلا شك، تمثل إحدى أهم المحطات في تعزيز قيم التميز في الصحافة والإعلام، موضحة أن الجائزة لا تكرم الجهود الصحفية الاستثنائية فقط، بل تشجع أيضاً على ترسيخ معايير الجودة والمهنية، وتفتح المجال أمام الصحفيين لمزيد من الإبداع والابتكار.

وقالت: «عندما يتم تكريم عمل صحفي؛ فهذا لا يعني الاعتراف بجهود فردية فقط، بل هو رسالة واضحة للجميع بأن الإعلام القائم على الدقة والعمق والموضوعية هو الذي يصنع التأثير الحقيقي»، واصفة الجائزة بأنها «عامل مؤثر في توجيه البوصلة الإعلامية نحو القضايا التي تهم الناس وتحدث تغييراً في واقعهم».

وأضافت: «إن الأعمال التي يتم الاحتفاء بها غالباً ما تكون تلك التي لم تكتف بنقل الخبر، بل حفزت النقاشات المجتمعية الهامة، وأحدثت تأثيراً في السياسات الإعلامية، ودفعت نحو تغيير حقيقي في حياة الأفراد»، مؤكدة أن الجائزة عززت مسؤولية الصحفي تجاه مجتمعه، وجعلت من الإعلام أداة أكثر فاعلية في معالجة التحديات الاجتماعية والتنموية.

ولفتت إلى قدرة جائزة الإعلام العربي على التطور مع المشهد الإعلامي المتغير خلال السنوات الماضية، وتوسيع فئاتها لتشمل الصحافة الرقمية، والتقارير المدعمة بالبيانات، منوهة بأن القائمين على الجائزة يدركون التحولات السريعة التي يشهدها المجال، ويحرصون على تكريم الإبداع بمختلف أشكاله.

وتابعت هدى: «الفوز بهذه الجائزة مرة واحدة إنجاز، أما الفوز بها مرتين فهو تأكيد أن الجهد المستمر والعمل الصحفي الجاد يحققان صدى حقيقياً»، لافتة إلى أن التكريم مسؤولية ودافع للاستمرار في البحث عن الحقيقة وتقديم محتوى يترك أثراً ملموساً.

وأكدت أن فوزها بالجائزة فتح أمامها أبواباً للتواصل مع نخبة من الإعلاميين والباحثين، ومنحها فرصاً أوسع لتطوير أدواتها الصحفية والاستفادة من التجارب المختلفة.

تجديد مستمر

وأكد الكاتب الصحفي الدكتور رشيد الخيون، الذي نال الجائزة في فئة «أفضل كاتب عمود» لعام 2022، أن انطلاق جائزة الإعلام العربي كان حدثاً مهماً، مشيراً إلى أن أهم ما ميزها هو الاستمرار، أو ما يعبر عنه بـ«الاستدامة».

وقال الخيون: «ثمة العديد من الجوائز الثقافية التي انطلقت في بلدان عربية، لكن منها ما لم يتجاوز عامه الأول، غير أن هذه الجائزة، التي تطوي الآن الرابعة والعشرين من عمرها المديد، من الجوائز التي ملكت سبب الاستدامة والتجديد المستمر».

وأشار إلى أن الجائزة تلاحق باستمرار المستجدات في الإعلام العالمي، لافتاً إلى أنها منحت لشخصيات ريادية في الإعلام المرئي والمسموع والمطبوع، ولأفضل كاتب عمود، ولكتاب التحقيق الصحفي.

ورأى، من خلال احتكاكه المباشر، وبصفته محكماً في أحد فروع جائزة الإعلام العربي سنوات، أن المنافسة أسهمت في تطوير الكتابة الصحفية والإعلام من ناحية النوع، ببذل الجهد من قبل الصحفي والإعلامي لتقديم الأفضل، وخصوصاً فئة الشباب، وذلك في زمن طغى فيه الكم الهائل من الكتابة دون أخذ النوعية بنظر الاعتبار.

وتابع: «يشعر الفائز أن جهده لم يذهب هباء؛ فهناك من يقدره ويجيزه عليه».

وذكر أن الكتابة ليست كالتجارة، ولا أي حرفة أخرى؛ فهي تحتاج إلى تقدير خاص، وأن جائزة الإعلام العربي واحدة من جوائز كثيرة تقدم سنوياً لمؤلفين وكتاب، بعد فحص وتقييم.

ولفت إلى أن أصل الجائزة عربي مرتبط بما ارتبطت به الحياة، وهو الماء، مبيناً أنه شعر لحظة إبلاغه بفوزه بالجائزة أن هناك من يرصد ويقيم، وأن فوزه تطلب بذل جهد مضاعف للحفاظ على المستوى الأفضل.

مهنية عالية

وأوضح الكاتب الصحفي سعيد محمد سعيد، من صحيفة «البلاد» البحرينية، الذي نال الجائزة لعام 2008 في فئة الصحافة الصحية، أن جائزة الإعلام العربي بالنسبة إلى الكثير من الصحفيين والإعلاميين العرب، سواء العاملون في أوطان الجغرافيا العربية، أو العاملون العرب في مختلف عواصم العالم، تعادل مجموعة جائزة «بوليتزر» المقدمة سنوياً من جامعة كولومبيا الأمريكية.

وقال: «لا بد من الإضاءة على التطورات التي طرأت على الجائزة خلال دوراتها السابقة؛ إذ باتت تشمل فئات عدة، وفتحت المجال واسعاً لتقديم الإنتاج الإعلامي وعرض الإبداعات».

وأكد أن الجائزة أسهمت بصورة كبيرة في صقل قدرات ومهارات الصحفيين والإعلاميين للالتزام بمعايير مهنية عالية جداً، أولها الابتكار والتجديد ومواكبة الإعلام الحديث، مشيراً إلى أن الوصول إلى منصة التتويج يستلزم جهداً استثنائياً في تطوير أساليب العمل.

وذكر سعيد، أن فوزه بالجائزة مهم بالنسبة له؛ لأنه تعلم الكثير وقد نمت قدراته المهنية.

وتابع: «إنني مدين للجائزة بفتح آفاق مهنية وفكرية وإبداعية أوسع تركز على القضايا التي تهم البشرية كافة، وليس المواطن العربي فقط».

ونوه بأن الجائزة نجحت في مواكبة قفزات التطوير الأخيرة للإعلام الحديث بفنونه المتنوعة وتكريم المتميزين في هذا الصدد، بدليل التطوير المستمر للشروط والمعايير، بحيث يتم إجراء تعديلات لكل الفئات من جهة، وإيجاد معايير إضافية لكل فئة على حدة، موضحاً أنه راجع كل التعديلات ودرسها بشكل دقيق، ليستنتج أن الهدف تقديم معايير وشروط تسهم في توسعة المشاركة في كل الفئات.

وأضاف: «لم أتوقف عن التقديم ولا دورة واحدة، وكنت أتابع النتائج وأطلع على الأعمال الفائزة لأتعلم منها وأطور قدراتي ومهاراتي، ولا بد من القول إن المعايير صارمة جداً من مرحلة التقييم والفرز إلى مرحلة التحكيم، وهذا ما منح الجائزة قوتها وتفردها».

تعزيز الابتكار

من جهتها، أكدت ميساء القلا، مذيعة ومقدمة برامج في قناة «CNBC عربية»، وقد فاز برنامج «كلام أسواق» من تقديمها عن فئة أفضل برنامج اقتصادي لعام 2024، أن جائزة الإعلام العربي تؤدي دوراً حيوياً في تعزيز معايير التجويد والمهنية في العمل الإعلامي؛ إذ تسهم في رفع مستوى الأداء من خلال تكريم المتميزين وتحفيز الإعلاميين على تحسين مهاراتهم، مشيرة إلى أن الجائزة تسلط الضوء على القضايا الاقتصادية وأسواق المال التي تعد جزءاً أساسياً من اقتصادات الدول ومرآة لصحة الاقتصاد، وأن هذا يزيد عمق ثقافة الاقتصاد وأسواق المال التي كانت غائبة فترة طويلة.

وقالت: «بالنسبة إلى مواكبة التطورات الأخيرة في الإعلام الحديث، يمكن القول إن الجائزة نجحت في ذلك من خلال إدراج فئات جديدة تعكس مجالات إعلامية متنوعة، ما يساعد على تعزيز الابتكار والإبداع».

وأضافت: «إن فوزي في الجائزة يمثل علامة فارقة في مسيرتي الإعلامية، حيث يعكس التقدير لجهودي، ويحفزني على مواصلة السعي نحو التميز»، معتبرة فوز برنامج «كلام أسواق» بجائزة الإعلام المرئي عن فئة أفضل برنامج اقتصادي لعام 2024 دافعاً كبيراً إلى مزيد من الإنجازات في المستقبل.