جلسة وزراء الإعلام العرب تستعرض سبل تطوير المنظومة الإعلامية العربية

أكد الوزراء المشاركون في جلسة وزراء الإعلام العرب على هامش فعاليات قمة الإعلام العربي، أن الصناعة الإعلامية المرتبطة بالتكنولوجيا الحديثة تحتاج إلى نهج أخلاقي واضح لتكون هذه الصناعة محكومة بقيم واضحة في ظل التحولات الرقمية العالمية، والتحول الجذري الذي يشهده المشهد الإعلامي، وأكدوا أن الأنظار تتجه نحو دور الإعلام العربي في مواكبة هذه المتغيرات، لا سيما مع بروز الذكاء الاصطناعي كقوة محركة لصناعة المحتوى.

من جهته قال معالي عبدالله آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام: الإعلام يتحول من التقليد إلى التكنولوجيا الحديثة، وواجب علينا مواكبة التكنولوجيا لأنها حاضر نعيشه ومستقبل قادم يحمل المزيد من التحديات، ولكن عنصر التثقيف وإيجاد أخلاقيات التعامل مع هذه التقنيات المتناسلة هي الإشكالية الحقيقية، مشيراً إلى أن الوقت الحالي متأزم وتعليم الأبناء كيفية التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي تحد حقيقي، وهذا يبدأ ببرامج تعليمية توعوية تبدأ من المدارس، برامج مختصة بالإعلام والتكنولوجيا الحديثة، وهذا مهم ليكون الجيل مواكباً للزمن، جيل مسلح مسبقاً بكل الآليات التوعوية، جيل جاهز للقادم.

ازدهار

وقال أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام في جمهورية مصر العربية، إن الإعلام العربي الموحد هاجمته الأيديولوجيات السائدة، وازدهاره بعيداً عن هذه الأفكار المعلبة يكمن في فكر جديد ووحدة عربية ليبرالية وعروبة جديدة.

وأكد عبدالرحمن المطيري، وزير الإعلام والثقافة في دولة الكويت، على أهمية تعزيز الشفافية والمصداقية في المؤسسات الإعلامية، خصوصاً في ظل سرعة تداول الأخبار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن أكثر من 70% من الأخبار يتم تداولها من قبل المستخدمين، ما يستدعي وجود أدلة استرشادية ولوائح لضمان صحة المعلومات.

دور محوري

وأضاف أن الذاكرة المؤسسية تلعب دوراً محورياً في مواءمة العمل الإعلامي مع استراتيجيات التطوير، مشيداً بتجربة الكويت في توظيف الذكاء الاصطناعي من خلال منصة «51» التي انطلقت العام الماضي، مؤكداً أهمية تقديم محتوى إعلامي عالي الجودة يحافظ على الهوية الوطنية ويواكب المنصات الرقمية الحديثة.

وأوضح بول مرقص، وزير الإعلام اللبناني، أن العالم العربي يمر بحالة انتقالية من الدور الاستهلاكي إلى التأثيري في مجال الإعلام، مشدداً على أهمية التعاون وتبادل الخبرات لتجنب سلبيات الانغلاق التكنولوجي، ولضمان انتقال سليم نحو الإعلام الرقمي المتطور خلال السنوات الخمس المقبلة.

تمكين

من جانبه، أوضح الدكتور رمزان النعيمي، وزير الإعلام البحريني، أن الإعلام العربي يشهد تحولاً تاريخياً مع دخول الذكاء الاصطناعي، مؤكداً أن التحول يتطلب ثلاث ركائز أساسية: القرار الاستراتيجي عبر التحول المؤسسي، التمكين الوظيفي من خلال التدريب، وتهيئة البيئة التشريعية والاقتصادية لدعم الاستثمار في الإعلام التكنولوجي، مع مراعاة البعد الأخلاقي.

وأشار النعيمي إلى دور الشباب، لا سيما من خلال «مختبر المبدعين»، في تطوير الحلول الإعلامية، لافتاً إلى أهمية تعزيز الهوية الثقافية في الإنتاج الإعلامي المستقبلي، ودعم الآليات الافتراضية للنهوض بقطاع الإعلام.