أكد سمو الشيخ حشر بن مكتوم بن جمعة آل مكتوم، رئيس مؤسسة دبي للإعلام، أن الإعلام يشهد اليوم تحولات جذرية تتطلب مقاربات جديدة تتسم بالمرونة والتخصص، مشدداً على أهمية الاستثمار في الطاقات الشبابية وتمكين الكفاءات الإعلامية الوطنية، بما يضمن استدامة المنجز الإعلامي وتطوير أدواته لمواكبة المتغيرات السريعة.
جاء ذلك خلال جلسة «حوار مع رواد الإعلام والإلهام»، على هامش قمة الإعلام العربي 2025، والتي أدارها حامد بن كرم، رئيس تحرير«البيان»، بحضور سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، ومعالي عبدالله بن محمد بن بطي آل حامد، رئيس المكتب الوطني للإعلام، رئيس مجلس إدارة مجلس الإمارات للإعلام، ومنى المري، نائب الرئيس والعضو المنتدب لمجلس دبي للإعلام، رئيسة نادي دبي للصحافة، ولفيف من الإعلاميين الشباب والقيادات الإعلامية الإماراتية.
بدايات إعلامية
استعاد سمو الشيخ حشر بن مكتوم جانباً من رحلته الإعلامية التي بدأت مبكراً، حيث قال: «قبل رحلتي للدراسة في بريطانيا، كان لدي اهتمام خاص بالصحافة، وكنت أشارك في تحرير صحيفة الحائط المدرسية، وهو ما شكّل اللبنة الأولى لشغفي بالإعلام». وأضاف: «درست الإخراج التلفزيوني والصحفي في بريطانيا، وتدربت في صحيفة (التايمز) البريطانية لمدة خمس سنوات، حيث اكتسبت خبرات نوعية أسهمت في تشكيل رؤيتي المهنية».
وتابع سموه: «قبل قيام الاتحاد، كانت بلدية دبي تُصدر جريدة (أخبار دبي) وتنقل الأخبار الإقليمية والعربية والعالمية، وكنت أشارك في تحريرها، وكنّا نطبعها يدوياً قبل أن تنتقل إلى مطابع خاصة، هذه الجريدة كانت بمثابة ركيزة لتأكيد موقع دبي الحيوي إعلامياً، ومنها انطلقت نواة الإعلام الرسمي في الإمارة، وتبلور المشروع لاحقاً بإطلاق تلفزيون دبي بعد قيام الاتحاد».
بين التقليد والتجديد
وتحدث سموه عن التحديات التي تواجه الإعلام التقليدي في ظل الثورة الرقمية، قائلاً: «الإعلام التقليدي اليوم أمام تحدٍّ كبير يتمثل في سرعة التطور التقني وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يتطلب منا مضاهاة الزخم المتسارع عبر إعادة ابتكار أدواتنا الإعلامية وتبني أنماط أكثر تخصصاً وعمقاً».
وأضاف: «أكسبني العمل بين الإذاعة والتلفزيون والصحافة نظرة شاملة للإعلام في مختلف وسائله، وعلّمني أن الإعلامي الحقيقي هو الذي يجمع بين الثقافة، والتخصص، والحس الوطني».
تمكين الشباب
أكد سموه على أهمية تمكين الكفاءات الشابة، قائلاً: عملية التمكين في الإعلام تنطوي على تحديات كثيرة، وهذا يتطلب قيادة إعلامية واعية، تؤمن بالطاقات الجديدة وتوجهها بالبرامج غير المباشرة التي تحمل رسائل نبيلة تخدم الوطن.
وأشار سموه إلى أن مبادرة «رواد إعلام دبي» جاءت انعكاساً لتراكم خبرات طويلة في المجال، وتهدف إلى خلق منصة مستدامة لدعم وتمكين الجيل الجديد من الإعلاميين، وختم سموه حديثه قائلاً: «نأمل أن نشهد مرحلة جديدة من التمكين الإعلامي، يكون محورها هو الاستثمار في رأس المال البشري، وتحقيق تكامل بين الرسالة الإعلامية والهوية الوطنية».

