افتتاح 10 مطارات عمودية لمشروع «التاكسي الطائر» في أبوظبي العام المقبل

أكد أحمد سوبرا، رئيس قسم خلق القيمة وتخطيط وتطوير المجموعات في مكتب أبوظبي للاستثمار، أن العام المقبل سيشهد افتتاح نحو 10 مطارات عمودية مخصصة لمشروع «التاكسي الطائر» في إمارة أبوظبي، والتي سيتم توزيعها على عدد من المواقع الاستراتيجية في المدينة وضواحيها. وأوضح أن هذا المشروع سيشكل نقلة نوعية في منظومة النقل العام، ويمثل خطوة متقدمة نحو مستقبل النقل الذكي والمستدام في الإمارة.

وقال سوبرا خلال مشاركته في فعاليات النسخة الأولى من «أسبوع أبوظبي للأنظمة الذكية ذاتية الحركة» الذي انطلقت فعالياته، أمس، في أبوظبي، إن أبوظبي تمضي بخطى واثقة نحو ترسيخ مكانتها عاصمة عالمية لتقنيات المستقبل، من خلال تبنيها مشاريع مبتكرة في مجالات المركبات ذاتية القيادة والنقل الجوي الكهربائي والأنظمة الذكية. وأضاف أن هذه المشاريع تأتي ضمن رؤية شاملة تهدف إلى تعزيز تنافسية الإمارة عالمياً وتوفير بيئة حضرية متكاملة تعتمد على التكنولوجيا والاستدامة.

وأشار إلى أن مكتب أبوظبي للاستثمار يشرف على منصة «سافي»، التي تُعد النواة الأولى لمجمع صناعة المركبات الذكية وذاتية القيادة في أبوظبي، مبيناً أن الهدف من إنشائها هو تمكين الشركات والمستثمرين من تطوير وتطبيق حلول النقل الذكي من خلال بيئة تشريعية وتنظيمية داعمة، وبنية تحتية متقدمة، وتمويل مستدام للمشاريع المستقبلية.

وأوضح أن منصة «سافي» تعمل بالتنسيق مع هيئة الطيران المدني ودائرة النقل والمواصلات وعدد من الجهات الحكومية الأخرى لإطلاق مشروع «التاكسي الطائر» الذي سيتضمن شبكة من المطارات العمودية الحديثة، مشيراً إلى أن أحد هذه المطارات سيقام في منطقة البطين إلى جانب مواقع أخرى سيتم الإعلان عنها لاحقاً.

وبيّن أن المشروع يخضع حالياً للمرحلة النهائية من التنسيق الفني والتشريعي، تمهيداً لإطلاقه رسمياً خلال العام المقبل.

وأضاف سوبرا أن «أسبوع أبوظبي للأنظمة الذكية ذاتية الحركة»، الذي انطلقت فعالياته، أمس، سيشهد توقيع نحو 13 اتفاقية تعاون مع شركات عالمية ومحلية، تغطي مجالات إنتاج المركبات الذكية، وتطوير البرامج التشغيلية الخاصة بها، وتعزيز الأمن السيبراني لحماية هذه الأنظمة من الهجمات الإلكترونية.

بنى تحتية

وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أوضح سوبرا أن المطارات العمودية التي يجري تجهيزها ستُصمم وفق أعلى معايير السلامة والتقنية، بحيث تتيح هبوط وإقلاع المركبات الجوية الكهربائية العمودية بسهولة وأمان، وتتكامل مع شبكة النقل البري والبحري لتشكّل منظومة نقل ذكية وشاملة.

كما أشار إلى أن المشروع يجري بالتعاون مع مدينة خليفة الصناعية (كيزاد) لتطوير القاعدة الصناعية اللازمة لتصنيع وتجميع المركبات، ومع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي لتطوير الخوارزميات وأنظمة التحكم والبرامج التشغيلية الخاصة بالمركبات الجوية والبرية ذاتية القيادة.

وأضاف أن عدداً من الشركات العالمية المتخصصة، مثل «آرتشر» و«ريجنت» و«وايد»، تعمل ضمن المنظومة الجديدة لتطوير مركبات جوية وبحرية ذاتية القيادة، مشيراً إلى أن أبوظبي كانت من أوائل المدن في العالم التي منحت تراخيص تشغيل فعلية للمركبات ذاتية القيادة على الطرق العامة، ما يعكس جاهزيتها التنظيمية والتقنية العالية.

وفي جانب التمويل، كشف سوبرا أن الصناديق السيادية والشركات العائلية الكبرى في الدولة أبدت اهتماماً واسعاً بالاستثمار في هذا القطاع الواعد، سواء في تصنيع المركبات أو تطوير البنية التحتية المصاحبة، مؤكداً أن مكتب أبوظبي للاستثمار مستعد لتقديم التسهيلات والحوافز كافة لدعم المستثمرين والمشروعات المبتكرة في هذا المجال.

وأوضح أن الهدف الاستراتيجي لمنصة «سافي» بحلول عام 2045 هو تحقيق مساهمة اقتصادية في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي تُقدّر بنحو 44 مليار درهم، إلى جانب خلق ما بين 35 و40 ألف فرصة عمل جديدة، واستقطاب الكفاءات المحلية والعالمية المتخصصة في مجالات النقل الذكي والتقنيات المستقبلية.

وختم سوبرا تصريحه بالتأكيد على أن مشاريع النقل الذكي والمركبات ذاتية القيادة ليست مجرد مبادرات تقنية، بل هي رؤية اقتصادية وتنموية متكاملة تسعى من خلالها أبوظبي إلى بناء منظومة نقل مستدامة وآمنة، تعزز جودة الحياة وتدعم اقتصاد المعرفة، وتجعل الإمارة في طليعة المدن الذكية على مستوى العالم.