9 ركائز لنجاح وانتشار البودكاست عربياً

أكد عدد من صناع المحتوى على هامش مشاركتهم في دبي بودفست 2025، أن البودكاست استطاع أن يوجد لنفسه مكاناً راسخاً في عالم الإعلام خلال السنوات الماضية، وعلى المستوى العربي بات هذا النوع من المحتوى منتشراً بقوة لدى شرائح من الجمهور لا سيما حين يصنع بمهارة وحرفية.

وقالوا إن نموذج البودكاست العربي الناجح يقوم على 9 ركائز أساسية، وهي: الشغف، التخطيط المالي والاستراتيجي الواضح، تنويع مصادر الدخل بين إعلانات واشتراكات وتعاون تعليمي، جودة الصوت، تقديم محتوى متخصص يلبي حاجات جمهور متعطش للمعرفة، اتباع المصداقية والشفافية للحفاظ على ثقة المستمع في زمن ازدحام المعلومات، امتلاك صانع المحتوى الصوتي للمهارات اللازمة، الاستمرارية، والتشويق.

وقال صالح الكندي "صانع محتوى صوتي": إن الشغف هو الشرارة الأولى نحو الانطلاق في عالم البودكاست، فهو الذي يحرك صانع المحتوى الصوتي في البداية، يليه المحتوى والمهارات الواجب امتلاكها ليتمكن من محاورة ضيوفه بطريقة تسهل حصول المستمع على المعلومة من دون أن يقاطعهم.

معادلة صعبة

من جهته يقول صانع المحتوى يوسف صالح: إن أحد التحديات الكبرى التي تواجه صناعة المحتوى الصوتي هي التمويل، مشيراً إلى أن الإعلانات والرعايات التجارية لا تزال المصدر الأول للدخل، لكن الحصول عليها ليس سهلاً، إذ إن المعلن يرغب في لمس أرقام واضحة، وعدد مستمعين مضمون، فيما لا يزال المحتوى الصوتي يواجه غياب مقاييس عربية دقيقة مثل التي يمتلكها صناع المحتوى الغربي.

ويرى صانع المحتوى محمد سلطان ثاني أن هناك تجارب عربية لافتة برزت، حيث اعتمدت على الاشتراكات المدفوعة أو التعاون مع منصات تعليمية كبدائل اقتصادية واعدة.

جودة الإنتاج

وأكد أن الجمهور العربي لم يعد يرضى بأي محتوى، مشيراً إلى أن جودة الصوت والإعداد وقيمة المحتوى ذاته وتنوعه وشفافيته فضلاً عن أهمية الضيف، أصبحت من أهم عوامل النجاح.

ويقول عمار آل رحمة: هناك برامج تكسب ثقة الجمهور لأنها تقدم محتوى متخصصاً في الصحة، التعليم، أو ريادة الأعمال، معتبراً أن هذا التحول نحو المحتوى المتخصص فرصة ذهبية للتميز، بعيداً عن ازدحام البودكاست الحواري العام.

سلاح ذو حدين

وشدد على أهمية دور التكنولوجيا الحديثة، مثل الاستعانة بأدوات الذكاء الاصطناعي في تحرير الصوت وكتابة النصوص، لافتاً إلى أنها تعتبر سلاحاً ذا حدين، ويجب تقنين استخدامها في صناعة المحتوى الصوتي، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهل الإنتاج ويخفض التكلفة، لكن الخطر أن يفقد البودكاست أصالته لو اعتمد عليه بالكامل.

الثقة والمصداقية

من ناحيته يقول عبدالله الشامسي لا يمكن لأي بودكاست أن يستمر دون بناء علاقة ثقة مع المستمع، هنا، المصداقية والشفافية في تقديم المعلومة أو الرأي تظل العامل الأهم.

وأضاف: بينما ينمو جمهور البودكاست في المنطقة عاماً بعد عام، يظل التحدي الأكبر هو الانتقال من نموذج «الهواية» إلى صناعة عربية راسخة، قادرة على المنافسة عالمياً.