أكد عدد من المسؤولين والأدباء الإماراتيين أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، قائد ملهم ومفكر وكاتب مبدع، ثري المعارف وواسع الخبرات ونير الفكر، لا ينفك يقدم في مؤلفاته، التي يثري بها المكتبة العربية، نفائس خبراته القيادية والحياتية وجواهر المعرفة والأدب والفكر والإبداع والفلسفة، إذ إنها تلخص تجاربه وتروي رؤاه ومناهجه في القيادة والإنجاز والريادة، مشيرين إلى أن هذا يتبدى جلياً في كتاب سموه الجديد «علمتني الحياة» في جزئه الأول، إذ أعربوا عن سعادتهم البالغة وفخرهم به، حيث يقدم فيه سموه خبراته وخلاصات تجربته في الحياة والقيادة، في كلمات تجللها الحكمة، ودقة المعنى، وعمق تصوير المواقف، ذلك بينما يُغنيه سموه بلآلئ العبر والحكم والقيم والشيم، كما يسرد قبسات من تميز مسيرته ومبادئه وحكايات إنجازاته الفريدة، موضحين أيضاً أن الإنجاز لا يتحقق بالانتظار ولا يحدث عبر الدراسات، بل بالحركة والفعل المستمر.
وشدد الأدباء في أحاديثهم لـ«البيان» على أن هذا الكتاب بمضامينه ورؤاه وذخائره يعكس حقيقة أصالة مناقب فارس العرب، ويبين حسه الوطني العالي وتفرد مستويات ثقافته وتعلقه بالنجاح والإبداع والتسامح والولاء والحب والسعادة، حيث إن سموه يمدنا فيه بدروس نوعية في مواجهة التحديات وإدارة الوقت وغرس ثقافة الأمل والعطاء، ليبرز هذا الكتاب بوصفه دستور وقاموس نجاح في صناعة المستقبل والمساهمة في بناء مجتمعات مزدهرة ومستدامة، خاصة وأن سموه يكلله بذكر درر القيم والمعارف التي نهلها من والده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراه.
ولفت المشاركون في استطلاع «البيان» إلى أهمية هذا الكتاب الرفيعة، كونه ينقل تجارب وخبرات سموه الملهمة في مختلف الميادين، ليكون بذا منارة لمكون الفكر العربي والعالمي، ومصدر إلهام للقيادات وصناع القرار والجيل الجديد من الشباب الطامح لصناعة المستقبل، مجسداً، في الوقت عينه، امتداداً لمسيرة سموه في رفد الفكر والثقافة والإبداع بنتاجات نوعية تترك بصمتها على الحراك الفكري والثقافي، محلياً وعربياً وعالمياً، عبر موضوعات شاملة تتناول مختلف جوانب الحياة وقيمها الإنسانية والتنموية.
قيمة
وقال معالي محمد أحمد المر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم: «إن إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، للجزء الأول من كتابه الجديد «علمتني الحياة» يمثل إضافة معرفية وفكرية قيّمة للمكتبة العربية والعالمية».
وأضاف: «الكتاب يعد مرجعاً مهماً للقادة والأجيال الحالية والقادمة، حيث يجمع بين التجربة الشخصية والرؤية المستقبلية لسموه، ويقدم دروساً ملهمة في الحياة والقيادة والطموح الوطني وتحويل التحديات إلى فرص تنهض بالمستقبل».
وتابع: «إن توثيق التجارب الشخصية، وخاصة من القادة الملهمين، يمثل ركيزة رئيسية في صياغة الهوية الثقافية للأمم، ونقلها إلى الأجيال القادمة بأسلوب يرسّخ القيم ويعزز الوعي المجتمعي، حيث تختزل سنوات طويلة من الحكمة والخبرة في القيادة وصناعة القرار، وتقدم دروساً عملية لا تُقدّر بثمن في مجالات الحياة كافة، من الإدارة والابتكار إلى خدمة الوطن والإنسانية».
سلسلة فكرية
بدوره، قال جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة: «منذ أن أصدر سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، كتابه الأول «رؤيتي» عام 2006، وضع أمام القارئ العربي والعالمي خلاصة تجربته في القيادة والإدارة والتنمية، ليتحول الكتاب إلى مرجع تُرجم لعدة لغات، وأصبح مادة تدرّس في الإدارة الحكومية وصناعة المستقبل، ثم تلاه كتاب «ومضات من فكر»، الذي جمع خواطر ملهمة حول الحكم والإنجاز، وأعقبه «تأملات في السعادة والإيجابية»، حيث أراد سموه أن يجعل الأمل والإيجابية فلسفة حياة قبل أن تكون شعارات، وفي عام 2019، صدر كتاب «قصتي»، الذي دوّن خمسين قصة من مسيرة خمسين عاماً، فكان بمثابة سيرة ذاتية صادقة لقائد عايش التحولات الكبرى وصنع إنجازاتها».
وأضاف: «اليوم مع كتاب «علمتني الحياة» بجزئه الأول، نرى امتداداً طبيعياً لهذه السلسلة الفكرية، إذ يجمع 35 فصلاً توثق ستين عاماً من التجربة، ويتميز الكتاب بلغته البسيطة والصريحة، حيث يقدّم دروساً حيّة عن أن الإنجاز حركة لا انتظار، وأن الحرية الاقتصادية هي وقود الشعوب، وأن الفساد هو القاتل الصامت، وبين هذه الفصول يبرز البعد الإنساني: الكرم، والتسامح، والانسجام، وحب الوطن».
خلاصات جوهرية
وأكدت الباحثة والكاتبة د. موزة غباش، رئيسة رواق عوشة بنت حسين الثقافي، أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، لطالما أبهر العالم بإبداعاته وفكره، وها هو كما عود الجميع على مشاركتهم تجاربه، لم يبخل على أحد، من القاصي والداني، بتقديم تلك المعرفة والتجارب الحياتية في الحكم والحياة والمسيرة لمدة 60 عاماً، إذ جمعها سموه في كتاب قيّم من كتبه التي يرفد المكتبة العربية والعالمية بها.
وتابعت: «مع هذا الكتاب يعيد سموه تأكيده أن الثروة الحقيقية التي تترك للأبناء والجيل القادم هي خلاصة التجارب الحقيقية من خلال العمل والممارسة والتجربة، لتكون دروساً مجانية ثمينة وجاهزة لتعليم جيل بأكمله، وكذلك لتكون نبراساً مرشداً للدول والحكومات، فكلها كانت وما زالت تنظر إلى دبي والإمارات، وإلى تجربة سموه، بعين المثل الأعلى الذي يحتذى».
عمران ونهضة
من جانبه، شدد الشاعر سيف السعدي على أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، رجل فكر من الطراز الأول، ولطالما تخيل دبي كقصيدته التي عاشها قبل أن يجسدها على الواقع عمراناً ونهضة، فهو رجل فكر سابق لعصره وزمانه، لذلك فإن أدبه وفكره يخلد، وهكذا هم رجال الفكر.
وأضاف: «ودائماً ما يأتي سموه بالمختلف، لأنه لا يرضى بالسائد، بل يعشق التميز ويحث عليه ويشجع ويكرم أهل التميز في المجالات كافة، فحتى في قصائده يأتي بالجديد المبهر. وهنا أنا أتحدث عن مجال اختصاصي، أي الشعر، حيث يبهر سموه الآخرين بشعره لما فيه من حكمة واقتدار وبلاغة وجمال، فسموه رجل فكر من الطراز النادر في جميع العصور».
إرث حكمة
ورأى الشاعر د. ذياب بن غانم المزروعي، كتاب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الجديد، بأنه إصدار استثنائي يختزل حكمة ستة عقود من الخبرة القيادية والعطاء الوطني، لافتاً إلى أنه يمثل مرجعاً فكرياً وإنسانياً شاملاً يضع خلاصة تجربة قيادية فريدة بين أيدي الأجيال الحالية والقادمة.
وأضاف: «يتميز الكتاب، الذي يضم 35 فصلاً، بأسلوب راقٍ وبالعمق والثراء، ويبرز كمنارة معرفية تضيء دروب القيادة والنجاح، حيث يقدّم رؤية سموه الثاقبة في بناء الأمم وصناعة المستقبل. ونتبين أن سموه يهدينا فيه، في فصل «الرؤية والحركة»، القانون الذهبي للإنجاز: الحركة تصنع الإنجاز، مشدداً على أن الانتظار لا يبني الأمم، وإنما الفعل المستمر والعمل الدؤوب، وبالفعل فتلك هي الفلسفة التي طبعت مسيرة فارس العرب، القيادية والحياتية والإبداعية».
واستطرد: «إن الكتاب غني بالقيم والعبر والدروس والدرر الملهمة، ونجد سموه يعبر فيه، بحس إنساني مؤثر، عن تأثره الكبير بوالده المغفور له الشيخ راشد بن سعيد، طيب الله ثراه، وإجلاله له، وذلك في فصل «رحم الله أبي»، مستعرضاً الدروس العميقة في القيادة الحكيمة التي نهلها منه، والتي انبنت على قيم البساطة والوقار والتسامح، وشكلت الأساس المتين لشخصية سموه وفلسفته في الحكم».
قائد ملهم ومفكر وكاتب مبدع
قال سعيد حمدان الطنيجي، المدير التنفيذي لمركز أبوظبي للغة العربية مدير معرض أبوظبي الدولي للكتاب: «إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قائد ملهم ومفكر وكاتب مبدع له باع طويل في صناعة الفكر والتأثير، إذ لا يبخل سموه بمدنا بالخبرات النافعة المتفردة، وبذخائر الحكم الملهمة، من خلال رؤاه وإرشاداته ومؤلفاته التي يتوجها سموه اليوم بهذا الكتاب الجديد الثري.
وأود في السياق أن أشير إلى كتاب «رؤيتي» الإصدار الأول لسموه، الذي تحول إلى سلوك عمل ونهج حياة وطريقة تفكير وإعجاب ليس بسموه فقط، ولكن بهذا الوطن وهذا التاريخ، وبمسيرة دولة الإمارات العربية المتحدة، وبالدرة الثرة الأثيرة فيها دبي».
وتابع: «إن هذا التأثير والإعجاب الذي أحدثه ويحدثه فكر سموه ليس فقط عند جيل القراء المخضرم الذين تعودوا والتزموا بنهج القراءة في حياتهم، ولكن عند جيل جديد وعند جنسيات متعددة، فكتاب «رؤيتي»، وكذا «قصتي» واصلا لسنوات عديدة تصدر أرفف المكتبات وأرقام التوزيع، وحققا تسويقاً وانتشاراً لا أظن أن هناك من وصل إليه أو قاربه في المنطقة طوال السنوات الماضية، وأتحدث هنا من معرفة بحجم الانتشار والتوزيع وصناعة الكتاب العربي، فأن يتصدر كتاب في العالم العربي ويواصل انتشاره وحجم الإقبال عليه طوال هذه السنوات، فهذا يعني أن هناك شيئاً مختلفاً، وأن هناك معادلة تحققت جعلت الكتاب له حضوره وله قراء كثر من جنسيات وأجيال متعددة، وله معجبون. ولا شك في ضوء هذه الحال أن فكر وشخصية ورؤى سموه منارات حياتية ملهمة لها كبير الأثر الإيجابي، خاصة وأن سموه يجمعها بكتب ثرية متفردة، تثري وتغني مكتبتنا العربية».
ويتابع: «إن أحدث إصدار لسموه كتاب «علمتني الحياة» كتاب فريد ملهم ينتظره من يشاهد تجربة دولة الإمارات، ومن يعيش فيها أو من يراقب مسيرتها ويسمع عنها، حيث يريد أن يعرف الوصفة، وهكذا فإنه يقرأ في مضامين هذا الكتاب سر القوة والنجاح والتفوق، ويعي تفاصيل تفاصيلها وأدواتها وفصولها بينما هو يقرأ ما دبجه قلم قائد ملهم أسهم في كل مراحل بناء ونهضة وتطور دولة الإمارات، ففي هذا الكتاب يروي سموه تجربة 60 عاماً من التأسيس والتحديات والأحلام والعمل، وإدارة البشر، وإدارة الاقتصاد، وترسيخ الهوية وصناعة السياحة والتكنولوجيا، والحلم والعمل وتحدي بناء غد أفضل، وصوغ ركائز الريادة والمكانة المتقدمة في سباق الأمم نحو مستقبل وعصر جديد.
إنه كتاب يحفل بتفاصيل تجربة غنية استلهم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم دررها من المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، طيب الله ثراهما، ويحققها اليوم مع أخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، إنها تجربة متفردة بحق، وتجعل هذا الكتاب الذي يلخصها مهماً ومتفرداً وينتظره مجتمع، بل مجتمعات وأجيال ألهمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم».
مدرسة حياتية
من جهته، قال الكاتب والإعلامي ضرار بالهول الفلاسي، مدير عام مؤسسة «وطني الإمارات»: «كم نحن محظوظون بأن لدينا قائداً عظيماً بقامة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، الذي يعتبر مدرسة حقيقية كبرى في مختلف ميادين الحكم والحياة، فأنّى توجهنا في هذا العالم نجد الجميع يغبطنا على أننا أبناء حاكم حكيم مثله، فالكل يردد: «لو أن لدينا قائداً مثل صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في بلدنا لتغير كل شيء إلى الأفضل»، نعم، فالجميع يتمنى أن ينهل من مدرسة سموه، وأن يقتدي به، فهو بالطبع نِعم القدوة والمرجعية والقائد والأب».
وأوضح الفلاسي أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، يفاجئ العالم كل فترة بخلاصة من تجاربه يصوغها في كتاب يمكن للجميع باختلاف أعمارهم وجنسياتهم الاستفادة منه والنهل من تجاربه الحكيمة، وها هو سموه يضيف رصيداً جديداً في كتاب جديد بعنوان «علمتني الحياة»، ليؤكد من جديد أن التعليم لا يقف عند سن معينة، ولا مرحلة بعينها، بل هو عملية مستمرة ما دام الإنسان حيّاً، وليؤكد أيضاً أن استمرار التعلم والنهل من تجارب الآخرين، وخاصة تجارب آتية من شخص عظيم وقائد محنك، هو أغلى هدية يبقيها لأبنائه سواء في الإمارات أو العالم كله، فسموه لم يبخل على أحد بخبراته وعلمه وعطائه، مادياً أو فكرياً أو غيرها، وها هي كتبه ترجمت لعشرات اللغات الأخرى واستفاد منها العالم بأسره.
صفو الفكر
من جهته، أوضح الأديب علي عبيد الهاملي، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم في دبي، أن الكتاب يمثل جوهرة فكرية ثمينة فريدة، لما يحويه من كنوز معرفية وتجارب حياتية وخبرات لقائد ملهم، هو صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
ويتابع الهاملي: «إن الحياة أكبر معلم، وعندما يقول قائد بقامة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم: «علمتني الحياة»، فهو إنما يرسي مبدأ مهماً من مبادئ الاعتراف بدروس الحياة التي لا تنتهي أبداً».
وأكد علي عبيد الهاملي أن سموه يقدم لنا في هذا الكتاب الذي يأتي في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى الاستفادة من دروس الحياة، خلاصة تجاربه وصفوة فكره ونصائحه الصادقة، التي هي نتاج ما يقرب من ستة عقود ساس فيها سموه الناس والحكم، وخبر الحياة بكل ألوانها وأفراحها وأتراحها، كما يقول سموه في مقدمة الكتاب، ليصل إلى محصلة مفادها أن «أفضل إرث نتركه ليس الأموال ولا العمران والبنيان، بل الحكمة الحقيقية والمعرفة النافعة والكلمة الطيبة».
ثروة ثقافية
ولفت الكاتب والروائي علي أبو الريش إلى أن شعب الإمارات وجميع المقيمين على أرضها محظوظون جداً بقيادة إماراتية تمتلك من الفكر النير الذي يمكنه أن يكون مخزوناً وثروة ثقافية هائلة للجيل القادم، وهي ثروات مستدامة فريدة، سيرثها الجيل القادم، وستكون حزاماً أخضر لجيل كامل يتوجه نحو تطوير إمكاناته وملكاته وإبداعاته في مختلف المجالات.
وأردف أبو الريش: «إن الإمارات مستمرة في تطورها بسبب هذا الفكر في الأساس، بوجود قيادة ذات رؤية واضحة وصريحة ومصممة على أن تكون الإمارات دائماً في المصاف الأولى في كل الميادين، والاستثنائية ذات الفرادة في العمل السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي».








