سناء سهيل: تراجع متوسط عمر الزواج الأول والإنجاب تحدٍ نعمل على إيجاد الحلول له

أكدت معالي سناء سهيل، وزيرة الأسرة، أن استدامة الأسرة تمثل مظلة جامعة لكل الجهود والسياسات والبرامج التي تنفذها الدولة، مشيرة إلى أن المنهجيات والأدوات المبتكرة التي تتبناها الوزارة في مختلف برامجها، سواء من خلال الجانب البحثي أو من خلال السياسات والتشريعات، تسعى إلى تعزيز التماسك الأسري ودعم استقراره.

وأوضحت معاليها خلال جلسة حوارية بعنوان “من البيت تبدأ الحكاية: المرأة والأسرة ونهضة الوطن”، أن هناك العديد من البرامج يجري إعادة النظر فيها وإعادة تصميمها، إلى جانب إطلاق برامج جديدة، بحيث يتم التركيز فيها على جانب تعزيز السلوكيات الإيجابية، مؤكدة أن هذه الجهود المختصرة تمثل دعوة للحضور للاطلاع بشكل أعمق على المبادرات، مع وعد بأن تتاح في المستقبل فرص أخرى لعرض التفاصيل بصورة موسعة.

وفي معرض ردها على سؤال حول أبرز التحديات التي تواجه الأسر في العصر الحديث، أوضحت معالي سناء سهيل أن هذه التحديات كثيرة، لكنها مشتركة مع كثير من دول العالم. وقالت: “اليوم نحن أمام موضوع التكنولوجيا والانفتاح العالمي، ونمط الحياة السريع وما يرافقه من ضغوطات، إضافة إلى تراجع متوسط عمر الزواج الأول والإنجاب، وتراجع معدلات الخصوبة، وكذلك ارتفاع كلفة المعيشة".

وأضافت: “هذه التحديات لا تخص الإمارات وحدها، بل تواجهها معظم الدول، لكننا في دولة الإمارات ننظر إليها كفرص يمكن التعامل معها بإيجابية وبنظرة تفاؤلية، لأننا نؤمن بأن مؤسسة الأسرة ستبقى الأصل، وبإذن الله بجهود الجميع نستطيع أن نحافظ عليها".

ولفتت معاليها الانتباه إلى جانب مهم يتعلق باختلاف النظرة بين المرأة العاملة وربة الأسرة، مشيرة إلى أن هذا التباين يظهر من خلال التصرفات أو من خلال طبيعة الخطاب المتداول في الحوارات أو على المنصات الاجتماعية. وأكدت أن هذا الاختلاف يحمّل الجميع مسؤولية أكبر في إبراز دور الأسرة ومكانتها، وقالت: “المسؤولية مشتركة بيننا جميعاً. علينا أن نسأل أنفسنا: هل نحن في كلامنا نبرز دور الأسرة فعلاً؟”

رسالة للشباب والشابات

وتوجهت معالي سناء سهيل برسالة مباشرة إلى الشباب والشابات قائلة: “عندنا نسبة كبيرة من الشابات اليوم، وأتساءل: هل بناء الأسرة أولوية بالنسبة لهن؟ أعتقد أن من المهم أن نعزز هذه الرسالة جميعاً. رسالتي مختصرة، وهي أن أتمنى من الشباب والشابات أن ينظروا للأسرة كاستثمار، وأن يروا فيها أولوية مثلما يرون طموحاتهم الأخرى أولوية. فإذا كان لدينا أسرة قوية فنحن أمام دولة قوية، وإذا استطعنا أن نحمي الأسرة فنحن نحمي مستقبل الإمارات".

وأكدت معاليها أن قوة الإمارات اليوم وما تعيشه من استقرار وخير، إنما هو ثمرة القرارات التي اتخذها الشباب في بدايات الاتحاد، مضيفة أن هذه القرارات رسخت مكانة الأسرة كركيزة أساسية في مشروع الدولة الحضاري، وأن استدامة هذا النهج تتطلب أن يواصل الجيل الجديد النظر إلى بناء الأسرة كأولوية وطنية.

واختتمت معاليها كلمتها بالتأكيد على أن حماية الأسرة تعني حماية المستقبل، قائلة: “إذا قدرنا نحمي الأسرة، نحن فعلاً نحمي مستقبل الإمارات. فالخير الذي نعيش فيه اليوم هو نتيجة القرارات التي اتخذها الشباب في البدايات، ومن هنا تأتي أهمية أن يبقى موضوع بناء الأسرة واستدامتها أولوية لكل جيل.