طلب غريب أطاح بالاتفاق بين سوريا وإسرائيل

اقتربت سوريا وإسرائيل بشكل غير مسبوق من توقيع اتفاق كان ربما يُفضي إلى استقرار طويل الأمد على حدودهما الجنوبية، إلا أنه وفقاً لـ"واشنطن تايمز" فخلافات داخلية ومخاوف محلية في كلا الجانبين حالت دون إتمامه، وسط تكتم رسمي ومحادثات سرية متواصلة بوساطة أمريكية.

الاتفاق، الذي يُعرف باسم "خريطة طريق السويداء"، يتضمن إنشاء منطقة عازلة في جنوب سوريا، وترسيم الحدود وفق اتفاقية فك الاشتباك الموقعة عام 1974، بالإضافة إلى توفير حماية خاصة للدروز في المنطقة، وقد شهدت الأشهر الخمسة الماضية عدة جولات تفاوضية بين الجانبين في لندن وباريس وباكو، وسط مؤشرات على قرب التوصل إلى تفاهم نهائي.

وكان من المقرر أن يُعلن الرئيس السوري أحمد الشرع عن الاتفاق خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، إلا أن المطالب الإسرائيلية بفتح "ممر إنساني" إلى محافظة السويداء أخّرت الإعلان الرسمي.

وفي هذا السياق، قال أحمد شعراوي، محلل الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات بواشنطن: "أعتقد أن فكرة الممر الإنساني غير عملية على الإطلاق، بسبب بعد المسافة وخطورة الطريق التي تمر بمحافظة درعا، من الواضح أن هذا الطلب يعكس حسابات داخلية إسرائيلية، وليس اعتبارات إنسانية بحتة".

وتُظهر التقارير أن الحكومة الإسرائيلية أكدت التزامها بحماية الدروز في سوريا، لا سيما بعد الأحداث الأخيرة في السويداء خلال يوليو الماضي.

ويرى محللون أن الحكومة السورية الحالية أكثر براغماتية، ومستعدة للانخراط في اتفاق من شأنه تعزيز الاستقرار. وقال تشارلز ليستر، مدير مبادرة سوريا في معهد الشرق الأوسط:

"الصفقة المقترحة حظيت بدعم أمريكي وقبول من دمشق. إسرائيل أبدت استعداداً لتقديم تنازلات، لكن الرأي العام الإسرائيلي لا يزال منقسمًاً".