يستند «داعش» في عودته إلى جملة من العوامل المترابطة، أبرزها تعثر العملية السياسية: الانقسامات داخل الحكومة الجديدة (الجيش السوري، قسد، السويداء) والتي خلقت ثغرات يستغلها التنظيم، كما أن الانسحاب الأمريكي التدريجي، وتقليص القوات من 2000 جندي إلى 1400 نهاية 2025، مع خطط لخفض إضافي بحلول 2026، أضعف العمود الفقري للتحالف الدولي.
حادثة 25 سبتمبر ليست مجرد عملية أمنية معزولة، بل جزء من مشهد أوسع يعكس عودة «داعش» إلى لعب دور تخريبي في الساحة السورية، وبينما تنشغل دمشق الجديدة بترسيخ سلطتها وتواجه انقسامات داخلية وضغوطاً خارجية، يجد التنظيم فرصة نادرة لممارسة إرهابه.
وإذا لم تتوافر استراتيجية مشتركة محلية ودولية لمواجهته، فإن سوريا قد تدخل مجدداً في دوامة الإرهاب التي تهدد المنطقة مجدداً، وربما أسرع طريق نحو محاصرة اندفاع التنظيم الإرهابي هو في البناء على التوافق السوري الشامل، وفق رؤية يشترك فيها الجميع لبناء دولة مستقرة تتطلع إلى الازدهار. وليس خافياً أن سرعة التحرك السوري للقضاء على داعش وإفشال مخططه للعودة سيغلق أبواباً كثيرة للتدخلات الخارجية.
حيث أثبتت التجربة السورية السابقة في الحرب الطويلة الداخلية أن أخطر انهيار في سوريا كان انتشار «داعش» وسيطرته على أراض واسعة في سوريا والعراق، وهو ما حول البلاد إلى ساحة دولية لتجميع الإرهابيين في سوريا. المعطيات الحالية تشير إلى أن الحكومة الحالية في دمشق لن تدع هذه الثغرة تكبر وتعيد البلاد إلى دوامة الإرهاب والفوضى.
