أحرجت أحداث السويداء الدامية الدبلوماسية الأمريكية بشأن سوريا حيث كان المسار يتجه بسرعة نحو تسوية ودعم منقطع النظير من واشنطن للرئيس السوري أحمد الشرع، فجاءت المواجهات في توقيت حرج ولم تجد من طريقة للتخفيف عنها سوى بوصفها على لسان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو "سوء تفاهم" في مواجهات عنيفة خلفت أكثر من 600 قتيل وتدمير مقر هيئة الأركان السورية في دمشق.
المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية تامي بروس أكدت أن واشنطن لا تدعم الضربات الإسرائيلية في الآونة الأخيرة على سوريا، ونقلت استياء دونالد ترامب الشديد، في إشارة إلى أن التوترات الأخيرة أضرت بالفعل بالخطط والمصالح الأمريكية بخصوص الحكومة السورية.
بحسب بروس، تتواصل أمريكا دبلوماسياً مع إسرائيل وسوريا على أعلى المستويات لمعالجة الأزمة الحالية والتوصل إلى اتفاق دائم بين الدولتين صاحبتي السيادة، وحددت مقاربة واشنطن تجاه الأزمة أنها "ما نتعامل معه الآن هو هذه الواقعة تحديداً"، بمعنى أنها تعتبر الحدث منفصلاً عن مساعي التقارب.
الولايات المتحدة أدانت العنف في سوريا، وتسعى - بحسب الخارجية - جاهدة إلى إشراك جميع الأطراف هناك، ودعت الحكومة السورية إلى إفساح المجال لذلك. وأحجمت عن إعلان دعمها لضربات إسرائيل على القوات السورية سواء في السويداء أو دمشق.
ويسلط العنف الضوء على التحديات التي تواجه الشرع فيما يتعلق بتحقيق الاستقرار في سوريا وإقامة حكم مركزي في البلاد، ويأتي على الرغم من تحسن علاقته مع الولايات المتحدة وتطور الاتصالات الأمنية بين حكومته وإسرائيل.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إنه كانت هناك محاولة "لتخريب وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه أمس بمساهمة بلدنا"، وإن إسرائيل أثبتت مجددا أنها لا تريد السلام أو الاستقرار في غزة أو سوريا. وقال لصحفيين "تتذرع إسرائيل بالدروز وتوسع نطاق سطوها على الأراضي إلى سوريا".
وأصدرت الإمارات والسعودية والأردن والبحرين وتركيا والعراق وسلطنة عمان، وقطر والكويت ولبنان ومصر بيانا مشتركا أكدوا فيه دعمهم لأمن سوريا ووحدتها واستقرارها وسيادتها، ورفضهم لأي تدخل خارجي في شؤونها. كما رحبوا بالاتفاق الذي تم التوصل إليه لإنهاء الأزمة في السويداء، وأكدوا على ضرورة تنفيذه لحماية سوريا ووحدتها.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو في وقت متأخر من أمس الأربعاء "تواصلنا مع جميع الأطراف المعنية بالاشتباكات في سوريا. واتفقنا على خطوات محددة من شأنها إنهاء هذا الوضع المقلق والمروع الليلة".