الوضع الإنساني بغزة.. انهيار رغم وقف النار

طفل يحمل وجبة من الأرز ظفر بها من مطبخ خيري في غزة
طفل يحمل وجبة من الأرز ظفر بها من مطبخ خيري في غزة

تشعل المنظمات الإنسانية، مثل برنامج الأغذية العالمي واليونيسف والصليب الأحمر، ضوءاً أحمر يحذر من أن الوضع في قطاع غزة يتجه نحو كارثة أكبر إذا لم تُفتح المعابر أمام تدفق المساعدات والاحتياجات الملحة التي تواجه العديد من العقبات والقيود الإسرائيلية على حركة القوافل الإنسانية.

ويبدو المشهد الصحي أكثر قسوة، إذ تعمل المستشفيات بما تبقى من طاقة ووقود، بينما تنتظر آلاف الحالات الحرجة الإخلاء الطبي، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، التي أكدت أن من تم إخلاؤهم خلال الأيام الماضية لا يمثلون سوى نسبة ضئيلة من الحالات المسجلة.

ويؤكد المدير العام للمنظمة، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن «الوضع لا يزال كارثياً لأن الكميات التي تدخل (غزة) غير كافية»، وفقاً لوكالة فرانس برس، وحذر غيبريسوس من أنه منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر «الجوع لا يتراجع، بسبب نقص الأغذية».

وفيما ينص الاتفاق على دخول 600 شاحنة يومياً، قال المدير العام إن ما بين 200 و300 شاحنة فقط تدخل يومياً في المرحلة الحالية، وقال إن عدداً كبيراً من الشاحنات التي تدخل غزة حالياً هي مركبات «تجارية».

وإذ أشاد بصمود وقف إطلاق النار رغم الانتهاكات، فإنه حذر من أن «الأزمة لم تنتهِ بعد، والاحتياجات هائلة».وأضاف: «على الرغم من زيادة تدفق المساعدات، إلا أنها لا تزال تمثل جزءاً ضئيلاً فقط من الاحتياجات».

وقال: «لم يعد هناك أي مستشفيات في الخدمة بالكامل في غزة، ووحدها 14 من 36 لا تزال تعمل. ثمة نقص فادح في الأدوية والتجهيزات والطواقم الصحية الأساسية»، لافتاً إلى أن «الكلفة الإجمالية لإعادة بناء النظام الصحي في غزة لا تقل عن سبعة مليارات دولار».

وفي حين يتواصل الانهيار الإنساني في غزة، تتجه الأنظار إلى المشهد السياسي الذي ازداد توتراً بعد تصويت الكنيست الإسرائيلي على مشروع قانون يرمي إلى ضم الضفة الغربية، الأمر الذي ردت عليه واشنطن بلهجة غير مسبوقة، حيث وصف نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، هذه الخطوة بأنها «غبية» فضلاً عن كونها «إهانة» لواشنطن.

وجاءت تصريحات فانس الحادة، في ختام زيارته لإسرائيل، أمس، وبعد إعلان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أنه سيزور إسرائيل.

وقال في منطقة انتظار الطائرات بمطار تل أبيب الدولي قبل مغادرته، إنه إذا كان التصويت «عملاً مثيراً سياسياً، فهو عمل سياسي غبي للغاية»، وأضاف: «أعتبر الأمر إهانة شخصية لي. سياسة إدارة ترامب هي أن الضفة الغربية لن يتم ضمها إلى إسرائيل».

الوضع الإنساني المتفاقم في غزة المدمرة على نحو شبه كامل، والمسار السياسي المرتبك وغير الواضح، والخرق الإسرائيلي المتكرر لهذا المسار ولاتفاق الهدنة، عوامل تجعل من المشهد الراهن في غزة مزيجاً معقداً تبدو معه الهدنة أقرب إلى استراحة مؤقتة في سياق حرب طويلة، ما لم يتحرك المجتمع الدولي بخطوات عملية تضمن مساراً يبتعد عن دائرة الحلقة المفرغة.