ضربات إسرائيلية تقتل 16 على الأقل في غزة واستمرار الضغط على شمال القطاع

امرأة فلسطينية تحمل طفلها بالقرب من أنقاض منزل دمر في الهجوم العسكري الإسرائيلي
امرأة فلسطينية تحمل طفلها بالقرب من أنقاض منزل دمر في الهجوم العسكري الإسرائيلي

أودت ضربات جوية إسرائيلية بحياة ما لا يقل عن 16 فلسطينيا أمس الاثنين في غزة حيث قال سكان إنهم يخشون أن يكون هدف الهجمات الجوية والبرية الجديدة هو إخلاء مناطق في شمال القطاع من المدنيين.

وذكرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (الأونروا) أن إسرائيل قلصت عدد شاحنات المساعدات المسموح لها بدخول غزة، مما أدى إلى تفاقم النقص في الغذاء والدواء والإمدادات الأساسية الأخرى، لكن إسرائيل نفت ذلك.

وفي أحدث الهجمات الدامية، قال مسعفون إن عدة أشخاص قتلوا أو أصيبوا في ضربة على بيت لاهيا بشمال غزة في وقت متأخر أمس الاثنين وهي نفس البلدة التي سقط فيها سبعة أشخاص قتلى في هجوم على منزلين في وقت سابق من اليوم.

وأبلغ مسعفون رويترز أن ضربة إسرائيلية قتلت أربعة أشخاص في الزوايدة بوسط غزة بينما قتل خمسة آخرون في ضربات أخرى بوسط وجنوب القطاع.

وذكر المسعفون أن عدة أشخاص أصيبوا في الهجمات وأن القوات الإسرائيلية نشرت دبابات في مخيم النصيرات في وقت سابق من اليوم الاثنين.

ونشرت إسرائيل دبابات في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في الخامس من أكتوبر، قائلة إنها تهدف لمنع حركة (حماس) من إعادة تنظيم صفوفها.

وقالت وزارة الصحة الفلسطينية إن قوات إسرائيلية تواصل قصف مستشفى كمال عدوان وإن عددا كبيرا من أفراد الطاقم الطبي والمرضى أصيبوا.

وأضافت الوزارة "الطواقم الطبية لا تستطيع التحرك بين أقسام المستشفى ولا تستطيع إنقاذ زملاءهم المصابين ويبدو أن هناك قرارا تم اتخاذه بإعدام جميع الكوادر التي رفضت إخلاء المستشفى".

ويقول الجيش الإسرائيلي إنه يبذل جهودا لتقليل الضرر الذي قد يلحق بالمدنيين في غزة في الوقت الذي تخوض فيه قواته اشتباكات مع المسلحين الفلسطينيين الذين تقول إسرائيل إنهم يستخدمون الملاجئ والمستشفيات لشن هجمات على قواتها، وهو ما تنفيه حماس.

وقالت إسرائيل اليوم الاثنين إن ما لا يقل عن 70 من المرضى والمرافقين لهم تم إجلاؤهم بأمان من مستشفيي كمال عدوان والعودة إلى مرافق طبية أخرى في غزة، وأشارت إلى تسليم شحنات من الوقود والمياه والإمدادات الطبية للمستشفيين.

ويقول الفلسطينيون إن الهجمات الجديدة والأوامر التي صدرت للسكان بالنزوح تهدف إلى إخلاء بلدتين في شمال غزة ومخيم للاجئين من السكان لإنشاء مناطق عازلة. وتقول إسرائيل إنها تحاول إبعاد المدنيين عن طريق الأذى بسبب اشتباكها مع مقاتلي حماس هناك.

وذكر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة الذي تديره حماس أن عدد الفلسطينيين الذين قتلوا منذ الخامس من أكتوبر بلغ 1800، كما أصيب أربعة آلاف آخرون.

ولم يصدر تأكيد بشأن عدد القتلى والمصابين من وزارة الصحة في القطاع ودأبت إسرائيل على اتهام المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحماس بالمبالغة في أعداد القتلى.

وتقول إسرائيل إن قواتها قتلت مئات من المسلحين الفلسطينيين وفككت بنية تحتية عسكرية في جباليا في الشهر المنصرم.

وتقول سلطات قطاع غزة إن ما يزيد على 43300 فلسطيني قتلوا في الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في القطاع الفلسطيني. وحولت الحرب أيضا مناطق واسعة من القطاع إلى أنقاض.

واندلعت الحرب بعد هجوم بقيادة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر  2023، وتشير إحصاءات إسرائيلية إلى أن الهجوم أسفر عن مقتل 1200 شخص واقتياد 251 رهينة إلى قطاع غزة.

معاناة لا توصف

قال فيليب لازاريني المفوض العام للأونروا في تصريح أمس الاثنين إن إسرائيل قلصت دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة ليبلغ متوسط عددها 30 شاحنة يوميا، وهو أدنى مستوى منذ فترة طويلة. وأضاف أن هذا المستوى يمثل ستة بالمئة فقط من الإمدادات التجارية والإغاثية التي كانت تدخل غزة قبل الحرب.

وذكر لازاريني على منصة إكس "لا يمكن أن يلبي هذا احتياجات مليوني شخص وكثير منهم جوعى ومرضى وفي أوضاع مزرية".

ونفى متحدث باسم حكومة إسرائيل وضع حدود للمساعدات التي تدخل غزة، قائلا إن 47 شاحنة مساعدات دخلت إلى القطاع أمس الأحد فقط.

وأظهرت إحصاءات إسرائيلية اطلعت عليها رويترز الأسبوع الماضي أن شحنات المساعدات التي سمح بدخولها إلى غزة في أكتوبر ظلت عند أدنى مستوى منذ أكتوبر 2023.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في وقت سابق اليوم إنها أخطرت الأمم المتحدة رسميا بإلغاء الاتفاق الذي ينظم علاقاتها مع الأونروا منذ 1967، ما يعني حظر الوكالة بصورة فعلية.

وقال لازاريني "يضع تقييد دخول المساعدات الإنسانية وفي الوقت نفسه حل الأونروا مستوى جديدا من المعاناة فوق المعاناة التي لا توصف بالفعل".

وقالت الأمم المتحدة في أغسطس إن تسعة من موظفي الأونروا ربما يكونوا قد شاركوا في هجوم السابع من أكتوبر 2023 على إسرائيل، وتم فصلهم.

وفي وقت لاحق، تبين أن أحد قادة حماس في لبنان، الذي قتل في ضربة إسرائيلية، كانت لديه وظيفة في الأونروا.