استبق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نتائج النقاش الإسرائيلي الداخلي بشأن إعادة احتلال قطاع غزة، وترك لإسرائيل حرية اتخاذ هذه الخطوة التي تواجَه بانقسام يزداد عمقاً بين المستويين السياسي والأمني في إسرائيل.
وقال ترامب: «الأمر متروك لإسرائيل». وأضاف رداً على سؤال من الصحفيين حول دعمه «احتلال إسرائيل لغزة»: «لا أعرف ما المقترح، أعلم أننا موجودون هناك الآن لإطعام الناس»، وفقاً لشبكة «سي إن إن».
وأضاف ترامب أنه «سيترك القرار لإسرائيل»، مؤكداً أن هدفه هو «تخفيف الأزمة الإنسانية». واختتم قائلاً: «أما بالنسبة لبقية الأمر، فلا أستطيع الجزم بذلك، الأمر متروك لإسرائيل إلى حد كبير».
ومن المتوقع أن يلتئم المجلس الوزاري الأمني اليوم ليتخذ قراراً نهائياً بشأن توسيع الحرب، لكنّ ثَم انقساماً بين المستوى السياسي والعسكري، رغم تأكيد تقارير أن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مصمم على توسيع الحرب، في حين يعارض رئيس هيئة الأركان إيال زامير قراراً كهذا.
وتدخل وزير الدفاع يسرائيل كاتس لمصلحة نتانياهو، إذ شدد على أن الجيش مطالب بتنفيذ أي قرارات تتخذها الحكومة. وقال «حق وواجب رئيس الأركان أن يعبر عن موقفه في المنابر المختلفة، لكن بعد أن يتخذ المستوى السياسي القرارات، فإن الجيش سينفذها بحزم ومهنية، كما فعل على جميع الجبهات».
وخلال اجتماع عُقد، الثلاثاء، واستمر ثلاث ساعات مع نتانياهو، حذر رئيس الأركان من أن احتلال كامل القطاع كمن «يسير بقدميه نحو فخ»، وفق هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان). وأشارت القناة 12 الإسرائيلية إلى أن زامير قدم بدائل مثل تطويق مناطق محددة يُعتقد أن «حماس» تتحصن فيها.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين إسرائيليين أن زامير يعارض اقتراح نتانياهو إحكام القبضة على بقية المناطق التي لا يسيطر عليها الجيش في غزة.
وأضافوا أن زامير حذر نتانياهو خلال الاجتماع الذي شابه التوتر، الثلاثاء، من أن السيطرة على ما تبقى من غزة قد يجر الجيش للبقاء طويلاً في القطاع الذي انسحب منه قبل 20 عاماً، ويلحق الضرر بالأسرى المحتجزين هناك. وانتقدت مجموعة من أمهات الجنود الإسرائيليين هذه الخطط، مشيرين إلى أنها ستكون مُهلكة للأسرى والجنود.
وكان وزير الخارجية جدعون ساعر قال، الثلاثاء: «من واجب رئيس الأركان أن يعبّر عن رأيه المهني بوضوح ودون لبس أمام القيادة السياسية، وأنا مقتنع بأنه سيقوم بذلك».
لكن زعيم المعارضة يائير لبيد قال إنه التقى بنتانياهو وأكد له أن «احتلال غزة فكرة سيئة»، سواء من «الناحية العملية والأخلاقية والاقتصادية». وقال إنه أبلغ نتانياهو بعدم رغبة الرأي العام الإسرائيلي في استمرار الحرب والسيطرة العسكرية الكاملة على القطاع.
ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، عن لابيد تحذيره نتانياهو، حيث قال: «احتلال غزة فكرة سيئة للغاية، يجب ألا تخوض حرباً إن لم يكن الشعب كله يدعمك». وأضاف: «احتلال غزة فكرة سيئة عملياً وأخلاقياً واقتصادياً».
ضغوط دولية
ومن المرجح أن يكون لتوسيع الحرب في المناطق المكتظة بالسكان عواقب كارثية، حيث يعيش الكثير من سكان غزة البالغ عددهم مليونين في مخيمات بجنوب القطاع، بعد أن شردهم القصف المستمر منذ 22 شهراً.
ووصفت الأمم المتحدة التقارير التي تتحدث عن احتمال توسيع نطاق العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة بأنها «مقلقة للغاية».
