توغلت الدبابات الإسرائيلية في الأحياء الجنوبية والشرقية من مدينة دير البلح بقطاع غزة لأول مرة اليوم "الاثنين"، وقالت مصادر إسرائيلية إن الجيش يعتقد أن بعض الرهائن المتبقين محتجزون هناك.
وتكتظ المنطقة بالفلسطينيين النازحين خلال الحرب المستمرة منذ 21 شهرا في غزة حيث فر المئات منهم غربا أو جنوبا بعد أن أصدرت إسرائيل تعليمات للسكان بالإخلاء قائلة إنها تسعى إلى تدمير قدرات حركة حماس وبنيتها التحتية.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك "لا يزال موظفو الأمم المتحدة في دير البلح، وقُصف دارا ضيافة تابعان للأمم المتحدة على الرغم من إبلاغ الأطراف بمواقع مباني المنظمة الدولية، وهي حرمة لا يجوز انتهاكها. يجب حماية هذه المواقع، شأنها شأن جميع المواقع المدنية، بغض النظر عن أوامر الإخلاء".
وذكر مسعفون أن خمسة أشخاص على الأقل، منهم أسرة من رجل وزوجته وطفليهما، قُتلوا داخل خيمة في غارة جوية شنتها إسرائيل بخان يونس.
وقالت وزارة الصحة في غزة في تحديثها اليومي إن 130 فلسطينيا على الأقل قتلوا وأصيب أكثر من ألف بنيران إسرائيلية وغارات في أنحاء القطاع خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وهو أحد أعلى المعدلات في الأسابيع القليلة الماضية.
وذكرت مصادر إسرائيلية أن سبب بقاء الجيش خارج دير البلح حتى الآن هو الاشتباه في أن حماس ربما تحتجز رهائن هناك. ويعتقد أن 20 رهينة على الأقل من 50 محتجزين في غزة ما زالوا أحياء.
وعبرت عائلات الرهائن عن قلقها على ذويها وطلبت توضيحا من الجيش عن كيفية حمايتهم.
وقال مقر منتدى عائلات الرهائن في بيان "شعب إسرائيل لن يغفر لأي شخص تعمد تعريض الرهائن للخطر... لن يستطيع أحد أن يدعي أنه لم يكن يدرك حجم الخطر".
ونوه مسؤولو الصحة في غزة إلى احتمال حدوث "وفيات جماعية" في الأيام المقبلة بسبب الجوع الذي أودى بحياة 19 شخصا على الأقل منذ يوم السبت.
جوع
وقال دوجاريك إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عبر عن استيائه من التدهور المتسارع للأوضاع الإنسانية في غزة "حيث ينهار آخر شريان يبقي الناس على قيد الحياة".
وأضاف دوجاريك إن غوتيريش "يعبر عن أسفه للتقارير المتزايدة عن معاناة الأطفال والبالغين من سوء التغذية".
واوضح أن "إسرائيل عليها التزام بالسماح بتقديم الإغاثة الإنسانية التي تُقدمها الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى وتسهيلها بكل الوسائل المتاحة لها".
يقول مسؤولو الصحة إن الوقود والمساعدات الغذائية والأدوية تنفد من المستشفيات مما يهدد بتوقف العمليات الأساسية.
وذكر المتحدث باسم وزارة الصحة أن الطواقم الطبية تعتمد على وجبة واحدة في اليوم، وإن مئات الأشخاص يتدفقون على المستشفيات يوميا وهم يعانون من التعب والإرهاق بسبب الجوع.
ونفذت إسرائيل مداهمات وهجمات على مستشفيات في أنحاء غزة خلال الحرب، متهمة حماس باستخدام تلك المنشآت في أغراض عسكرية وهو اتهام تنفيه الحركة. ويعد إرسال قوات سرية لتنفيذ اعتقالات أمرا نادر الحدوث.
ويعقد التوغل في دير البلح وزيادة أعداد القتلى فيما يبدو محادثات وقف إطلاق النار التي تجريها حماس وإسرائيل بوساطة قطرية ومصرية وبدعم من الولايات المتحدة.
وقال مسؤول في حماس "الأحد" إن الحركة غاضبة من تزايد أعداد القتلى وأزمة الجوع في القطاع، مما قد يؤثر بشدة على المحادثات بشأن هدنة لمدة 60 يوما واتفاق لإطلاق سراح الرهائن.
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منشور على منصة إكس اليوم إنها تتلقى رسائل يائسة من غزة، بما في ذلك من موظفيها، تحذر من المجاعة مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية 40 ضعفا.
