أكد السفير عبدالرحمن شرفي، سفير جمهورية السودان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، أن العلاقات الإماراتية السودانية، ليست وليدة لحظة عابرة، بل ضاربة في جذور التاريخ، ونسجتها أخوة الشعبين وعمّقتها أواصر القيم والمصير المشترك.
وقال السفير شرفي: «منذ أن هبّت رياح الأزمة على السودان، وقلبت ظروف الحرب حياة الملايين من أبناء وبنات الشعب السوداني، كانت دولة الإمارات ولا تزال إلى اليوم، وكما عهدها الأشقاء، سنداً لا يتبدّل.
ويداً تمتد بالخير قبل أن يُطلب منها العون، فما ما قدّمته لأشقائها السودانيين ليس مجرّد استجابة أزمة، بل هو امتداد طبيعي لعلاقة أخوة تاريخية راسخة، تؤمن بأن المحن لا تقاس بحجمها، بل بصدق من يقف فيها إلى جانبك، وإن الشعب السوداني، المعروف بقامته العزيزة وكرامته الأصيلة، لن ينسى أن الإمارات كانت معه حين اشتد الضيق، فاحتضنته بلا مِنّة، وأكرمته بلا حساب».
وأضاف: «لقد جسّدت دولة الإمارات – قيادةً وشعباً – نموذجاً إنسانياً فريداً في احتضان السودانيين الذين لجأوا إليها، ففتحت لهم الأبواب والقلوب، وقدّمت لهم من التسهيلات ما يُكتب بحروفٍ من وفاء، ومنها: إصدار الإقامة الاستثنائية المعروفة بإقامة الحرب والكوارث، تأكيداً على المكانة الخاصة للشعب السوداني في وجدان الإمارات وشعبها».
وتابع: كما قامت الدولة بإعفاء السودانيين من غرامات مخالفات الإقامة، وإتاحة تحديث بياناتهم وإكمال إجراءاتهم دون اشتراط صلاحية الجواز لأكثر من ستة أشهر، تقديراً للظروف الاستثنائية التي فرضتها الحرب، بجانب قيامها بتقديم المساعدات الإنسانية الشاملة التي شملت الغذاء، الدواء، السكن، والرعاية الصحية، إلى جانب دعم مسيرة التعليم للأسر والأبناء، إيماناً بأن الإنسانية لا تتجزأ، وأن الكرامة لا تُؤجّل.
وقال: «مع الساعات الأولى لاندلاع الأزمة، استقبلت الإمارات العالقين ووفرت لهم المأوى والإقامة مجاناً، في مشهدٍ جسّد أسمى معاني التضامن، ولم تتوقّف يد العطاء عند حدود الدولة، بل حلّقت إلى أبعد مدى.
حيث طائرات وسفن الإغاثة الإماراتية التي نقلت الإعانات والإغاثة العاجلة عبر مدينة بورتسودان في إطار جسور جوية وبحرية خصصت لإغاثة الشعب السوداني».
وتابع: «أسهمت هذه الرحلات في إجلاء أعداد كبيرة من السودانيين العالقين في بورتسودان، لتكون السماء شاهدة على أن النجدة الإماراتية لا تكتفي بالموقف، بل تحولها إلى فعلٍ يصل لمساندة الأهل في السودان.
لافتاً إلى أن حجم الدعم الذي قدمته الإمارات للسودان وشعبه منذ بداية الحرب تجاوز 600 مليون دولار في الوقت الذي تجاوز حجم المساعدات للسودان خلال السنوات العشر الماضية مبلغ 3.6 مليارات دولار.
وقال: «ستظل هذه المواقف نبراساً مضيئاً في سجل العلاقات بين البلدين، وإرثاً يروى للأجيال بأن الوفاء بين الأمم لا يكتب بالحبر، بل بالمواقف، وأن ما بين السودان والإمارات أخوة لا تنتهي، وشراكة لا تهزمها المحن، ومصير تتقاسمه القلوب قبل كل شيء، فالشعب السوداني لن ينسى أبداً أيادي الإمارات البيضاء».
