تاريخ من المواقف النبيلة يجمع الشعبين على طريق التآخي والمصير المشترك
أكد عدد من الدبلوماسيين وممثلون عن الجالية السودانية في دولة الإمارات العربية المتحدة، أن العلاقات بين البلدين تمثل نموذجاً فريداً في المنطقة لما تتسم به من عمق تاريخي وإنساني، مستندة إلى وشائج وروابط الأخوة والمصير المشترك بين الشعبين العربيين الشقيقين.
وأجمع المتحدثون على أن الإمارات ظلت عبر العقود شريكاً صادقاً وداعماً ثابتاً للسودان في مختلف المراحل، سواء في التنمية أو الإغاثة أو احتضان أبناء الجالية السودانية.
وأكد عبدالرحمن شرفي، سفير جمهورية السودان لدى الدولة، أن العلاقات بين دولة الإمارات وجمهورية السودان الشقيقة راسخة الجذور تمتد في عمق التاريخ، وتستمد قوتها من وشائج القربى وروابط الإخاء ووحدة المصير التي جمعت الشعبين على مر العصور، مشيراً إلى أنها ظلت على الدوام نموذجاً فريداً للتآخي والتعاون الصادق.
ودعا السفير أبناء الجالية السودانية إلى عدم الالتفات إلى الترهات والادعاءات الزائفة التي يبثها بعض المرجفين من أصحاب المصالح الضيقة، والذين يسعون إلى الإساءة للعلاقات الأزلية بين البلدين والشعبين الشقيقين.
وأكد أن العلاقات بين البلدين شكّلت عبر التاريخ نموذجاً يُحتذى به، قام على الثقة المتبادلة والاحترام والتقدير، واستند إلى قيم إنسانية نبيلة أرساها القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وسار على نهجها من بعده قادة الدولة الأجلاء.
وأضاف السفير شرفي أن الإمارات كانت على الدوام في مقدمة الدول الداعمة والمساندة للسودان، تمد يد العون والمساعدة للشعب السوداني في أوقات المحن والشدائد، وتشارك بفاعلية في جهود الإغاثة الإنسانية والتنموية دون تمييز أو تردد.
كما فتحت الإمارات أبوابها لأبناء السودان الذين لجأوا إليها طلباً للأمان من ويلات الحرب، فاحتضنتهم بكرم وإنسانية، وقدمت لهم سبل الرعاية والدعم في مجالات السكن والتعليم والعلاج والعمل، لتغدو بحق وطناً ثانياً لهم.
وأوضح أن العلاقات بين البلدين والشعبين أعمق وأرسخ من أن تنال منها أقاويل أو أراجيف قلة لا تمثل الشعب السوداني الأصيل المعروف بوفائه ونبله ومحبته للإمارات قيادة وشعباً، مؤكداً أن هذه العلاقات ليست حبراً على ورق، بل هي واقع حيّ تؤكده المواقف وتزكيه الأواصر التاريخية، وتباركه القيم المشتركة التي تجمع بين الشعبين الكريمين.
وبيّن أن المحافظة على متانة هذه العلاقات وتطويرها نحو آفاق أرحب من التعاون الاستراتيجي تمثل مسؤولية مشتركة وضرورة ملحة لتعزيز المصالح المتبادلة ودعم مسيرة التنمية والاستقرار في البلدين بما يعود بالنفع والخير على الشعبين الشقيقين.
وختم تصريحه بالتأكيد على أن العلاقات بين الإمارات والسودان ستظل أنموذجاً مشرقاً للأخوة الصادقة، ووثيقة وفاء متبادل لا تهزها العواصف ولا تنال منها الظروف، لأنها نبتت من أرض النبل وسُقيت بماء المحبة وأثمرت تلاحماً صادقاً يزداد عمقاً مع الزمن.
مواقف نبيلة
من جانبه، أكد محمد أمين عبدالله الكارب، السفير السوداني الأسبق لدى الدولة، أن ما يجمع الشعبين الإماراتي والسوداني أكبر من المصالح، فهو تاريخ من الأخوة الصادقة والمواقف النبيلة الراسخة.
وقال إن ما يميز العلاقات بين البلدين هو عمقها الإنساني قبل السياسي، موضحاً أن هذه العلاقة ليست وليدة ظرف سياسي أو اقتصادي، بل هي امتداد طبيعي للتاريخ المشترك بين الشعبين.
وأشار الكارب إلى أن الإمارات كانت دائماً إلى جانب السودان في مختلف المراحل، سواء في دعم التنمية أو في المساعدات الإنسانية خلال الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات، مؤكداً أن الإمارات دعمت السودان في العديد من الملفات داخل الاتحاد الأفريقي والجامعة العربية، وكانت دائماً صوتاً داعماً لاستقراره ووحدته.
ولفت إلى أن الإمارات أثبتت أنها شريك موثوق في التنمية، حيث شاركت شركاتها الوطنية على مدى أكثر من خمسين عاماً في تنفيذ مشروعات حيوية في السودان، وأسهمت في نقل الخبرات التقنية والمالية بما يعود بالنفع على الاقتصاد السوداني.
وأضاف أن أبرز ما يميز العلاقات الثنائية هو التواصل الشعبي والثقافي بين الشعبين، إذ يعيش ويعمل في الإمارات آلاف السودانيين منذ أكثر من خمسة عقود، يمثلون جسراً حضارياً وإنسانياً يربط بين البلدين، حتى باتت كثير من العائلات السودانية تعتبر الإمارات وطناً ثانياً لها.
جذور ممتدة
بدوره، قال الدكتور الأمين جعفر أحمد طه، رئيس الجالية السودانية في الإمارات، إن العلاقات بين الشعبين السوداني والإماراتي ليست وليدة اليوم، بل تمتد جذورها إلى عقود طويلة من التواصل الصادق والتعاون المثمر على مختلف الأصعدة.
وأضاف أنه منذ البدايات الأولى لقيام دولة الإمارات، كانت هناك جسور من الود والتقدير المتبادل تربط القيادتين والشعبين، جسدها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، والرئيس السوداني الأسبق جعفر محمد نميري، حين تبادلا الزيارات الرسمية ونسجا علاقات متميزة قامت على الاحترام والتعاون في مجالات التنمية والبناء والنهضة.
وأوضح الدكتور الأمين جعفر أن السودان كان من أوائل الدول التي دعمت قيام الاتحاد الإماراتي، وشارك أبناؤه في مراحل متعددة من مسيرة التنمية في هذه الأرض الطيبة في مجالات التعليم والصحة والهندسة والإعلام وغيرها. وأضاف أنه وبعد مرور أكثر من خمسة عقود على تلك البدايات المباركة، تزداد العلاقات بين الشعبين قوة ورسوخاً، مستندة إلى الإرث الكبير من القيم العربية والإسلامية المشتركة، وإلى روابط الدم والمصير التي تجمع بين البلدين الشقيقين.
تعزيز الأخوة
من جانبه، قال البروفيسور أبو بكر مبارك عبدالله، نائب رئيس الجالية السودانية في عجمان، إن الجالية تتابع بقلق المعلومات المضللة وتؤكد أن الامارات واحة الخير والسلام، مثمناً كل الجهود الرامية إلى تعزيز الأخوة بين الشعبين.
وأكد أن الجالية السودانية في الإمارات، والتي يزيد عددها على ثلاثمئة ألف سوداني، منها أكثر من اثنين وسبعين ألفاً يحملون إقامات دول الحروب والكوارث، حظيت برعاية كريمة من دولة الإمارات التي فتحت أبوابها ووفرت لهم الدعم عبر مؤسساتها الخيرية، وعلى رأسها مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية.
وأضاف أن الجالية السودانية في عجمان وحدها استفادت من مساعدات شملت تسعة عشر ألف أسرة، تضمنت مواد غذائية ورسوم مدارس وإيجارات منازل وتسهيلات لتعديل أوضاع الإقامة. وأكد أن الجالية تحظى بحب واحترام كبير من الإمارات حكومة وشعباً، وتعيش في ظلال الإخاء والمودة في توأمة شعبية راسخة منذ أكثر من خمسين عاماً.
الإمارات الخيار الأول
وفي السياق ذاته، عبّر محمد بهاء الدين، رئيس الجالية السودانية في أبوظبي ورئيس النادي الاجتماعي السوداني بالعاصمة، عن امتنانه العميق لدولة الإمارات قيادة وشعباً على مواقفها الأخوية الواضحة تجاه السودان وأبنائه، مشيداً بعمق العلاقة الأزلية بين الشعبين الشقيقين الممتدة لأكثر من خمسة عقود.
وأوضح أن المتابع لمسار العلاقات الإماراتية السودانية يلمس بوضوح أن الإمارات كانت وستظل الخيار الأول والأفضل للسودانيين للعيش والعمل، بفضل منظومة القوانين والتسهيلات التي توفرها الدولة، وهو خيار تعزز بعد اندلاع الحرب في السودان.
وأشار إلى أن دولة الإمارات تستضيف مئات الآلاف من أبناء الجالية السودانية، وتقدم لهم مختلف أشكال الدعم الإنساني والتعليمي والصحي والتمويني في واحدة من أكبر عمليات المساعدة للجاليات.
وأضاف أن الدعم الإماراتي الإنساني يعكس أصالة الشعب الإماراتي وقيادته الرشيدة منذ عهد القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، واستمر في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رحمه الله، ثم في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي كان له دور عظيم في احتضان السودانيين والتوجيه بمساعدتهم في استخراج إقامات تحت كفالة الدولة.
وأكد أن المؤسسات الخيرية الإماراتية، وفي مقدمتها مؤسسة زايد للأعمال الخيرية والإنسانية، وفرت العلاج والتعليم والسكن للأسر السودانية المتعففة، مجسدة الأيادي البيضاء للقيادة الرشيدة التي حولت الإمارات إلى وطن لكل السودانيين الباحثين عن الأمن والاستقرار.
محبة متبادلة
وقالت الإعلامية السودانية عايدة القمش، إن قيام دولة الإمارات أضاء دروب الأخوة والإنسانية بين الشعوب برؤية الوالد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكان للسودان نصيب وافر من هذا النور.
وأوضحت أن العلاقة بين البلدين لم تكن مجرد تعاون سياسي أو تبادل دبلوماسي، بل هي نسيج من المحبة الصافية نسجه زايد بيديه الكريمتين، وروته أياديه البيضاء بمشروعات خالدة أصبحت رمزاً لعمق العلاقات بين الشعبين الشقيقين.
وأضافت أن حكمة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تجلت في بناء علاقات لا تعرف المصلحة العابرة، بل تقوم على القيم والمبادئ والوفاء الإنساني، فامتدت ظلال عطائه إلى السودان تزرع الخير والنماء، وترسم ملامح عهد جديد من التعاون والإخاء.
وقالت: «أصبحت الإمارات لنا بيتاً يجمعنا على الخير ويمنحنا الأمان، ويجعلنا شركاء حقيقيين في نهضتها، نعمل ونبدع بإخلاص ووفاء يليق بتاريخ العلاقة التي تمتد جذورها في عمق الزمن.
نحن هنا لا نمثل مجرد جالية عاملة، بل نحن جزء أصيل من النسيج المجتمعي والثقافي في وطن زايد الخير، نبادل الود بالود والوفاء بالعطاء».
تمكين مستدام
وتحدثت الدكتورة هبة عثمان بدوي عن الدور الإنساني والإنمائي الكبير الذي تقوم به الإمارات في السودان، خصوصاً في مجالات تمكين المرأة والشباب، مشيرة إلى أن المبادرات الإماراتية في السودان تركت خلال العقود الخمسة الماضية أثراً إيجابياً ملموساً في التعليم والصحة ودعم الفئات الضعيفة.
وأوضحت أن المؤسسات الإماراتية الخيرية مثل هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة زايد بن سلطان ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، نفذت العديد من المشروعات التنموية في ولايات السودان المختلفة.
وأضافت أن هذه المبادرات لا تقتصر على تقديم المساعدات، بل تهدف إلى بناء القدرات المستدامة وتوفير فرص العمل وتمويل المشاريع الصغيرة، وهو ما يعكس رؤية الإمارات التنموية التي تركز على تمكين الإنسان قبل البنية التحتية، مشيدة بالدور الإنساني الذي تقوم به الدولة في دعم أبناء الجالية السودانية المقيمة داخل الإمارات.