ليبيا.. حرائق تقض المضاجع وتثير الجدل

تبدو ليبيا وكأنها تقف على ساق واحدة بسبب حرائق غامضة ما انفكت تندلع منذ أيام في منازل مأهولة بمدينة الأصابعة جنوب العاصمة طرابلس، لا سيما أن السلطات لم تجد تفسيراً علمياً لها، بينما يشهد الشارع جدلاً واسعاً بشأنها.

ودعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبدالحميد الدبيبة، إلى ضرورة تعزيز جهود الفرق المختصة التي باشرت عملها منذ اللحظات الأولى بحادث حرائق المنازل في الأصابعة، واستكمال التحقيقات، للكشف عن أسبابها.

وشدد في رسالة وجهها إلى وزير الحكم المحلي، ورئيسي هيئة السلامة الوطنية والمباحث الجنائية، على أهمية الوقوف ميدانياً على الأوضاع، مع اتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان سلامة الليبيين والحد من الأضرار.

بدوره، كلف وزير الداخلية في حكومة الوحدة، عماد الطرابلسي، جهاز المباحث الجنائية بفتح تحقيق عاجل وموسع بالتنسيق مع الجهات المختصة، لكشف ملابسات حرائق مدينة الأصابعة وتحديد أسبابها الحقيقية.

وأعربت الوزارة عن القلق من هذه الحرائق المتكررة، وقالت إنها وجهت فرقاً متخصصة إلى موقع الحرائق للمساهمة في عمليات الإطفاء، واتخاذ التدابير اللازمة لضمان سلامة المواطنين وحماية ممتلكاتهم.

ومن بنغازي، أصدر القائد العام للجيش الوطني، المشير خليفة حفتر، أوامره لصندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا بحصر البيوت المتضررة جراء الحرائق في الأصابعة تمهيداً لصيانتها وإرسال شاحنة مطافئ للمدينة. ووفق السكان المحليين، فإن النيران تشتعل بشكل مفاجئ ودون أسباب واضحة في منازل مأهولة بالمدينة، ما أسفر عن أضرار كبيرة في الممتلكات، وما أثار حالة من الخوف بين السكان.

وبينما لا تزال التحقيقات مستمرة حول أسباب الحرائق، رجح البعض أن تكون ناتجة عن تسرب غاز الميثان من باطن الأرض، فيما حاول آخرون ربطها بظاهرة السحر والشعوذة أو بأعمال الجن، وهو ما تحاول بعض التيارات المتطرفة في ترويجه بين الناس لخدمة أجنداتها.

جاهزية

وأعلن مركز الدعم والإسناد التابع لهيئة السلامة الوطنية، جاهزيته التامة بكامل قوته، والتوجه لمدينة الأصابعة من أجل مساندة قسم السلامة الوطنية في حماية الأرواح والممتلكات، إثر حرائق غامضة نشبت في منازل مواطنين بالمدينة خلال اليومين الماضيين.

وأوضحت الهيئة في بيان، أن نحو 30 منزلاً تضرر جراء هذه الحرائق، مؤكدة أن الأضرار كانت مادية فقط، دون تسجيل أي خسائر بشرية. وأشارت إلى إصابة ثلاثة أشخاص بحالات اختناق نتيجة الدخان، بينهم أحد رجال الإطفاء بالهيئة.

ودعت رئاسة الهيئة سكان مدينة الأصابعة إلى تجنب التجمهر أو التواجد في مواقع الحرائق أثناء عمليات الإطفاء والإنقاذ، ونادت بضرورة إفساح المجال لفرق الإطفاء للقيام بمهامها بكفاءة وسرعة، دون أي عوائق قد تعرقل عملها أو تعرض حياة السكان المحليين للخطر. كما شددت على أهمية الالتزام بتعليمات فرق الإطفاء، والابتعاد عن أماكن الحرائق حتى يتم السيطرة عليها بشكل كامل.

تعليق دراسة

في ذات السياق، أعلنت مراقبة التربية والتعليم في الأصابعة، تعليق الدراسة في كل المؤسسات التعليمية التابعة لها، وذلك بعد الحرائق الغامضة التي ما انفكت تشهدها المدينة. وأكدت كلية آداب الأصابعة التابعة لجامعة غريان، أنها أقرت تعليق الدراسة ليومين في مرحلتي الليسانس والماجستير بسبب الحرائق التي تشهدها المنطقة.

وقال عميد بلدية الأصابعة، عماد المقطوف، بأن أسباب نشوب الحرائق غير معروفة وغريبة جداً، وأنه تم التواصل مع الجهات المختصة بما فيها هيئة السلامة الوطنية في طرابلس ومكاتبها في البلديات المجاورة، وكذلك رئاسة الوزراء لطلب الدعم لفرق الإطفاء بالمدينة، بالإضافة إلى طلب المساعدة من هيئة الأوقاف والشؤون الإسلامية.