وبتوقيع ثلاثي الأبعاد، أتى تعيين السفير الأسبق في واشنطن، سيمون كرم، لقيادة التفاوض بعد استحصال الجانب الأمريكي على موافقة الطرف الإسرائيلي بضم عضو غير عسكري إلى وفده المشارك في اللجنة، إذ سحبت تل أبيب دبلوماسياً تخرج من الجيش وعينته في صفوف الاحتياط التفاوضية، وهو يعتبر أحد مهندسي سياستها الخارجية والأمنية.. أما المواجهة الأولى، فكانت في الاجتماع الـ14 للجنة «الميكانيزم» أول من أمس، فيما الاختبار الطارئ لا يزال في بداية رحلته، بما يوجب البقاء على درجة عالية من الحذر، بدليل أن إسرائيل لم تتأخر في إطلاق اجتهاداتها وتفسيراتها الخاصة لتوسيع مستوى المفاوضين في لجنة «الميكانيزم» بإضافة موفدين مدنيين صارا رئيسي الوفدين الأمنيين اللبناني والإسرائيلي.
في المقابل، فإن لبنان لديه مطالبه أيضاً والتي أبلغها للأمريكيين، حول ضرورة وقف الضربات الإسرائيلية، ووضع جدول زمني للانسحاب من النقاط التي تسيطر عليها إسرائيل في الجنوب، بما أن الموقف اللبناني كان واضحاً لجهة تعيين مدني لتمثيله في المفاوضات.
أما في المضمون، فشكلت الخطوة، وفق قول مصادر متابعة لـ«البيان»، امتداداً للمسار الذي سلكه لبنان بالتزامه باتفاق وقف اتفاق النار، منذ 27 نوفمبر من العام الماضي، وبمبادرة الاستقلال الرئاسية، وذلك نزعاً لفتيل الرسائل النارية التي تلقاها لبنان بتصعيد إسرائيلي، يتجاوز «الستاتيكو» الأمني القائم، إلى توسيع بيكار الاعتداءات وتهديد الدولة.
سير على الجمر
ولذا، ووفق المصادر نفسها، يسجل انتقال «الميكانيزم» من الإطار العسكري الصرف إلى إطار مدني، وهو ما يتماشى مع خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لإرساء اتفاق سلام شامل في الشرق الأوسط، في حين سيكون لبنان مضطراً لـ«السير على الجمر» في هذا المسار التفاوضي، ولا بد له من ترقب المزيد من الشروط والمطالب الإسرائيلية.
مرحلة جديدة
وهكذا أيضاً، دخل لبنان مرحلة جديدة، قد تستغرق شهوراً أو سنوات، وهو حقق إنجازين حتى الآن، إذ أعطى الأمريكيين السلاح الذين يحتاجونه لتجميد تهديدات نتانياهو بالحروب المدمرة، اعتباراً من نهاية ديسمبر الجاري، ومهد الطريق للبحث في المرحلة التالية من خطة الجيش لحصر سلاح حزب الله خارج جنوب الليطاني، وهذا هو ما ستضغط في اتجاهه واشنطن منطقياً.
