لبنان.. سباق محموم بين الدبلوماسية والنار

لبنانيون يقفون أمام أنقاض مبنى مدمر جرّاء الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت
لبنانيون يقفون أمام أنقاض مبنى مدمر جرّاء الغارات الإسرائيلية الأخيرة على الضاحية الجنوبية لبيروت

وسط تصاعد حالة الغموض والشكوك المتصلة بالوضع الميداني بين لبنان وإسرائيل، في ظل تواصل تداعيات الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت، ليل الخميس الفائت، فإنه لا تأكيدات على أن جولة الرسائل الصاروخية - السياسية التي شهدتها «الضاحية» لن تتجدد طالما أن إسرائيل تكرر على لسان مسؤوليها السياسيين وقادتها العسكريين الاستعداد للجوء إلى الخيارات العسكرية لنزع سلاح «حزب الله» من شمال الليطاني، ما لم يبادر لبنان الرسمي إلى فعل ذلك، علماً أن أي معطيات جديدة لم تسجل خلال الساعات الأخيرة، وذلك في انتظار ما ستسفر عنه الاتصالات الدبلوماسية التي ستنطلق، بدءاً من اليوم، بين لبنان والعواصم المعنية باحتواء التصعيد، ولا سيما منها واشنطن وباريس.

في واشنطن، يقول توم حرب، رئيس التحالف الأمريكي الشرق أوسطي للديمقراطية العضو في الحزب الجمهوري، إن الدولة اللبنانية لا تقوم بواجباتها فيما يتعلق بالقضايا السيادية، ناهيك عن العمل المحدود على الملفات الإصلاحية.

ويترافق ذلك مع ما يتم تناقله من معلومات عن مصادر أمريكية، ومفادها أن المسؤولين اللبنانيين «كثيرو الكلام، وقليلو الأفعال»، وواشنطن تتطلع لأن تتحرك الحكومة اللبنانية باتجاه تذليل التحديات، وليس فقط الحديث عنها.

ولا توحي المعطيات المتوافرة في هذا السياق بنتائج واعدة، بل إن المواقف والمعطيات التي أعقبت الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية زادت من حراجة الوضع الذي وجد لبنان نفسه فيه بين «كماشة» الاعتداءات الإسرائيلية والغطاء الأمريكي لها، والعجز اللبناني عن تبديل المعادلة الميدانية من خلال نزع السلاح بصورته التي يطالب بها معظم الدول المعنية.

أما كل المؤشرات، بحسب تأكيد مصادر لـ«البيان»، فتدل على أن لبنان مطالب بخطوات عملية، بموازاة مطالبته المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للقيام بواجباتها تجاه ما نص عليه قرار وقف النار.

وثمة كلام عن أن الإجابات يُفترض أن يسمعها وفد من الإدارة الأمريكية يزور بيروت الأسبوع المقبل، وذلك في الوقت المستقطع ما بين انتهاء مهمة مورغان أورتاغوس في بيروت، وانتقال الملف اللبناني إلى موفد آخر.

لبنان واقع في منطقة ضغط إسرائيلية، باتت تحاصر قصر بعبدا بـ«خط نار» وتُرسم لها حدود سحب السلاح بأداة شرطية، في حين تداعيات «الخميس المدمر» في الضاحية الجنوبية لبيروت تبقى ماثلة كتهديد يراد تكراره، ويرتفع فوق موسم سياحي، بدأ بتلمس طلائع رحلاته إلى لبنان، حيث سجل مطار بيروت في اليومين الماضيين نسبة وافدين هي الأعلى منذ عام 2019.

وعليه، من المتوقع أن يطغى هذا الوضع على جدول أعمال زيارة الموفد الفرنسي الرئاسي إلى بيروت جان إيف لودريان، غداً، خصوصاً بعدما تصاعدت معالم التمايز والتباين بين الموقفين الأمريكي والفرنسي حيال الغارات الإسرائيلية الأخيرة، التي دعمتها واشنطن، ودانتها باريس بشدة، ولذا أثيرت تساؤلات عما سيكون عليه دور لجنة المراقبة لتنفيذ اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بعد هذه التطورات، خصوصاً أن الجيش اللبناني ألمح للمرة الأولى إلى إمكان وقف تعاونه مع اللجنة.