فإن ثمة كلاماً عن أن إسرائيل ترد عسكرياً على المراوحة دبلوماسياً.. ذلك أن لبنان الرسمي لم يتجاوب، حتى الآن، لا مع طلب التفاوض مع إسرائيل ولا مع قرار سحب سلاح حزب الله.
وعليه، أجمعت مصادر سياسية عبر «البيان»، على أن الجنوب بات مجدداً في الواجهة، فيما لبنان يحاول استباق أي موقف إسرائيلي، وقد أوصل رسالة إلى الجانب الأمريكي مفادها أن المطلوب تدخل أكثر فاعلية مع إسرائيل.
وبحسب المصادر نفسها، فإن حادثة بليدا أثبتت أن العدوانية الإسرائيلية باتت متفلتة من أي ضوابط، فيما من شأن موقف رئيس الجمهورية أن يعيد الاعتبار لصورة الدولة والجيش، وأن يشكل ضغطاً على «الميكانيزم» حتى تبادر إلى تفعيل دورها ولجم الاعتداءات الإسرائيلية التي اتخذت منحى تصاعدياً خلال الفترة الأخيرة.
ولم يكن أدل على هذه التجربة الصعبة التي يجتازها لبنان من أن تصعيد الخميس، الذي صار تقليداً ميدانياً إسرائيلياً ثابتاً، استعاد الضغوط الميدانية المواكبة لتفعيل وتطوير عمل لجنة «الميكانيزم».
مزيج ضغوط
أما التحركات الدبلوماسية باتجاه بيروت، فتؤكد نظرة المجتمعيْن العربي والدولي إلى الساحة اللبنانية، بأنها ليست بمعزل عن توازنات إقليمية، خشية من أن تتحول إلى فوهة نار إذا لم تُقفل ثغرات السيادة وحصرية السلاح بالتزامن مع نهاية العام الجاري.
والذي وصفه الرئيس عون بعام تسليم السلاح، وهذا ما سبق وأكدته من جديد المبعوثة الأمريكية، مورغان أورتاغوس، خلال حضورها اجتماع «الميكانيزم» الأخير.
مرحلة جديدة
الأول يدل على أن لبنان، الذي أشيع أنه خرج من دائرة الاهتمام العربي والدولي، سيعود على الأرجح إلى الواجهة من جديد، أما الأمر الثاني، فهو أن القرار اتخذ بشأن إنهاء الملف اللبناني بتفاصيله كلها، وأن على «حزب الله» الاختيار، إما أن يقبل بحصر السلاح ويسير في مشروع الدولة، وإما يكون على موعد مع موجة عسكرية جديدة، لا أحد يعرف نتائجها المدمرة على لبنان.
