وذلك بدءاً من عرض التطورات الناشئة عن قرار حصر السلاح بيد الدولة الذي رحبت به فرنسا بقوة منذ اللحظة الأولى لاتخاذه، مروراً بمراجعة أوجه الدعم الذي تقدمه فرنسا للجيش اللبناني في إطار السعي لتزويده بالأسلحة والعتاد.
والبحث في مرحلة ما بعد التمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفيل)، في ظل الدور الأساسي الذي اضطلعت به فرنسا في قرار التمديد، ووصولاً إلى البحث في الاستعدادات لتنظيم فرنسا مؤتمرين لدعم إعادة الإعمار في لبنان ودعم الجيش اللبناني، حين تتوافر الاستجابات الخليجية والدولية لعقد المؤتمرين.
وفيما تحديد أي موعد لأي من المؤتمرين لا يبدو قريباً بعد، ترددت معلومات غير مؤكدة، مفادها أن مؤتمر دعم، بعنوان بيروت - 1، سيعقد في لبنان بين 18 و19 أكتوبر المقبل مع الدول الصديقة، لجذب الاستثمارات والمساعدات.
ملفان
أولهما مؤتمر فرنسا لدعم لبنان، وما إذا كانت الظروف قد نضجت للانتقال به من فكرة إلى موعد ملزم، وثانيهما ترتبط بقوات اليونيفيل، حيث سأل لودريان الجانب اللبناني الرسمي: ماذا بعد انتهاء ولايتها؟.
خصوصاً أن فرنسا بصفتها حامل القلم في مجلس الأمن، سعت إلى ضمان التمديد لليونيفيل، وكانت وراء التفاهم مع الأمريكيين الذي أفضى إلى تمديد المهلة.. وذلك، في موازاة سعي فرنسا إلى مقاربة براغماتية لملفت السلاح والحدود والوضع الأمني، بحثاً عن أجوبة قابلة للبناء عليها، وتراعي توازنات الداخل وحسابات الإقليم.
انطباعات إيجابية
كذلك أضاءوا على مسألة الخروقات الإسرائيلية المستمرة وطالبوا بالضغط على إسرائيل للالتزام باتفاق الهدنة، وبمساعدة فرنسا وأوروبا للجيش اللبناني لتمكينه من القيام بمهامه. ومن جهة ثانية، تم تناول الإصلاحات وما حققه لبنان في هذا الإطار.
حيث سيكون هذا الأمر مدخلاً لبحث مؤتمر الدعم الذي تنوي باريس تنفيذه. ووسط أجواء وصفت بالإيجابية، ترددت معلومات مفادها أن لودريان أكد، خلال لقائه رئيس الجمهورية، أن مؤتمر دعم الجيش أولوية، وأن انطباعاته إيجابية في هذا الخصوص.
أما الرئيس عون، فأشار إلى أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لعدد من الأراضي اللبنانية يحول دون استكمال انتشار الجيش حتى الحدود الدولية، مؤكداً أن أي ضغط فرنسي أو أمريكي على إسرائيل للتجاوب مع إرادة المجتمع الدولي بوقف الأعمال العدائية ضد لبنان سيساعد على استكمال الخطة الأمنية التي وضعها الجيش ورحب بها مجلس الوزراء.
رهان
وعليه، فإن ثمة كلاماً عن أن مهمة لودريان المفتوحة في لبنان عادت مجدداً إلى دوامة اختبار مجهول- معلوم، لجهة مغامرة باريس تكراراً في متاهات المشهد اللبناني.
وذلك في ظل اختبار مزدوج، لمدى قدرتها على تجاوز أزماتها الداخلية وترسيخ حضورها في لبنان أولاً، ولإمكان إقناع المجتمع الدولي بجدوى مؤتمر دعم لبنان، والتعويل على مدى تجاوب الدولة اللبنانية مع شروط الإصلاح والدعم ثانياً.
