للمرة الثانية منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر الفائت، وللمرّة الثانية في أقلّ من أسبوع، استهدف الطيران الحربي الإسرائيلي، فجر أمس، الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أودى بحياة 4 لبنانيين، بينهم امرأة، وأصاب آخرين بجروح، عدا عن إلحاق أضرار كبيرة في عدد من المباني المجاورة.
ومن دون سابق إنذار بالإخلاء، كما حصل الجمعة الفائت باستهداف مبنى في محلّة الحدث، شنّ الطيران الإسرائيلي غارة، فجر أمس على المبنى المؤلف من 9 طبقات بصاروخين، واستهدف الطبقات الثلاث الأخيرة منه، مستهدفاً معاون مسؤول الملفّ الفلسطيني في «حزب الله» وشقيق مسؤول الإعلام الحربي في الحزب، حسن بدير، ما أودى بحياته ونجله علي، إضافة إلى شخصين آخرين.
ومن بوّابة عودة الاغتيالات إلى الواجهة واستهداف الضاحية مجدداً، فإن ثمّة إجماعاً على أن اتفاق وقف إطلاق النار، والذي دخل شهره الخامس في 27 مارس الفائت، اهتز بشكل خطير، وعلى أن إسرائيل تملك أجندة، بصرف النظر عن التوقيت، إذْ لا أسباب موجبة لهذا التصعيد سوى استناده إلى أن المستهدف بدير خطط لتنفيذ «عملية خطيرة ضد إسرائيل».
ودان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الغارة، واعتبر أنّ الاعتداء على محيط بيروت يشكّل «إنذاراً خطيراً حول النيّات المبيّتة ضد لبنان»، خصوصاً في توقيته. أما رئيس الحكومة نوّاف سلام، فوضع ما حصل في خانة «الانتهاك الصارخ للقرار الأممي 1701»، و«الخرق الواضح للترتيبات الخاصّة بوقف الأعمال العدائيّة التي تمّ التوصّل إليها في نوفمبر الماضي».
وفي أول تعليق على الاستهداف الإسرائيلي، نقلت وكالة «رويترز» عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية قوله إنّ «إسرائيل تدافع عن نفسها ضدّ هجمات صاروخية انطلقت من لبنان»، مضيفاً إن بلاده «تدعم ردّ إسرائيل».
