حكومة لبنان.. تشكيل عالق بين الداخل والخارج

دورية لقوات الجيش اللبناني تتجول في بلدية عيترون جنوب لبنان
دورية لقوات الجيش اللبناني تتجول في بلدية عيترون جنوب لبنان

في ظل اتصالات دبلوماسية واسعة حول ما يجري في الجنوب، لا يزال رئيس الحكومة المكلف نوّاف سلام يسير وسط «حقل ألغام»، ويحاول تشكيل حكومته وسط ضغوط كثيرة، لبنانية وإقليمية ودولية، فهناك من جهة ضغط اتفاق وقف إطلاق النار جنوباً، الذي تنتهي مهلته الثانية في 18 من الجاري، وهناك من جهة ثانية ضغط المجتمعَين العربي والدولي المستعدين لإطلاق عملية الإعمار، شرط توافر عوامل وظروف سياسية واقتصادية معينة؛ لذلك تبدو عملية تشكيل الحكومة وكأنها طالت زمنياً، وإن كانت لا تزال ضمن المهلة الطبيعية والمنطقية لتشكيل الحكومات في لبنان.

الأسبوع الرابع

وغداة دخول عملية تكليف سلام تأليف الحكومة العتيدة الأسبوع الرابع، لا يزال الموقف على حاله، من معالجة عُقد وبروز عقد جديدة، في حين ثمّة محاذير بدأت تثار في حال عدم ولادة الحكومة العتيدة خلال الساعات المقبلة، إذ من شأن ذلك أن يعكس واقعاً صعباً حيال تعقيدات التأليف، وخصوصاً بعدما لاحت مجدداً معالم تجاذبات سياسية متسعة حيال تأليف الحكومة، سواء في ما يتصل بمواقف القوى من مسار سلام في التأليف، أم في ما يتعلق بحصص القوى في الحكومة، علماً أن لقاءات واتصالات الساعات الأخيرة المتعلقة بالملف الحكومي أضفت مزيداً من الغموض على حقيقة التقدم الحاصل نحو الولادة المنتظرة وموعدها، بعدما سرت معلومات عن وجوب إعلانها في الساعات المقبلة، وإذا أمكن بعد يوم من لقاء ترامب - نتنياهو، حيث لا بد أن يحضر ملف لبنان الأمني - العسكري بينهما، ما يعزز موقف ترامب الداعي إسرائيل إلى الانسحاب من لبنان كلياً ما دامت حكومة سلام ستتولى مهمة الإشراف على انتشار الجيش جنوباً وتطبيق القرار 1701.

في المقابل، وفي حين لم ترتسم معالم تبديل إيجابي في مسار تأليف الحكومة، الذي لا يزال عالقاً عند دوّامة إرضاء فئة من دون التسبب باستفزاز فئة أخرى، فإن معطيات لـ«البيان»، تتسم بصدقية عالية، قفزت فوق ألغام التأليف وتوقعت ولادة حكومة الرئيس نوّاف سلام هذا الأسبوع.

وفي المعطيات أيضاً يحاول الرئيس المكلّف التوصل إلى تشكيلة تأخذ بالاعتبار المعايير التالية: حكومة متجانسة، أقرب إلى فريق عمل، قادرة على تأمين انطلاقة قوية للعهد، وحكومة ليس فيها ثلث معطِّل قادر على شل عمل السلطة التنفيذية، وقادرة على مواكبة التطورات الجنوبية وتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار من خلال تطبيق القرار 1701 بكل مندرجاته، وحكومة تستطيع أن تترجم خطاب القسم في بيانها الوزاري، وعليه لا تستبعد المعطيات أن تنزلق الأمور نحو احتمال «ولادة قيصرية» للحكومة، على طريقة الأمر الواقع، في حال تراءى لرئيس الحكومة المكلّف ووافقه رئيس الجمهورية بأن مطالب الأفرقاء ستتحول إلى ما يشكل خطر محاصرة الولادة المرتقبة للحكومة العتيدة.

تحديات

وفي الانتظار، فإن ثمّة إجماعاً على أن أمام العهد الجديد تحديات تثبيت الاستقرار في الجنوب، وتجاوز آثار الحرب بالمعنى السياسي، وإعادة القوى السياسية المختلفة إلى طاولة المؤسسات وتفعيل عملها، إضافة إلى وضع خطط وبرامج إصلاحية للحصول على المساعدات، وإطلاق مشروع إعادة الإعمار، وتعزيز دور الجيش اللبناني ووضعه.