ارتفع منسوب الكلام عن «جمر» الأمن الكامن تحت «رماد» السياسة والرئاسة. ذلك أن الصنفيْن، وبحسب إجماع مصادر سياسية تحدثت لـ «البيان»، هما وجهان لأزمة واحدة. حيت تبادل «حزب الله» وإسرائيل التهديد والوعيد وأيضاً الاتهامات بانتهاك اتفاق الهدنة الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر. حيث حذر وزير الدفاع الإسرائيلي من أن تل أبيب «ستضطر للتحرك» إذا لم يتراجع «حزب الله» إلى «أبعد من نهر الليطاني». فيما بقيت حملة التفتيش عن الرئيس العتيد مستمرة بين «كومة» مرشحين، وسيساعد في الحملة فريق من الخبراء الدوليين والعرب.
مهمة مزدوجة
وكشفت مصادر مطلعة لـ «البيان»، أن الموفد الأمريكي آموس هوكستين يصل إلى بيروت، اليوم الاثنين، في مهمة مزدوجة، تتعلق بمراقبة مراحل تطبيق وقف إطلاق النار أولاً، على مسافة 3 أسابيع من انتهاء هدنة الـ 60 يوماً في 27 من الجاري، جلسة 9 من الجاري الخاصة بانتخاب الرئيس ثانياً. أما الطاغي على المسار الرئاسي، فهو التبصير السياسي، الذي يؤرجح جلسة الانتخاب بين إيجابية يعزف على وترها من يؤكد أنها ستكون مثمرة، وبين سلبية يروج لإخفاقها في إتمام الانتخاب، وإلحاقها بالتالي بما سبقها من جلسات فاشلة.
وما بين المشهدين، فإن ثمة اجماعاً على عدين عكسيين مصيريين سيحددان خريطة الطريق للمرحلة المقبلة. العد العكسي الأول والأقرب هو لجلسة انتخاب رئيس للجمهورية الخميس المقبل، فيما العكسي الثاني هو لانتهاء فترة الـ 60 يوماً في 27 من الجاري، من أجل إنجاز الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، بموجب الاتفاق المبرم لوقف الحرب. وبين ضبابية الاستحقاق الرئاسي وغموض ما بعد انتهاء مهلة الـ 60 يوماً، يتفاعل إجراء تشديد القيود على دخول اللبنانيين إلى سوريا.
مهلة 60 يوماً
وتحدثت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن 3 أسباب قد تؤدي إلى تأخير الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان بعد مهلة الـ 60 يوماً لاتفاق وقف إطلاق النار، والتي من المفترض أن تنتهي في 27 يناير الجاري.
السبب الأول حسب الصحيفة هو رغبة إسرائيل في أن ترى انتخاب رئيس للبنان يكون قادراً على تأمين استقرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل سيما وأن الجيش اللبناني يفتقر إلى التجهيزات اللازمة لمواجهة التحديات الأمنية المعقدة التي يطرحها «حزب الله».
وثانياً أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب حتى يتصرف الجيش اللبناني بالقوة الكافية، ويؤدي دوره في تطهير المنطقة الواقعة شمال الحدود اللبنانية من البنية التحتية والأسلحة الخاصة بـ «حزب الله».
والسبب الثالث حسب الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي لم يكمل بعد إنشاء نظام الدفاع الحدودي الجديد الذي يهدف إلى حماية المستوطنات الإسرائيلية القريبة من الحدود اللبنانية. مع كشف العديد من الأنفاق والمواقع العسكرية التي كان الحزب قد قام بتشييدها في مناطق نائية وصعبة التضاريس.
مشكلة التسوية
وفيما يتعلق بملف الرئاسة وعلى بُعد أيام قليلة جداً من جلسة انتخاب رئيس للجمهورية في 9 يناير الحالي، أشارت مصادر سياسية بارزة إلى أن مشكلة الرئاسة اللبنانية ليست بالأسماء بل بالتسوية التي ستحمل اسم الرئيس المقبل إلى قصر بعبدا، لافتة إلى أن الخلاف على الأسماء يخفي المشكلة الحقيقية المتعلقة بالخلاف على مستقبل لبنان، وشددت على أن «حتى اللحظة لا يوجد أي توافق داخلي على اسم الرئيس، والسبب عدم نضوج التسوية المحلية والإقليمية والدولية التي ستأتي به»، دون أن تستبعد نضوجها خلال أيام قليلة، أو استمرار الفراغ لفترة أطول، فكل الاحتمالات لا تزال قائمة، خصوصاً مع استمرار الحرب على لبنان وفي المنطقة.