لبنان.. تحرّك أمريكي بين الرئاسة والـ 1701

ميقاتي يجتمع بلجنة مراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في قصر الحكومة ببيروت
ميقاتي يجتمع بلجنة مراقبة وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في قصر الحكومة ببيروت

غداة تعهّد رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، بمراجعة الأمريكيين والفرنسيين، بوصفهم من بين الأطراف المنحازة التي تعهدت بـ«ضمانة» وقف إطلاق النار في الجنوب.

وذلك من أجل وضع حدّ للمماطلة الإسرائيلية والإسراع قدر الإمكان، قبل انتهاء مهلة الـ60 يوماً التي نصّ عليها تفاهم وقف النار، لتحقيق انسحاب إسرائيلي كامل من الأراضي اللبنانية، تردّدت معلومات مفادها أن ميقاتي تبلغ أخيراً من عدد من سفراء الدول الغربية أن العد العكسي لانتهاء الهدنة، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، بدأ ينفد.

ولا يمكن رمي كرة النار في يد قائد الجيش العماد جوزيف عون وحده، خصوصاً أن الموقف العربي والدولي داعم للجيش اللبناني. علماً أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي كان أكد أنه كي يقوم الجيش اللبناني بدوره كاملاً، فعلى لجنة مراقبة وقف النار أن تقوم بدورها بالكامل، وتضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها.

وكان حضور «الشرعية اللبنانية»، ممثلة بميقاتي وعون، على الحدود الجنوبية أول من أمس، صورة مثقلة برمزيتها قبل أسبوع من وداع السنة الحالية التي أصابت لبنان بإصابات كارثية، خصوصاً في الأشهر الأخيرة التي شهدت فيها أشرس حرب إسرائيلية استهدفت «حزب الله» وتسببت بدمار مخيف لعدد من المناطق اللبنانية.

أما مسار السباق مع الشهر المتبقي من نفاد مهلة الـ60 يوماً التي لحظها اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل، والتي تنتهي في 27 يناير المقبل، فبدا كأنه الاستحقاق الضاغط الثاني على لبنان، بعد استحقاق موعد 9 يناير لانتخاب رئيس الجمهورية، إذ إن المخاوف لا تزال ماثلة من الاستمرار في الخروقات والانتهاكات الجارية للاتفاق.

في حين لم يطرأ على المشهد السياسي ما يبدل صورة الغموض الذي يكتنف سيناريوهات استحقاق الجلسة الانتخابية الرئاسية، علماً أن ثمّة معطيات تشير إلى أن الأيام الأولى من السنة الجديدة قد تشهد ذروة المساعي من أجل تضييق جدّي نهائي لدائرة المرشحين، وحصرهم بعدد محدود، يمكن على أساسه اتضاح خيارات القوى السياسية ورسم سيناريو الجلسة.

ومن المتوقع أن يحضر ملف تطبيق القرار 1701 للبحث مع ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، خلال زيارة يقوم بها الموفد الرئاسي الأمريكي آموس هوكشتاين الى بيروت، قبل نهاية العام الجاري.

وحسب مصادر دبلوماسية، فإن محادثات هوكشتاين ستشمل الملف الرئاسي قبيل جلسة 9 يناير، والنقاشات الدائرة تناولت شخصية الرئيس، من زاوية كيفية تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتسليم سلاح «حزب الله».

وفي السياق، تجدر الإشارة إلى تطور جديد شهده لبنان خلال الساعات الماضية، إذ تسلم الجيش اللبناني المواقع العسكرية الفلسطينية خارج المخيمات، وتحديداً في بلدتَي قوسايا بالبقاع والناعمة جنوباً.

وذلك بعد انتظار دام 35 عاماً، ما أشار، بحسب مصادر لـ«البيان»، إلى إمساك الجيش بزمام السلاح الفلسطيني، كخطوة إضافية في مسار مرحلة جديدة، وبالتالي انفتاح الأفق على تطبيق القرار 1701.

كما أوضحت المصادر نفسها أن المخيمات الفلسطينية تأتي في المرحلة الثانية، في حين يستمر الجيش اللبناني باتخاذ إجراءات مشددة، خصوصاً في مخيم «عين الحلوة».

مساران

وما بين المشهدين، فإن ثمّة كلاماً عن أن الوضع اللبناني مرتبط بمسارين، لم تتضح وجهتهما النهائية حتى الآن. فعلى المسار الأول معلق مصير الاستقرار السياسي، وما إذا كانت الأيام المقبلة ستشهد خطوات جدّية في اتجاه إعادة انتظام الحياة السياسية في لبنان بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، يليه إطلاق ورشة حكومية إنقاذية إصلاحية، تضع مؤسسات الدولة برمتها وإداراتها المشلولة على سكة النهوض من جديد.

أما على المسار الثاني، فمعلق مصير الاستقرار الأمني، وما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار سيخرج من دائرة التفلت الإسرائيلي منه ويدخل مرحلة السريان الحقيقي، على نحو يُلزم إسرائيل بوقف خروقاتها المتمادية والمتعمدة لهذا الاتفاق.

وسحب جيشها من الأراضي الجنوبية التي توغل إليها، بما يفسح المجال لإكمال الجيش اللبناني انتشاره في منطقة عمل القرار 1701، بالتعاون والتنسيق مع قوات «اليونيفيل».