فيما تقترب الحرب الإسرائيلية - الإيرانية من أسبوع على بدئها، اختار لبنان النأي بنفسه عن الحرب، ذلك أن هذا الموقف شكّل تطوراً مهماً في تثبيت جدية الالتزامات المقطوعة حيال أحادية قرار الدولة في السلم والحرب واحتكارها للسلاح.
ووسط الجمود السياسي والدبلوماسي الذي يطبع المشهد الداخلي منذ اشتعال الحرب، أبلغ الرئيس اللبناني جوزيف عون، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات السلام جان بيير لاكروا، خلال لقاء جمعهما أمس، تمسّك لبنان ببقاء قوات «اليونيفيل» في الجنوب، لتطبيق القرار 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني.
وفي ظلّ أجواء أمريكية تحثّ الدولة اللبنانية على التعاطي بحزم أكبر مع الملفات المطروحة، وفي طليعتها سلاح «حزب الله» والوضع في الجنوب، تترقّب بيروت وصول المبعوث الرئاسي الأمريكي إلى سوريا والسفير في تركيا، اللبناني الأصل توم بارّاك، اليوم، حيث سيبلغ بيروت موقف إدارته من المسار اللبناني في مسائل نزع سلاح «حزب الله» واتفاق وقف النار مع إسرائيل.
وتأتي زيارة بارّاك، في أول مقاربة له للملفّ اللبناني، على وقع حديث داخلي عن أن لبنان يحاول، باتصالاته أن يحفظ رأسه وسط الصراع، لأن لا قدرة له على تحمّل أيّ تبعات لانتقال الحرب إلى أراضيه وأجوائه.
أما المعطيات الأوليّة التي تتردّد في الأوساط الرسمية، فترجح أن تكون مهمّة باراك في لبنان مؤقتة وظرفية، في انتظار تثبيت والتحاق السفير الأمريكي الجديد المعيّن في لبنان ميشال عيسى، أو تعيين مبعوث ثابت مكان مورغان أورتاغوس.
