لبنان.. مخاوف متصاعدة من لهيب الحرب

لليوم الرابع على التوالي، بقيت انشغالات اللبنانيين مركّزة حرب إسرائيل وإيران ونتائجها على لبنان ودول المنطقة.

ووسط الحديث عن أن أياماً صعبة في الشرق الأوسط والعالم، وهي تنتظر لحظة دولية مؤاتية، فإن لبنان يبدو في وضع شديد الترقب والحذر، الأمر الذي ترجمته إجراءات وخطوات أمنية وعسكرية، نفّذها الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، وهي أشبه ما تكون استنفاراً غير معلن تحسّباً لأيّ اختراقات من شأنها أن تورّط لبنان في عزّ تصاعد المواجهة التي تحوّلت حرباً مفتوحة، يصعب التكهّن بإطارها الزمني، كما بنتائجها الاستراتيجية.

ومع حساسية المرحلة من عمر المنطقة والعالم، أشارت مصادر لـ«البيان» إلى أن الأيام المنصرمة وفّرت عاملاً مشجعاً على التزام «حزب الله» عدم التورّط في مغامرة خطيرة، من شأنها استدراج ردّ إسرائيلي واسع ومدمّر مجدّداً على لبنان، وذلك في ضوء الاحتساب الدقيق لموازين القوى أو بسبب الضغوط.

علماً أن ثمّة من يعتبر أن التحييد والنأي بالنفس لم يأتيا صدفة بل نتيجة ضغوطات، وخصوصاً أن لبنان الرسمي حصل على ما يشبه «الوعد» بأنه إذا لم يدخل أيّ فصيل الحرب سيبقى في منأى عنها.

أما الوقائع المتصلة بلبنان، فتشير إلى أنه بات الآن تحت اختبار صارم للنأي بنفسه عن منزلقات هذه الحرب بأيّ شكل من الأشكال الميدانية، بما يبقي باب الترقب الحذر مفتوحاً.

كما تشير المعطيات إلى تهيّب السلطة اللبنانية من المرحلة الشديدة الخطورة التي بات البلد في قلب تداعياتها.

وفي السياق، تردّدت معلومات مفادها أن المبعوث الأمريكي إلى سوريا والسفير الأمريكي لدى تركيا توم برّاك، قد يصل إلى بيروت خلال الأسبوع الجاري، حاملاً رسالة من الرئيس دونالد ترامب إلى المسؤولين اللبنانيين، لدفعهم إلى الاستعجال بتنفيذ نزع سلاح «حزب الله» والسلاح الفلسطيني وعدم المماطلة، وإلا لن تكون هناك مساعدات للبنان.

كما سيؤكد برّاك ضرورة التقدم على صعيد الإصلاحات الضرورية لمساعدة الأسرة الدولية.

وما بين حدّي المطالبة بنزع السلاح والقيام بالإصلاحات المطلوبة، فإن ثمّة معلومات تشير إلى أن واشنطن تعتمد حالياً سياسة فصل المسارات فيما يخصّ لبنان.